سُورَة البَيَّنَة

مَدنيّة

وَعَدَدُ آيَاتِهَا ثماني آيات

"سورة البيّنة"

محتوى السّورة

المشهور أنّ هذه السّورة نزلت في المدينة، ومحتواها يؤيد ذلك، إذ تحدثت في مواضع متعددة عن أهل الكتاب، والمسلمون واجهوا أهل الكتاب في المدينة غالباً.

أضف إلى ذلك أنّ السّورة تحدثت عن الصلاة والزكاة، والزكاة - وإن شُرعت في مكّة - اتخذت طابعها الرسمي الواسع في المدينة.

هذه السّورة تناولت رسالة رسول اللّه (ص) وما فيها من دلائل بيّنة، هذه الرسالة التي كان أهل الكتاب ينتظرونها، حين ظهرت أعرض عنها فريق منهم لما وجدوا فيها من خطر على مصالحهم الشخصية.

والسّورة تقرر حقيقة وجود الإيمان والتوحيد والصلاة والصيام في كل الأديان ودعوات الأنبياء باعتبارها اُصولاً ثابتة خالدة.

وفي مقطع آخر من السّورة بيان عن مواقف أهل الكتاب والمشركين تجاه الإسلام... بعضهم آمن وعمل صالحاً فهو خير المخلوقات، وبعضهم كفر وأشرك فهو شرّ البريّة.

هذه السّورة أطلق عليها لمناسبة الفاظها اسماء متعددة أشهرها: "البينة" و"لم يكن" و"القيمة".

فضيلة السّورة:

روي في فضيلة تلاوة هذه السّورة عن النّبي (ص) أنّه قال: "لو يعلم النّاس ما في (لم يكن) لعطلوا الأهل والمال وتعلموها".

فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا رسول اللّه؟

فقال: "لا يقرأها منافق أبداً ولا عبد في قلبه شكّ في اللّه عزّوجلّ، واللّه إنّ الملائكة المقربين ليقرؤونها منذ خلق اللّه السماوات والأرض لا يفترون عن قراءتها، وما من عبد يقرؤها بليل إلاّ بعث اللّه ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فإن قرأها نهاراً اُعطي عليها من الثواب مثل ما أضاء عليه النهار وأظلم عليه الليل" (1).


1- مجمع اليبان، ج 10، ص521.