سورة غافر

﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ﴾ (11).

س - ما هما الميتتان وما هما الحياتان؟

ج - الظاهر أن الموتة الأولى هي حالة الإنسان قبل حياته في الحياة الدنيا، والثانية هي موته ومفارقته للحياة الدنيا، وسمّى الأولى إماتة من باب التغليب، وهو شائع في كلام العرب. والحياتان أولاهما بإحيائه في الحياة الدنيا، والثانية بإحيائه بعد الموت، فتكون هذه الآية نظير قوله تعالى: ﴿وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾(1).

﴿...وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ...﴾ (28).

س - لماذا قال: ﴿يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ﴾ مع أنه إذا كان صادقاً يصيبهم كلّ الذي يعدهم؟

ج - هذا التحذير من تصديهم لقتل موسى، كما هو ظاهر من قوله: ﴿... أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ...﴾ وليس مرتبطاً بدعوتهم وحثّهم على الإيمان برسالة موسى حتى يكون مستلزماً للتصديق بكل ما وعده موسى، فكأنّ مقصود مؤمن آل فرعون أنكم إذا لم تؤمنوا برسالته وبالمعاد فتجنّبوا قتله حذراً من العذاب الدنيوي الذي هو بعض ما وعده موسى لهم الماحق الذي يصيب الأمم التي تقتل نبيّها.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ...﴾ (56).

س - ما معنى عدم بلوغهم الكبر؟

ج - حيث كان خصامهم وعنادهم نتيجة استكبارهم عن الخضوع للحق كما أكّدته كثير من الآيات أشار هنا إلى انهم سوف لا يبلغون الشموخ الموهوم، لأنّ الله تعالى سوف يُذلّهم.


1- تفسير العياشي : 2/ 135.