الآية- 90

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ ﴿90﴾

النزول:

قيل نزلت في أهل الكتاب الذين آمنوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قبل مبعثه ثم كفروا به بعد مبعثه عن الحسن وقيل نزلت في اليهود كفروا بعيسى والإنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم وكتبهم ثم ازدادوا كفرا بكفرهم بمحمد والقرآن عن قتادة وعطاء وقيل نزلت في أحد عشر من أصحاب الحرث بن سويد لما رجع الحرث قالوا نقيم بمكة على الكفر ما بدا لنا فمتى ما أردنا الرجعة رجعنا فينزل فينا ما نزل في الحرث فلما افتتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) مكة دخل في الإسلام من دخل منهم فقبلت توبته فنزل فيمن مات منهم كافرا ﴿إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار﴾ الآية.

المعنى:

لما تقدم ذكر التوبة المقبولة عقبه الله بما لا يقبل منها فقال ﴿إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا﴾ قد ذكرنا الاختلاف في سبب نزوله وعلى ذلك يدور معناه وقيل كلما نزلت آية كفروا بها فازدادوا كفرا إلى كفرهم ﴿لن تقبل توبتهم﴾ لأنها لم تقع على وجه الإخلاص ويدل عليه قوله ﴿وأولئك هم الضالون﴾ ولو حققوا في التوبة لكانوا مهتدين وقيل لن تقبل توبتهم عند رؤية البأس لأنها تكون في حال الإلجاء ومعناه أنهم لا يتوبون إلا عند حضور الموت والمعاينة عن الحسن وقتادة والجبائي وقيل لأنها أظهرت الإسلام تورية فأطلع الله تعالى رسوله على سرائرهم عن ابن عباس وقد دل السمع على وجوب قبول التوبة إذا حصلت شرائطها وعليه إجماع الأمة ﴿وأولئك هم الضالون﴾ عن الحق والصواب وقيل الهالكون المعذبون.