الآيات 15 - 25

﴿فَلاَ أُقْسِمُ بِألْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَالَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُول كَرِيم (19) ذِى قُوَّة عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِين (20) مُّطَاع ثَمَّ أَمِين (21) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُون (22) وَلَقَدْ رَءَاهُ بِألاُْفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُو عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِين (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَـن رَّجِيم (25)﴾

التفسير:

نزل به رسول كريم:

بعد أنْ تناولت الآيات السابقة مواضيع: المعاد، مقدمات يوم القيامة، وحوادث يوم القيامة... تأتي الآيات أعلاه لتطرق عن: أحقّية القرآن وصدق نبوّة محمّد (ص)، والآيات في حقيقتها تأكيدٌ على ما جاء في الآيات السابقة لموضوع "المعاد"، إضافة لذكرها صور بيانية منبهة على هذه الحقيقة.

وتشرع الآيات بـ : (فلا أُقسم بالخنس (1)، الجوار الكنس).

"الخنّس": جمع (خانس)، من (خنس) وهو الإنقباض والإختفاء، ويقال للشيطان: "الخنّاس"، لأّنه إذا ذُكر اللّه تعالى، وكما ورد في الحديث الشريف: "الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر اللّه خَنَس".(2)

"الجوار": جمع (جارية)، وهي الشي الذي تتحرك بسرعة.

"الكنّس": جمع (كانس)، من (كنس)، على وزن (شمس)، وهو الإختفاء، و"كناس" الطير والوحش: بيت يتخذه.

ولكنْ... ما هي الأشياء المقصودة بهذا القسم؟

يعتقد كثير من المفسّرين، إنّها الكواكب (3) الخمسة السيارة التي في منظومتنا الشمسية، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة (عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري وزحل).

ونقول توضيحاً: لو تأملنا السماء عدّة ليال، لرأينا أنّ نجوم السماء أو القبة السماوية تظهر و تغيب بشكل جماعي من دون أنْ تتغير الفواصل والمسافات فيما بينها، وكأنّها لئاليء خيطت على قطعة قماش داكن اللوان، وهذه القطعة تتحرك من المشرق إلى المغرب، إلاّ خمسة كواكب قد خرجت عن هذه القاعدة، فنراها تتحرك وليس بينها وبين بقية النجوم فواصل ثابتة، وكأنّها لئاليء قد وضعت على تلك القطعة وضعاً، من دون أنْ تخيّط بها!

وهذه الكواكب الخمس هي المقصود في هذا التفسير، وما نلاحظه من حركتها إنّما تكون لقربها منّا لا نتمكن من تمييز حركات بقية النجوم لعظم المسافة فيما بيننا وبينها.

ومن جهة أُخرى: ينبغي التنويه إلى أنّ علماء الفلك يطلقون على هذه الكواكب اسم (الكواكب المتحيرة)، لأنّها لا تتحرك على خط مستقيم ثابت، فتراها تسير باتجاه معين من الزمن ثمّ تعود قليلا ومن ثمّ تتابع مسيرها الأوّل وهكذا... ولهؤلاء العلماء من البحوث العلمية في تحليل هذه الظاهرة.

وعليه... يمكن حمل إشارة الآيات إلى الكواكب السيّارة "الجوار"، التي في سيرها لها رجوع "الخنس"، ثمّ تختفي عند طلوع الفجر وشروق الشمس... فهي تشبه غزالا يتصيد طعامه في الليل وما أنْ يحّل النهار حتى يختفي عن أنظار الصيادين والحيوانات المفترسة فيذهب إلى "كناسه"، ولذا وصفت الكواكب بـ "الكنّس".

وثمّة احتمال آخر: "الكنّس": اختفاء الكواكب في ضوء الشمس.

أي إنّها حينما تدور حول الشمس، تصل في بعض الوقت إلى نقطة مجاورة للشمس فيختفي نورها تماماً عن الأبصار، وهو ما يعبّر عنه علماء الفلك بـ (الأحتراق).

و"الكنّس": في نظر بعض آخر: إشارة إلى دخول الكواكب في البروج السماوية، وذلك الدخول يشبه اختفاء الغزلان في أماكن أمنها.

وكما هو معروف، إنّ كواكب مجموعتنا الشمسية لا تنحصر بهذه الكواكب الخمس، بل ثمة ثلاثة كواكب أُخرى (أُورانوس، بلوتون، نبتون) ولكنّها لا ترى بالعين المجرّدة لبعدها عنّا، وللكثير من هذه السيّارات قمراً أو أقماراً،، فعدد كواكب هذه المجموعة بالإضافة إلى الأرض هو تسعة كواكب.

و"الجوري": توصيف جميل لحركة الكواكب، حيث شبّه بحركة السفن على سطح البحر.

وعلى أيّة حال، فكأنّ القرآن الكريم يريد بهذا القسم المليء بالمعاني الممتزجة بنوع من الإبهام، كأنّه يريد إثارة الفكر الإنساني، وتوجيهه صوب الكواكب السيّارة ذات الوضع الخاص على القبة السماوية، ليتأمل أمرها وقدرة وعظمة خالقها سبحانه وتعالى.

وثمّة احتمالات أُخرى في هذا الموضوع أهملناها لضعفها.

وروي عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال في تفسير الآيات المذكورة:"هي خمسة أنجم: زحل، والمشتري، والمريخ، والزهرة، وعطارد" (4).

ويعرض لنا القرآن لوحة أُخرى: (والليل إذا عسعس).

"عسعس": من (العسعسة)، وهي رقة الظلام في طرفي الليل (أوله وآخره) ومنه اطلاق لفظ "عسس" على حرّاس الليل، وبالرغم من اطلاق هذه المفردة على معنيين متفاوتين، ولكن المراد منها في هذه الآية هو آخر الليل فقط بقرينة الآية التالية لها، وهو ما يشابه القسم الوارد في الآية (33) من سورة المدثر: (والليل إذا أدبر).

والليل، من النعم الإلهية الكبيرة، لأنّه: سكن للروح والجسم، معدّل لحرارة الشمس، وسبب لإدامة حياة الموجودات... أمّا التأكيد على نهايته فيمكن أنّ يكون بلحاظ كونه مقدمة استقبال نور الصباح، إضافة لما لهذا الوقت بالذات من فضل كبير في حال العبادة والمناجات والدعاء، ويمثل هذا الوقت أيضاً نقطة الشروع بالحركة والعمل في عالم الحياة.

ويأتي القسم الثّالث والأخير من الآيات: (والصبح إذا تنفّس).

فما أروع الوصف وأجمله! فالصبح كموجود حي قد بدأ أوّل أنفاسه مع طلوع الفجر، ليدّب الروح من جديد في كلّ الموجودات، بعد أنْ تقطعت أنفاسه عند حلول ظلام الليل!

ويأتي هذا الوصف في سياق ما ورد في سورة المدّثّر، فبعد القسم بإدبار الليل، قال: (والصبح إذا أسفر)، فكأنّ الليل ستارة سوداء قد غطت وجه الصبح، فما أنْ أدبر الليل حتى رفعت تلك الستارة فبان وجه الصبح مشرقاً، وأسفر للحياة من جديد.

وتجسّد الآية التالية جواب القسم للآيات السابقة: (إنّه لقول رسول كريم).

فالجواب موجّه لمن اتّهم النبّي (ص) باختلاق القرآن ونسبته إلى الباري جلّ شأنه.

وقد تناولت وما بعدها خمسة أوصاف لأمين وحي اللّه جبرائيل (ع)، وهي الأوصاف التي ينبغي توفرها في كلّ رسول جامع لشرائط الرسالة...

فالصفة الأولى: إنّه "كريم": إشارة إلى علو مرتبته وجلالة شأنه.

ومن صفاته أيضاً: (ذي قوّة عند ذي العرش مكين) (5).

"ذي العرش": ذات اللّه المقدّسة.

مع أنّ اللّه مالك كلّ عالم الوجود، فقد وصف "بذي العرش" لما للعرش من أهمية بالغة على على غيره (سواء كان العرش بمعنى عالم ما وراء الطبيعة، أو بمعنى مقام العلم المكنون).

أمّا وصفه بـ "ذي قوّة" (أي: صاحب قدرة)، لما للقدرة العظيمة والقوّة الفائقة من دور مهم وفعّال في عملية حمل وإبلاغ الرسالة، وعموماً... ينبغي لكل رسول أن يكون صاحب قدرة معينة تتناسب وحدود رسالته، وعلى الأخلاص في مجال عدم نسيان ما يُرسل به.

"مكين": صاحب منزلة ومكانة، وبدون ذلك لا يتمكن الرسول من أداء رسالته على أتمّ وجه، فلا من كونه شخصاً جليلا، لائقاً، ومقرباً للمرسل.

وممّا لا شك فيه إنّ التعبير بـ "عند" لا يراد منه الحضور المكاني، لأنّ الباري جل شأنه لا يحده مكان، والمراد هو الحضور المقامي والقرب المعنوي.

وتتناول الآية التالية الصفة الرابعة والخامسة: (مطاع ثمّ أمين).

"ثَمَّ": إشارة إلى البعيد، ويراد بها: إنّ أمين الوحي الإلهي نافذ الكلمة في عالم الملائكة، ومطاع عندهم، وإنّه في ذروة الأمانة في عملية إبلاغ الرسالة.

وما نستشفّه من الرّوايات: إنّ جبرائيل (ع) ينزل أحياناً وبصحبته جمع كبير من الملائكة في حال ابلاغه للآيات القرآنية المباركة، وهو ما يوحي بأنّه مطاع بينهم، وهو ما ينبغي أنْ يكون في كل أمّة تتبع رسولا، فلابدّ من طاعتها له.

وروي... أن رسول اللّه (ص) قال لجبرائيل (ع) عند نزول هذه الآيات: "ما أحسن ما أثنى عليك ربّك!: ذي قوّة عند العرش مكين، مطاع ثّم أمين، فما كانت قوتك؟ وما كانت أمانتك؟

فقال: أمّا قوّتي فإنّي بعثت إلى مداين لوط وهي أربع مداين في كلّ مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري، فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماوات أصواب الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهّن فقلبتهّن.

وأمّا أمانتي، فإنّي لم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره" (6).

وينفي القرآن ما نُسب إلى النبّي (ص): (وما صاحبكم بمجنون).

"الصاحب": هو الملازم والرفيق والجليس، والوصف هذا مضافاً الى أنّه يحكي عن تواضع النّبي (ص) مع جميع الناس... فلم يرغب يوماً في الاستعلاء على أحد منكم، فإنّه قد عاش بينكم حقبة طويلة، وجالسكم، فلمستم عن قرب رجاحة عقله وحسن درايته وأمانته، فكيف تنسبون له الجنون؟!

وكلُّ ما في الأمر إنّه قد جاءكم بعد بعثته بتعاليم تخالف تعصبكم الأعمى وتحارب أهواءكم الجاهلية، فما راق لكم الإنضباط والترابط، وحبذتم الإنفلات والتراخي، فوليتم الأدبار عن تعاليمه الربانية ونسبتم إليه الجنون، فراراً من هدي دعوته المباركة!

ونسبة الجنون إلى النبّي (ص) ليس بالشيء الجديد في مسير دعوة السماء فقد واجه جميع أنبياء اللّه (عليهم السلام) هذا الإفتراء الفارغ من قبل جهلة وكفرة عصورهم، وقد حدثنا القرآن الكريم بتلك الوقائع: (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلاّ قالوا ساحر أو مجنون) (7).

فالعاقل في منطق الجاهلية، من يخضع للعادات والتقاليد المعاشة وإنْ كانت فاسدة منحطة، ومَنْ يطلق لجماح أهواءه وشهواته العنان، ومَنْ لا يفكر بأيَّ إصلاح أو تغيير لأنّه خروج على السائد المتعارف عليه!

وبناء على هذا المقياس الأعمى... فكلُّ الأنبياء في نظر عبدة الدنيا مجانين...ويؤكّد القرآن على الأرتباط الوثيق ما بين النبىّ (ص) وجبرائيل (ع): (ولقد رآه في الأفق المبين)، وهو "الأفق الأعلى" الذي تظهر فيه الملائكة، حيث شاهد رسول اللّه (ص) جبرائيل (ع).

وقد استدلّ بعض المفسّرين بالآية (رقم 7) من سورة النجم على التفسير أعلاه، والتي تقول: (وهو بالأفق الأعلى).

ولكننا نرى أنّ الآية مع بقية آيات السورة تتحدث عن حقيقة أخرى، فراجع إلى ما ذكرناه في تفسيرنا هذا.

وقال بعض: إنّ النبىّ (ص) قد رأى جبرائيل (ع) في صورته الحقيقية مرّتين، الأولى عند بداية البعثة النبوية المباركة، حيث ظهر له في الأفق الأعلى وقد غطى الشرق و الغرب حتى بُهر النبيّ بعظمة هيئته، والثّانية رآه عند معراجه إلى السماوات العُلى واعتبروا الآية المبحوثة إشارة لتلك الرؤيتين.

وثمّة من يذهب في تفسير الآية من كونها تشير إلى مشاهدة اللّه عزَّوجلّ بالشهود الباطني، (ولمزيد من الإيضاح، راجع ذيل الآيات ( 5 - 13) من سورة النجم).

وتأتي الصفة الخامسة: (وما هو على الغيب بضنين).

فهو ليس ممن يقبرون في صدورهم ممّا يوحى إليه، ولا يبخل ولا يتوانى عن الإبلاغ ويوصله إلى كلّ الناس كاملا وبأمانة.

"ضنين": من (ضنّة) على وزن (مِنَّة)، أيْ: البخل بالأشياء الثمينة والنفيسة، فالأنبياء (عليهم السلام) منزّهون عن ذلك، وإذا ما بخل الآخرون بما صار في حوزتهم من علم محدود، فالنبّي فوق ذلك وأنزه مع ماله من منبع علم إلهي.

وتقول آخر الآيات المبحوثة: (وما هو بقول شيطان رجيم).

فالآيات القرآنية ليست كحديث الكهنة الذي يأخذوه من الشياطين، ودليلها معها، حيث أنّ حديث الكهنة محشو بالأكاذيب والتناقضات، ويدور حول محور ميولهم ورغباتهم، في حين لا يشاهد ذلك في الآيات القرآنية إطلاقاً.

والآية تجيب على إحدى افتراءات المشركين، حين اتهموا النبيّ (ص) بأنّه كاهن وكلّ ما جاء به قد أخذه من الشياطين! فحديث الشيطان! لا يتعدى أنْ يكون باطلا و ضلالا في حين أنّ الآيات الرّبانية كلّها نور وهداية، وهذا ما يشعر به كلُّ مَنْ يواجه القرآن ومنذ وهلته الأولى.

"رجيم": من (الرجم)، و (رجام) على وزن (لجام) بمعنى أخذ الحجارة، وتطلق على رمي الحجار على الأشخاص أو الحيوانات، ويستعار الرجم للرمي بـ :الظّن، التوهم، الشتم والطرد، و"الشيطان الرجيم" بمعنى المطرود من رحمة اللّه.

بحث

مؤهلات الرّسول:

الصفات الخمسة التي ذكرتها الآيات المباركة جبرائيل (ع) باعتباره رسول الوحي الإلهي إلى النبيّ الكريم (ص)، هي ذات الصفات التي ينبغي توفرها في كلّ رسول، وبما يناسب نوع ودرجة رسالته.

فلكي يكون الرسول لائقاً لحمل الرسالة، لابدّ من تحلِّيه بركائز أخلاقية ونفسية عالية، أيْ يكون "كريماً" محترماً.

ولابدّ من كونه قادر متمكن "ذي قوّة"، حتى يتمكن من إبلاغ رسالته بكل ما تحمل، ومن دون أنْ يصيبه أيّ ضعف أو فتور أو هوان.

وينبغي أنْ تكون ذو منزلة رفيعة ومقام مرموق عند المرسل، "مكين"، لكي يكون طبيعياً مستقراً في استلامه الرسالة، ولا يناله أيّ خوف أو ارتباك في حال إيصاله لأجوبة الرسالة إلى أيٍّ كان.

ومن المؤهلات اللازمة، أنْ يكون له أعوان ويطيعونه بأمر الرسالة، ولا يتخاذلون عن طاعته، "مطاع".

وأخيراً، لابدّ من كونه "أميناً" في النقل، ليعتمد المرسل عليه فيما يريد أنْ يوصله إليه من الرسالة، فلابدّ من الأمانة بكلَّ معناها والإبتعاد عن الخيانة ولو بأدنى زواياها.

فمتى ما توفرت المؤهلات اللازمة للرسول فيه كان جديراً بأداء حق الرسالة، ولذلك نرى رسول اللّه (ص) كان ينتخب رسله بدقة من بين أصحابه، وأفضل نموذج حي لذلك، إرساله أمير المؤمنين (ع) بإيصال الآيات الأولى من سورة براءة إلى مشركي مكّة، في ظروف قد شرحناها عند تفسيرنا لتلك السورة.

وعن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: "رسولك ترجمان عقلك، وكتابك أبلغ ما ينطق عنك" (8).


1- تعرض المفسّرون في بحوث عديدة لكلمة "لا"، هل هي: نافية، زائدة، للتأكيد... وقد تناولنا ذلك مفصلا في أول سورة القيامة (في نفس هذا الجزء)، فراجع.

2- لسان العرب: مادة (خنس).

3- الفرق بين النجوم والكواكب، إنّ الأولى شموس كشمسنا، والثانية عبارة عن أجسام باردة كالأرض، تنعكس عليها أشعة الشمس فتضيء، ويمكن تمييزها على صفحة السماء بثبوت نورها، في حين تكون النجوم متلألئة بالنور.

4- مجمع البيان: ج10، ص446.

5- "مكين": (المكانة)، وهي المقام والمنزلة، وما يستفاد من مفردات الراغب وغيره من المفسّرين، إنّه اسم مكان من (الكون) ولكثرته في الكلام فقد استعمل على صيغة الفعل فقيل: (تمكن) و(تمسكن).

6- مجمع البيان، ج10، ص 446، وورد هذا المضمون في نفسير (الدر المنثور) في ذيل الآية المبحوثة.

7- الذاريات: الآية 52.

8- نهج البلاغة: الكلمات القصار (301).