سورة الفرقان

﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا﴾ (17-18).

س - إذا كان المعبودون الأصنام فكيف يقولون: ﴿مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء﴾ مع أنها لا تعقل؟

ج - يبدو أن الخطاب للعقلاء من المعبودين ونحوهم ممن يتأثر بهم الناس، ولذلك خاطبهم بقوله: ﴿أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء﴾، ومن الواضح أن الذين يتصوّر في حقهم الإضلال هم العقلاء دون مثل الأصنام.

﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ (32).

س - كيف يكون الترتيل مثبتاً لفؤاد النبي؟

ج - ليس المقصود منه الترتيل في القراءة، وإنما التدرّج في تنزيل القرآن ووحيه للنبي (صلى الله عليه وآله)، ويسمى ﴿الترتيل في المعنى﴾. ومن الواضح أنّ التدرّج في تنزيل القرآن يعني مواصلة الارتباط والوحي السماوي، وهو يقوي عزيمة الرسول أكثر ممّا لو نَزل دفعةً.

﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً﴾ (43).

س - إذا كان المقصود أنه اتبع هواه وجعله إلاهاً، فالمفروض أن يقال: (مَن اتخذ هواه الهة).

ج - كلاّ، بل المقصود أنه صيّر الإله هوىً، فأن الفعل ﴿اتخذ﴾ متعدٍّ إلى مفعولين من أفعال التحويل، وهو الصيرورة ((1) فإله هذا الكافر هواه.

﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ (62).

س - ما معنى الخلقة وما ارتباطه بالتذكر والشكر؟

ج - الخِلقة إما بمعنى التعاقب حيث يخلف أحدهما الآخر، أو بمعنى الاختلاف، حيث انّ النهار مضيء والليل مظلم، وعلى كلّ حال، فانّ اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما دليل عموم قدرة الله تعالى وحكمته ورحمته لعباده حيث يسعون ويكتسبون في النهار ويسكنون ليلاً.

﴿إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (70).

س - إذا كانت السيئات تتبدّل حسنات، فمن كثرت سيئاته هل يكون أفضل حالاَ من غيره؟

ج - كلا ليس المقصود ان كلّ سيئة تتحول إلى حسنة، وإنما بالتوبة والإيمان والعمل الصالح تحذف السيئات من سجل أعمالهم وتحل محلها حسنات بسبب التوبة والإيمان والعمل الصالح.

﴿أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا﴾ (75).

س - ما هي ﴿الْغُرْفَةَ﴾ ؟

ج - الغرفة اسم جنس بمعنى العالي، والمقصود أن هؤلاء الصالحين يُعطَون الأماكن العالية في الجنان.

س - ما الفرق بين التحية والسلام؟

ج - لعلّ المقصود من التحية الترحيب، ومن السلام الطمأنينة والأمان.


1- قال ابن عقيل : واما أفعال التحويل.... وعدّها بعضهم سبعة : (صيّر)... و(جَعَل)... و(اتخذ)... : (شرح ألفية ابن مالك : 2/ 428).