سُورَة الضُّحى
مَكيَّة
وَعَدَدُ آيَآتِهَا إحدى عَشرة آية
"سورة الضّحى"
محتوى السّورة
هذه السّورة نزلت في مكّة، وحسب بعض الرّوايات أنّها نزلت حين كان الرّسول (ص) متألماً بسبب تأخر نزول الوحي، وتقوّل الأعداء نتيجة هذا الإنقطاع المؤقت، نزلت السّورة كغيث على قلب النّبي (ص)، وأمدته بطاقة جديدة، وقطعت ألسن الأعداء.
هذه السّورة تبدأ بقَسَمَين، ثمّ تبشر النّبي بأن اللّه لا يتركه أبداً.
ثمّ تبشّره بعطاء ربّاني تجعله راضياً ثمّ تعرض له صوراً من حياته السابقة تتجسّد فيها الرحمة الإلهية التي كانت تشمله دائماً وتحميه وتسنده في أشدّ اللحظات.
وفي نهاية السّورة تتكرر الأوامر الإلهية برعاية اليتيم والسائل، وباظهار النعم الإلهية (شكراً لهذه النعم).
فضيلة السّورة:
ويكفي في فضيلة هذه السّورة ما وري عن النّبي (ص) قال: "من قرأها كان ممن يرضاه اللّه، ولمحمّد أن يشفع له، وله عشر حسنات بعدد كلّ يتيم وسائل" (1).
وفضيلة التلاوة هذه هي طبعاً من نصيب من يقرأ ويعمل بما يقرأ.
جدير بالذكر أنّ الرّوايات تذكر هذه السّورة والسّورة التي تليها: (ألم نشرح لك صدرك) على أنّها سورة واحدة، ولذلك لابدّ من قرائتهما معاً بعد سورة الحمد في الصلاة (لوجوب قراءة سورة كاملة بعد الحمد في الصلاة حسب مذهب أهل البيت (ع)، ونظير ذلك في سورتي "الفيل" و"لإيلاف".
ولو أمعنا النظر في سورتي الضحى والإنشراح لألفينا ارتباط موضوعاتهما ارتباطاً وثيقاً يحتّم أن تكون الثّانية استمراراً للاُولى وإنّ فصلت بينهما البسملة.
علماء الفقه (في مدرسة أهل البيت) يجمعون على عدم كفاية واحدة من السّورتين بعد الحمد في الصلاة، ولهم بحوث في كتب الفقه بشأن وحدتهما وتلاوتهما.
1- مجمع البيان، ج10، ص503.