سورة فاطر

﴿... جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ...﴾ (1).

س - لماذا لم يقل: (اولي اجنحة اثنين وثلاثة وأربعة) ما دام المقصود جناحين وثلاثة وأربعة؟

ج - قال بعض المفسرين ان مثنى بمعنى: اثنين اثنين،وثُلاث بمعنى ثلاثة ثلاثة، ورباع بمعنى أربعة أربعة، أي في كل جانب جناحان أو ثلاثة أو أربعة، حسب أصنافهم. وهناك وجه آخر وهو ان الآية بصدد بيان أصناف الملائكة، كما تقول: دخل القوم المدينة اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة، فانّه تصنيف لمجاميع الداخلين للمدينة، بعكس ما إذا قال: اثنين وثلاثة وأربعة، فانه يوهم الجمع بين الأعداد بدل التصنيف.

﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ (6).

س - كيف يقول: ﴿لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ مع أن الشيطان يغري حزبه وأتباعه بأنهم المفلحون والرابحون لا من أصحاب السعير، وإلاّ لم يتبعه أحد؟

ج - هذه اللام تسمّى لام العاقبة، وهي التي تدخل على نتيجة ومآل العمل من دون أن يكون مقصوداً، فدعوة الشيطان لهم انتجت كونهم من أصحاب السعير، من دون أن يقصدوا ذلك، نظير قوله تعالى: ﴿... فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا...﴾(1) حيث كانت نتيجة التقاط آل فرعون لموسى (عليه السلام) أن كان لهم عدوّاَ وحزناً، من دون أن يريدوه كذلك، إذ التقطوه ليكون لهم ولداً وقرّة عين.

﴿... وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ﴾ (22).

س - كيف لا يسمعه من في القبور مع أن المؤرخين ذكروا أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) خاطَب قتلى المشركين في بدر بعد أن وُضعوا في القليب، وعندما ﴿قال المسلمون: يا رسول الله أتنادي قوماً قد جيّفوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنّهم لا يستطيعون أن يجيبون﴾(2) ؟

ج - هذه الواقعة قضية خاصة شاء الله تعالى أن يسمع أولئك المشركون خطاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، بينما الآية تتحدث عن الحالة العامة في كلام رسول الله وخطابه للناس، فانه موجَّه للأحياء ولا يسمعه الأموات.

﴿... وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾ (27).

س - ما هي الجُدَد والغرابيب؟

ج - الجُدَد جمع جُدَّة بمعنى الطُرق، والغرابيب جمع غربيب بمعنى شديد السواد الذي يشبه لون الغراب. ﴿قال الفراء: هي الطرائق تكون في الجبال كالعروق، بيض وسود وحُمر﴾(3).

﴿... فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾ (43).

س - ما الفرق بين تبديل سُنّة الله وتحويلها؟

ج - التبديل هو التعويض، والتحويل تغيير محلّها. وكأنّ المراد أنه ليس هناك من يعوّض ويستبدل سنّة الله، ولا مَن يحوّلها، وأن هؤلاء لا يمكنهم الإفلات منها.


1- تفسير العياشي : 2/ 135.

2- تفسير العياشي : 2/ 135.

3- تفسير العياشي : 2/ 135.