سورة لقمان

﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ...﴾ (10).

س - ما هي هذه الرواسي؟

ج - الظاهر أنّها الجبال، كما أكّد ذلك العلم الحديث، وجاء في بعض التفاسير القديمة.

﴿مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ (28).

س - كيف نوفق بين هذه الآية وقوله تعالى في سورة الروم: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ ؟

ج - لا شك أنّ ابتداء الخلق وإعادته سواء لدى الله تعالى، لأنّ قدرته على كلّ الممكنات على نحوٍٍ سواء، لكن سياق آية سورة الروم حيث كان في مقام محاججة الكافرين الذين ينكرون البعث وإعادة الإحياء، فجاءت وفق ما يعهدونه في أفعالهم وقُدراتهم، حيث تكون الاعادة أهون من ابتداء الصنع.

﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (34).

س - ما الفرق بين علم الله بما في الأرحام وعلم الأطباء بذلك في العصر الحديث؟

ج - الفرق بينهما أنّ علم الله تعالى ذاتي باعتبار كماله الذاتي، بينما علم الأطباء مكتسب من خلال ما وفّره الله تعالى لهم من موهبة الإدراك ووسائله، فهو راجع إلى علمه، كما إذا أخبر الله تعالى نبيّه بما في أرحام بعض النساء، فانّ علمه متفرع عن علم الله وليس مستقلاًّ.

س - كيف يقول: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ مع أن بعض الناس كبعض المرضى ومن يقدم على الانتحار يعلم بمكان موته؟

ج - كلاّ، إنه ليس علماً حقيقياً، وإنما هو مجرّد توقّع قد يصيب وقد يخطئ، فكم من مسجّىً ينتظر موته بين لحظة وأخرى يقوم سالماً ويموت في أرض أخرى؟!