سورة النور

﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ (24-25).

س - ما معنى أن يوفيهم الله دينهم يوم القيامة مع أنهم كانوا مسلمين في الدنيا؟

ج - من معاني الدين الجزاء، قال ابن منظور: ﴿والدِّين: الجزاء والمكافأة﴾(1). وهو أحد الوجوه في تفسير قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾(2)، فيكون المعنى على هذا أن الله يوفيّهم جزاءهم العادل يوم القيامة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ (27 28).

س - ما معنى الاستيناس الممهِّد لدخول بيوت الآخرين؟

ج - من معاني الاستيناس: النظر والاستعلام، قال الفراء.. ﴿والاستئناس في كلام العرب النظر. يقال: اذهب فاستأنِس هل ترى أحداً؟ فيكون معناه انظُر مَن ترى في الدار﴾ وفي حديث ابن مسعود: كان إذا دخل داره استأنسَ وتكلّم أي استعلَم وتبصّر قبل الدخول(3). وعلى هذا فالآية الكريمة تشير أنّ من آداب دخول بيوت الآخرين عدم المبادرة والتسرّع بل يتأكد الداخل من وجود أهل الدار وإذنهم له ويسلّم عليهم، ولذلك قال بعد ذلك: ﴿فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ...﴾.

﴿لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ (29).

س - هل مجرّد وجود المتاع يسوّغ دخول البيت من دون إذن صاحب البيت؟

ج - لابدّ من إحراز إذن صاحب البيت في غير حالات غصب المتاع ونحوه ولو بقرينة خارجية، وليست الآية بصدد إسقاط اعتبار إذنه، وإنما بيان أن عدم وجود أهل البيت لا يمنع من دخول صاحب المتاع لجلب متاعه الذي يوضع عادة في بيوت الأقارب أوالأصدقاء.

﴿...وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا...﴾ (33).

س - لماذا قيّد النهي عن الإكراه على البغاء بإرادة التحصّن؟

ج - لأن من لا تريد التحصّن وتندفع للبغاء لا يتصور في حقها الإكراه عليه، فلا معنى للنهي عنه.

﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (35).

س - لماذا خصّ شجرة الزيتون بالذكر واعتبرها مباركة؟

ج - كأنّّها باعتبار صفاء زيتها، واعتبرها مباركة باعتبار تعدّد فوائدها، حيث يسرج بزيتها ويستعمل إداماً في الطعام ويدهن به، ويوقد بحطبها وثفلها، وغير ذلك من الفوائد.

س - لماذا قال: ﴿لا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ﴾ ؟

ج - كأنه للتعبير عن جودة ثمرها وزيتها حيث تسطع عليها الشمس، ولا تغرب عنها بحال.

﴿... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (63).

س - لماذا قال: ﴿يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾ مع أنّّ فعل المخالفة يتعدى من دون حرف الجر؟

ج - كأنّه باعتبار أنّه متضمّن معنى الإعراض الذي يناسب التعدية بـ ﴿عن﴾.


1- تفسير العياشي : 2/ 135.

2- تفسير العياشي : 2/ 135.

3- تفسير العياشي : 2/ 135.