الآية- 25

فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴿25﴾

اللغة:

كيف موضوعة للسؤال عن الحال ومعناه هاهنا التنبيه بصيغة السؤال على حال من يساق إلى النار وفيه بلاغة واختصار شديد لأن تقديره أي حال يكون حال من اغتر بالدعاوي الباطلة حتى أداه ذلك إلى الخلود في النار ونظيره قول القائل (أنا أكرمك وإن لم تجىء فكيف إذا جئتني) معناه فكيف إكرامي لك إذا جئتني يريد عظم الإكرام والتقدير فكيف حالهم إذا جمعناهم أي في وقت جمعهم لأنه خبر مبتدأ محذوف.

المعنى:

ثم أكد سبحانه ما تقدم فقال ﴿فكيف﴾ حالهم ﴿إذا جمعناهم﴾ أي وقت جمعهم وحشرهم ﴿ليوم﴾ أي لجزاء يوم ﴿لا ريب فيه﴾ لا شك فيه لمن نظر في الأدلة إذ ليس فيه موضع ريبة وشك ولو قال جمعناهم في يوم لم يدل على الجزاء واللام يدل على ذلك كما يقال جئته ليوم الخميس أي لما يكون في يوم الخميس ولا يعطي جئته في يوم الخميس هذا المعنى ﴿ووفيت كل نفس ما كسبت﴾ فيه قولان (أحدهما) أن معناه ووفرت على كل نفس جزاء ما كسبت من ثواب أو عقاب (والثاني) أعطيت ما كسبت أي اجتلبت بعملها من الثواب والعقاب كما يقال كسب فلان المال بالتجارة والزراعة ﴿وهم لا يظلمون﴾ أي لا ينقصون عما استحقوه من الثواب ولا يزادون على ما استحقوه من العقاب.