الآيات 6-11

سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿6﴾ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴿7﴾ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿8﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿9﴾ وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿10﴾ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿11﴾

القراءة:

قرأ أبو عمرو وأكون بالنصب والباقون ﴿وأكن﴾ بالجزم وقرأ حماد ويحيى بما يعلمون بالياء والباقون بالتاء.

الحجة:

من قرأ ﴿وأكن﴾ عطفه على موضع قوله ﴿فأصدق﴾ لأنه في موضع فعل مجزوم ألا ترى أنك إذا قلت أخرني أصدق كان جزما بأنه جواب الجزاء وقد أغنى السؤال عن ذكر الشرط والتقدير أخرني فإنك إن تؤخرني أصدق فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم بأنه جواب الشرط حمل قوله ﴿وأكن﴾ عليه ومثل ذلك قوله ﴿ومن يضلل الله فلا هادي له ويذرهم﴾ لما كان فلا هادي له في موضع فعل مجزوم حمل ويذرهم عليه ومثل ذلك قول الشاعر:

فأبلوني بليتكم لعلي

أصالحكم وستدرج نويا حمل

واستدرج على موضع الفاء المحذوفة وما بعدها من لعلي وكذلك قوله:

أيا سلكت فإنني لك كاشح

وعلى انتقاصك في الحياة وازدد

حمل وازدد على موضع الفاء وما بعدها وأما قول أبي عمرو وأكون فإنما حمله على اللفظ دون الموضع وكان الحمل على اللفظ أولى لظهوره في اللفظ وقربه وزعموا أن في حرف أبي فأتصدق وأكون ومن قرأ بما يعملون بالياء فعلى قوله ﴿ولن يؤخر الله نفسا﴾ لأن النفس وإن كان واحدا في اللفظ فالمراد به الكثرة ومن قرأ بالتاء كان خطابا شائعا.

اللغة:

الانفضاض التفرق وفض الكتاب إذا فرقه ونشره وسميت الفضة فضة لتفرقها في أثمان الأشياء المشتراة وكل شيء يشغلك عن شيء فقد ألهاك عنه قال:

ألهى بني جشم عن كل مكرمة

قصيدة قالها عمرو بن كلثوم وقال امرؤ القيس:

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم محول

النزول:

نزلت الآيات في عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلغه أن بني المصطلق يجتمعون لحربه وقائدهم الحرث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما سمع بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل منهم من قتل ونفل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبناءهم ونساءهم وأموالهم فبينا الناس على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد يقود له فرسه فازدحم جهجاه وسنان الجهني من بني عوف بن خزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ الغفاري يا معشر المهاجرين فأعان الغفاري رجل من المهاجرين يقال له جعال وكان فقيرا فقال عبد الله بن أبي لجعال إنك لهتاك فقال وما يمنعني أن أفعل ذلك واشتد لسان جعال على عبد الله فقال عبد الله والذي يحلف به لآزرنك ويهمك غير هذا وغضب ابن أبي وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم حديث السن فقال ابن أبي قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يعني بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أقبل على من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتوهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم ولأوشكوا أن يتحولوا من بلادكم ويلحقوا بعشائرهم ومواليهم فقال زيد بن أرقم أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عز من الرحمن ومودة من المسلمين والله لا أحبك بعد كلامك هذا فقال عبد الله اسكت فإنما كنت ألعب فمشى زيد بن أرقم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك بعد فراغه من الغزو فأخبره الخبر فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرحيل وأرسل إلى عبد الله فأتاه فقال ما هذا الذي بلغني عنك فقال عبد الله والذي أنزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك قط وإن زيدا لكاذب وقال من حضر من الأنصار يا رسول الله شيخنا وكبيرنا لا تصدق عليه كلام غلام من غلمان الأنصار عسى أن يكون هذا الغلام وهم في حديثه فعذره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفشت الملامة من الأنصار لزيد ولما استقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسار لقيه أسيد بن الحضير فحياه بتحية النبوة ثم قال يا رسول الله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوما بلغك ما قال صاحبكم زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل فقال أسيد فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن شئت هو والله الذليل وأنت العزيز ثم قال يا رسول الله ارفق به فو الله لقد جاء الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه وإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي ما كان من أمر أبيه فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله أنه قد بلغني أنك تريد قتل أبي فإن كنت لا بد فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه فو الله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالديه مني وأني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أن أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي أن يمشي في الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فقال بل ترفق به وتحسن صحبته ما بقي معنا قالوا وسار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس فلم يكن إلا أن وجدوا مس الأرض وقعوا نياما إنما فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذي خرج من عبد الله بن أبي ثم راح بالناس حتى نزل على ماء بالحجاز فويق البقيع يقال له بقعاء فهاجت ريح شديدة آذتهم وتخوفوها وضلت ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك ليلا فقال مات اليوم منافق عظيم النفاق بالمدينة قيل من هو قال رفاعة فقال رجل من المنافقين كيف يزعم أنه يعلم الغيب ولا يعلم مكان ناقته أ لا يخبره الذي يأتيه بالوحي فأتاه جبريل فأخبره بقول المنافق وبمكان الناقة وأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك أصحابه وقال ما أزعم أني أعلم الغيب وما أعلمه ولكن الله تعالى أخبرني بقول المنافق وبمكان ناقتي هي في الشعب فإذا هي كما قال فجاؤوا بها وآمن ذلك المنافق فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد في التابوت أحد بني قينقاع وكان من عظماء اليهود وقد مات ذلك اليوم قال زيد بن أرقم فلما وافى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة جلست في البيت لما بي من الهم والحياء فنزلت سورة المنافقين في تصديق زيد وتكذيب عبد الله بن أبي ثم أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإذن زيد فرفعه عن الرحل ثم قال يا غلام صدق فوك ووعت أذناك ووعى قلبك وقد أنزل الله فيما قلت قرآنا وكان عبد الله بن أبي بقرب المدينة فلما أراد أن يدخلها جاءه ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي حتى أناخ على مجامع طرق المدينة فقال ما لك ويلك قال والله لا تدخلها إلا بإذن رسول الله ولتعلمن اليوم من الأعز من الأذل فشكا عبد الله ابنه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل إليه أن خل عنه يدخل فقال أما إذا جاء أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنعم فدخل فلم يلبث إلا أياما قلائل حتى اشتكى ومات فلما نزلت هذه الآيات وبان كذب عبد الله قيل له نزل فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستغفر لك فلوى رأسه ثم قال أمرتموني أن أومن فقد آمنت وأمرتموني أن أعطي زكاة مالي فقد أعطيت فما بقي إلا أن أسجد لمحمد فنزل ﴿وإذا قيل لهم تعالوا﴾ إلى قوله ﴿ولكن المنافقين لا يعلمون﴾.

المعنى:

ثم ذكر سبحانه أن استغفاره لا ينفعهم فقال ﴿سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم﴾ أي يتساوى الاستغفار لهم وعدم الاستغفار ﴿لن يغفر الله لهم﴾ لأنهم يبطنون الكفر وإن أظهروا الإيمان ﴿إن الله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ أي لا يهدي القوم الخارجين عن الدين والإيمان إلى طريق الجنة قال الحسن أخبره سبحانه أنهم يموتون على الكفر فلم يستغفر لهم وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستغفر لهم على ظاهر الحال بشرط حصول التوبة وأن يكون الباطن مثل الظاهر فبين الله تعالى أن ذلك لا ينفعهم مع إبطانهم الكفر والنفاق ثم قال سبحانه ﴿هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله﴾ من المؤمنين المحتاجين ﴿حتى ينفضوا﴾ أي يتفرقوا عنه وإنما قالوا هم من عند محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن الله سبحانه سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تشريفا له وتعظيما لقدره ﴿ولله خزائن السماوات والأرض﴾ وما بينهما من الأرزاق والأموال والأغلاق فلو شاء لأغناهم ولكنه تعالى يفعل ما هو الأصلح لهم ويمتحنهم بالفقر ويتعبدهم بالصبر ليصبروا فيؤجروا وينالوا الثواب وكريم المآب ﴿ولكن المنافقين لا يفقهون﴾ ذلك على الحقيقة لجهلهم بوجوه الحكمة وقيل لا يفقهون أن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ﴿يقولون لأن رجعنا إلى المدينة﴾ من غزوة بني المصطلق ﴿ليخرجن الأعز﴾ يعنون نفوسهم ﴿منها الأذل﴾ يعنون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين فرد الله سبحانه عليهم بأن قال ﴿ولله العزة ولرسوله﴾ بإعلاء الله كلمته وإظهاره دينه على الأديان ﴿وللمؤمنين﴾ بنصرته إياهم في الدنيا وإدخالهم الجنة في العقبي وقيل ولله العزة بالربوبية ولرسوله بالنبوة وللمؤمنين بالعبودية أخبر سبحانه بذلك ثم حققه بأن أعز رسوله والمؤمنين وفتح عليهم مشارق الأرض ومغاربها وقيل عز الله خمسة عز الملك والبقاء وعز العظمة والكبرياء وعز البذل والعطاء وعز الرفعة والعلاء وعز الجلال والبهاء وعز الرسول خمسة عز السبق والابتداء وعز الأذان والنداء وعز قدم الصدق على الأنبياء وعز الاختيار والاصطفاء وعز الظهور على الأعداء وعز المؤمنين خمسة عز التأخير بيانه نحن الآخرون السابقون وعز التيسير بيانه ولقد يسرنا القرآن للذكر يريد الله بكم اليسر وعز التبشير، بيانه وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا وعز التوقير، بيانه وأنتم الأعلون وعز التكثير، بيانه أنهم أكثر الأمم ﴿ولكن المنافقين لا يعلمون﴾ فيظنون أن العزة لهم وذلك لجهلهم بصفات الله تعالى وما يستحقه أولياؤه ووجه الجمع بين هذه الآية وبين قوله فلله العزة جميعا أن عز الرسول والمؤمنين من جهته عز اسمه وإنما يحصل به وبطاعته فلله العز بأجمعه ثم خاطب سبحانه المؤمنين فقال ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم﴾ أي لا تشغلكم ﴿أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله﴾ أي عن الصلوات الخمس المفروضة وقيل ذكر الله جميع طاعاته عن أبي مسلم وقيل ذكره شكره على نعمائه والصبر على بلائه والرضاء بقضائه وهو إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يغفل المؤمن عن ذكر الله في بؤس كان أو نعمة فإن إحسانه في الحالات لا ينقطع ﴿ومن يفعل ذلك﴾ أي من يشغله ماله وولده عن ذكر الله ﴿فأولئك هم الخاسرون﴾ خسروا ثواب الله ورحمته ﴿وأنفقوا مما رزقناكم﴾ في سبيل البر فيدخل فيه الزكوات وسائر الحقوق الواجبة ﴿من قبل أن يأتي أحدكم الموت﴾ أي أسباب الموت ﴿فيقول رب لو لا أخرتني إلى أجل قريب﴾ أي هلا أخرتني وذلك إذا عاين علامات الآخرة فيسأل الرجعة إلى الدنيا ليتدارك الفائت قالوا وليس في الزجر عن التفريط في حقوق الله آية أعظم من هذه وقوله ﴿إلى أجل قريب﴾ أي مثل ما أجلت لي في دار الدنيا ﴿فأصدق﴾ أي فأتصدق وأزكي مالي وأنفقه في سبيل الله ﴿وأكن من الصالحين﴾ أي من الذين يعملون الأعمال الصالحة وقيل من الصالحين أي من المؤمنين والآية في المنافقين عن مقاتل وقيل من المطيعين لله والآية في المؤمنين عن ابن عباس قال ما من أحد يموت وكان له مال فلم يؤد زكاته وأطاق الحج فلم يحج إلا سأل الرجعة عند الموت قالوا يا ابن عباس اتق الله فإنما نرى هذا الكافر يسأل الرجعة فقال أنا أقرأ عليكم قرآنا ثم قرأ هذه الآية إلى قوله ﴿من الصالحين﴾ قال الصلاح هنا الحج وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) ﴿ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها﴾ يعني الأجل المطلق الذي حكم بأن الحي يموت عنده والأجل المقيد هو الأجل المحكوم بأن العبد يموت عنده إن لم يقتطع دونه أو لم يزد عليه أو لم ينقص منه على ما يعلمه الله من المصلحة ﴿والله خبير بما تعملون﴾ أي عليم بأعمالكم يجازيكم بها.

النظم:

وجه اتصال هذه الآية الأخيرة بما قبلها أن معناه أنه سبحانه لو علم أنكم تتوبون لجعل في أجلكم تأخيرا إلى وقت آخر ولكنه علم أنكم لا تتوبون.