الآيات27-31
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿27﴾ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿28﴾ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا ﴿29﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿30﴾ أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿31﴾
بيان:
رجوع وانعطاف على ما انتهى إليه الكلام قبل القصة من بلوغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حزنا وأسفا على عدم إيمانهم بالكتاب النازل عليه وردهم دعوته الحقة ثم تسليته بأن الدار دار البلاء والامتحان وما عليها زينة لها سيجعله الله صعيدا جرزا فليس ينبغي له (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتحرج لأجلهم إن لم يستجيبوا دعوته ولم يؤمنوا بكتابه.
بل الذي عليه أن يصبر نفسه مع أولئك الفقراء من المؤمنين الذين لا يزالون يدعون ربهم ولا يلتفت إلى هؤلاء الكفار المترفين الذين يباهون بما عندهم من زينة الحياة الدنيا التي ستعود صعيدا جرزا بل يدعوهم إلى ربهم ولا يزيد على ذلك فمن شاء منهم آمن به ومن شاء كفر ولا عليه شيء، وأما الذي يجب أن يواجهوا به إن كفروا أو آمنوا فليس هو أن يتأسف أو يسر، بل ما أعده الله للفريقين من عقاب أو ثواب.
قوله تعالى: ﴿واتل ما أوحي إليك﴾ إلى آخر الآية في المجمع،: لحد إليه والتحد أي مال انتهى فالملتحد اسم مكان من الالتحاد بمعنى الميل والمراد بكتاب ربك القرآن أو اللوح المحفوظ، وكان الثاني أنسب بقوله: ﴿لا مبدل لكلماته﴾.
وفي الكلام على ما عرفت آنفا رجوع إلى ما قبل القصة وعليه فالأنسب أن يكون قوله: ﴿واتل﴾ إلخ عطفا على قوله: ﴿إنا جعلنا ما على الأرض﴾ إلخ والمعنى لا تهلك نفسك على آثارهم أسفا واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لأنه لا مغير لكلماته فهي حقة ثابتة ولأنك لا تجد من دونه ملتحدا تميل إليه.
وبذلك ظهر أن كلا من قوله: ﴿لا مبدل لكلماته﴾ وقوله ﴿لن تجد من دونه ملتحدا﴾ في مقام التعليل فهما حجتان على الأمر في قوله: ﴿واتل﴾ ولعله لذلك خص الخطاب في قوله: ﴿ولن تجد﴾ إلخ بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أن الحكم عام ولن يوجد من دونه ملتحد لأحد.
ويمكن أن يكون المراد: ولن تجد أنت ملتحدا من دونه لأنك رسول ولا ملجأ للرسول من حيث إنه رسول إلا مرسله، والأنسب على هذا أن يكون قوله: ﴿لا مبدل لكلماته﴾ حجة واحدة مفادها: واتل عليهم هذه الآيات المشتملة على الأمر الإلهي بالتبليغ لأنه كلمة إلهية ولا تتغير كلماته وأنت رسول ليس لك إلا أن تميل إلى مرسلك وتؤدي رسالته، ويؤيد هذا المعنى قوله في موضع آخر: ﴿قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته﴾ الجن: 23.
قوله تعالى: ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾ إلى آخر الآية قال الراغب: الصبر الإمساك في ضيق يقال: صبرت الدابة حبستها بلا علف، وصبرت فلانا خلفته خلفة لا خروج له منها، والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع أو عما يقتضيان حبسها عنه.
ووجه الشيء ما يواجهك ويستقبلك به، والأصل في معناه الوجه بمعنى الجارحة، ووجهه تعالى أسماؤه الحسنى وصفاته العليا التي بها يتوجه إليه المتوجهون ويدعوه الداعون ويعبده العابدون قال تعالى: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ الأعراف: 180، وأما الذات المتعالية فلا سبيل إليها، وإنما يقصده القاصدون ويريده المريدون لأنه إله رب علي عظيم ذو رحمة ورضوان إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته.
والداعي لله المريد وجهه إن أراد صفاته تعالى الفعلية كرحمته ورضاه وإنعامه وفضله فإنما يريد أن تشمله وتغمره فيتلبس بها نوع تلبس فيكون مرحوما ومرضيا عنه ومنعما بنعمته، وإن أراد صفاته غير الفعلية كعلمه وقدرته وكبريائه وعظمته فإنما يريد أن يتقرب إليه تعالى بهذه الصفات العليا، وإن شئت فقل: يريد أن يضع نفسه موضعا تقتضيه الصفة الإلهية كأن يقف موقف الذلة والحقارة قبال عزته وكبريائه وعظمته تعالى، ويقف موقف الجاهل العاجز الضعيف تجاه علمه وقدرته وقوته تعالى وهكذا فافهم ذلك.
وبذلك يظهر ما في قول بعضهم: إن المراد بالوجه هو الرضى والطاعة المرضية مجازا لأن من رضي عن شخص أقبل عليه ومن غضب يعرض عنه، وكذا قول بعضهم: المراد بالوجه الذات والكلام على حذف مضاف، وكذا قول بعضهم: المراد بالوجه التوجه والمعنى يريدون التوجه إليه والزلفى لديه هذا.
والمراد بدعائهم ربهم بالغداة والعشي الاستمرار على الدعاء والجري عليه دائما لأن الدوام يتحقق بتكرر غداة بعد عشي وعشي بعد غداة على الحس فالكلام جار على الكناية.
وقيل: المراد بدعاء الغداة والعشي صلاة طرفي النهار وقيل: الفرائض اليومية وهو كما ترى.
وقوله تعالى: ﴿ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا﴾ أصل معنى العدو كما صرح به الراغب التجاوز وهو المعنى الساري في جميع مشتقاته وموارد استعمالاته قال في القاموس،: يقال: عدا الأمر وعنه جاوزه وتركه انتهى فمعنى ﴿لا تعد عيناك عنهم﴾ لا تجاوزهم ولا تتركهم عيناك والحال أنك تريد زينة الحياة الدنيا.
لكن ذكر بعضهم أن المجاوزة لا تتعدى بعن إلا إذا كان بمعنى العفو، ولذا قال الزمخشري في الكشاف،: إن قوله: ﴿لا تعد عيناك عنهم﴾ بتضمين عدا معنى نبا وعلا في قولك: نبت عنه عينه وعلت عنه عينه إذا اقتحمته ولم تعلق به، ولو لا ذلك لكان من الواجب أن يقال: ولا تعدهم عيناك.
وقوله تعالى: ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا﴾ المراد بإغفال قلبه تسليط الغفلة عليه وإنساؤه ذكر الله سبحانه على سبيل المجازاة حيث إنهم عاندوا الحق فأضلهم الله بإغفالهم عن ذكره فإن كلامه تعالى في قوم هذه حالهم نظير ما سيأتي في ذيل الآيات من قوله: ﴿إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا﴾.
فلا مساغ لقول من قال: إن الآية من أدلة جبره تعالى على الكفر والمعصية وذلك لأن الإلجاء مجازاة لا ينافي الاختيار والذي ينافيه هو الإلجاء ابتداء ومورد الآية من القبيل الأول.
ولا حاجة إلى تكلف التأويل كقول من قال إن المراد بقوله: ﴿أغفلنا قلبه﴾ عرضناه للغفلة أو أن المعنى صادفناه غافلا أو أريد به نسبناه إلى الغفلة أو أن الإغفال بمعنى جعله غفلا لا سمة له ولا علامة والمراد جعلنا قلبه غفلا لم نسمه بسمة قلوب المؤمنين ولم نعلم فيه علامة المؤمنين لتعرفه الملائكة بتلك السمة.
فالجميع كما ترى.
وقوله تعالى: ﴿واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾ قال في المجمع،: الفرط التجاوز للحق والخروج عنه من قولهم: أفرط إفراطا إذا أسرف انتهى، واتباع الهوى والإفراط من آثار غفلة القلب، ولذلك كان عطف الجملتين على قوله: ﴿أغفلنا﴾ بمنزلة عطف التفسير.
قوله تعالى: ﴿وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ عطف على ما عطف عليه قوله: ﴿واتل ما أوحي إليك﴾ وقوله: ﴿واصبر نفسك﴾ فالسياق سياق تعداد وظائف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبال كفرهم بما أنزل إليه وإصرارهم عليه والمعنى لا تأسف عليهم واتل ما أوحي إليك واصبر نفسك مع هؤلاء المؤمنين من الفقراء، وقل للكفار: الحق من ربكم ولا تزد على ذلك فمن شاء منهم أن يؤمن فليؤمن ومن شاء منهم أن يكفر فليكفر فليس بنفعنا إيمانهم ولا يضرنا كفرهم بل ما في ذلك من نفع أو ضرر وثواب أو تبعة عذاب عائد إليهم أنفسهم فليختاروا ما شاءوا فقد أعتدنا للظالمين كذا وكذا وللصالحين من المؤمنين كذا.
ومن هنا يظهر أن قوله: ﴿فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ من كلامه تعالى يخاطب به نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس داخلا في مقول القول فلا يعبأ بما ذكر بعضهم أن الجملة من تمام القول المأمور به.
ويظهر أيضا أن قول: ﴿إنا أعتدنا للظالمين نارا﴾ إلخ في مقام التعليل لتخييرهم بين الإيمان والكفر الذي هو تخيير صورة وتهديد معنى، والمعنى أنا إنما نهيناك عن الأسف وأمرناك أن تكتفي بالتبليغ فقط وتقنع بقولك: ﴿الحق من ربكم﴾ فحسب ولم نتوسل إلى إصرار وإلحاح لأنا هيأنا لهم تبعات هذه الدعوة ردا وقبولا وكفى بما هيأناه محرضا ورادعا ولا حاجة إلى أزيد من ذلك وعليهم أن يختاروا لأنفسهم أي المنزلتين شاءوا.
قوله تعالى: ﴿إنا أعتدنا للظالمين نارا﴾ إلى آخر الآية قال في المجمع،: السرادق الفسطاط المحيط بما فيه، ويقال: السرادق ثوب يدار حول الفسطاط، وقال: المهل خثارة الزيت، وقيل: هو النحاس الذائب، وقال: المرتفق المتكأ من المرفق يقال: ارتفق إذا اتكأ على مرفقه انتهى والشيء النضج يقال: شوى يشوي شيا إذا نضج.
وفي تبديل الكفر من الظلم في قوله: ﴿إنا أعتدنا للظالمين﴾ دون أن يقول: للكافرين دلالة على أن التبعة المذكورة إنما هي للظالمين بما هم ظالمون: وقد عرفهم في قوله: ﴿الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون﴾ الأعراف: 45 والباقي ظاهر.
قوله تعالى: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا﴾ بيان لجزاء المؤمنين على إيمانهم وعملهم الصالح وإنما قال: ﴿إنا لا نضيع﴾ إلخ ولم يقل: وأعتدنا لهؤلاء كذا وكذا ليكون دالا على العناية بهم والشكر لهم.
وقوله: ﴿إنا لا نضيع﴾ إلخ في موضع خبر إن، وهو في الحقيقة من وضع السبب موضع المسبب والتقدير إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سنوفيهم أجرهم فإنهم محسنون وإنا لا نضيع أجر من أحسن عملا.
وإذ عد في الآية العقاب أثرا للظلم ثم عد الثواب في مقابله أجرا للإيمان والعمل الصالح استفدنا منه أن لا ثواب للإيمان المجرد من صالح العمل بل ربما أشعرت الآية بأنه من الظلم.
قوله تعالى: ﴿أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار﴾ إلى آخر الآية.
العدن هو الإقامة وجنات عدن جنات إقامة والأساور قيل: جمع أسورة وهي جمع سوار بكسر السين وهي حلية المعصم، وذكر الراغب أنه فارسي معرب وأصله دستواره والسندس ما رق من الديباج، والإستبرق ما غلظ منه، والأرائك جمع أريكة وهي السرير، ومعنى الآية ظاهر.
بحث روائي:
في الدر المنثور، أخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: في قوله: ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا﴾ قال: نزلت في أمية بن خلف وذلك أنه دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فأنزل الله: ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه﴾ يعني من ختمنا على قلبه ﴿عن ذكرنا﴾ يعني التوحيد ﴿واتبع هواه﴾ يعني الشرك ﴿وكان أمره فرطا﴾ يعني فرطا في أمر الله وجهالة بالله.
وفيه، أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في شعب الإيمان عن سلمان قال: جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فقالوا: يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف جالسناك أو حادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله: ﴿واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك إلى قوله أعتدنا للظالمين نارا﴾ يهددهم بالنار.
أقول: وروى مثله القمي في تفسيره لكنه ذكر عيينة بن الحصين بن الحذيفة بن بدر الفزاري فقط، ولازم الرواية كون الآيتين مدنيتين وعليه روايات أخر تتضمن نظيرة القصة لكن سياق الآيات لا يساعد عليه.
وفي تفسير العياشي، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام): في قوله: ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي﴾ قالا: إنما عنى بها الصلاة.
وفيه، عن عاصم الكوزي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول في قول الله: ﴿فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ قال: وعيد.
وفي الكافي، وتفسير العياشي، وغيره عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام): في قوله: ﴿وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ في ولاية علي (عليه السلام).
أقول: وهو من الجري: وفي الدر المنثور، أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب، عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): في قوله: ﴿بماء كالمهل﴾ قال: كعكر الزيت فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه فيه.
وفي تفسير القمي، في قوله: ﴿بماء كالمهل﴾ قال: قال (عليه السلام): المهل الذي يبقى في أصل الزيت.
وفي تفسير العياشي، عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب قال تعالى: ﴿وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه﴾.