سورة الجاثية

﴿قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (14).

س - ما معنى أن يغفر المؤمنون للكافرين؟

ج - بأن يتركوا خصامهم ويتحملوا أذاهم في الدنيا في غير ظروف الصراع بين الحق والباطل انتظاراً وإيكالاً لعذاب الله لهم في الآخرة.

س - لماذا جزم: ﴿يَغْفِرُوا﴾ والمفروض رفعه بثبوت النون، لأنه مقول القول؟

ج - كلاّ ليس هو مقول القول، بل المقول محذوف تقديره (اغفروا) كما دلّت عليه القرينة، وعلى هذا يكون جزم ﴿يَغْفِرُوا﴾ لأنه جواب الطلب المتقدم، وهو ﴿قل﴾ حيث يفترض في المؤمنين أن يطيعوا الرسول الذي لا يتوانى عن أمرهم بذلك تنفيذاً للأمر الإلهي ﴿قل﴾ فكأن مغفرتهم مترتبة عليه.

س - ما معنى أيام الله؟

ج - هي الأيام المنسوبة له تعالى باعتبار ظهور ملكه وسلطانه مثلاً، كيوم القيامة: ﴿...لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾(1).

﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ...﴾ (24).

س - إن قولهم: ﴿نَمُوتُ وَنَحْيَا﴾ اعتراف منهم بالحياة بعد الموت، فكيف قالوا: ﴿مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا﴾ ؟

ج - كلا، لأن الواو لا تدلّ على الترتيب، ومرادهم أنه لا توجد حياة أخرى غير هذه الحياة التي يولد بعضنا ويموت البعض الآخر فيها، أي يولد جيل ويموت جيل.


1- تفسير العياشي : 2/ 135.