سُورَة التَّكوِير

مَكيَّة

وعددُ آياتِها تِسع وَعشرُونَ آية

"سورة التكوير"

محتوى السورة

كثير من القرائن المختلفة في السورة تدل على أنّها مكّية: نسبة الجنون إلى النّبي (ص) من قبل أعداء الإسلام، وهذا ما كان يحدث كثيراً في مكّة، خصوصاً في بداية الدعوة المحمّدية، لتصور الأعداء أنّهم بافتراءتهم تلك سيصرفون أنظار الناس عن النّبي (ص) ودعوته الإلهية.

وعلى أيّة حال، فالسورة تدور حول محورين أساسيين:

المحور الأوّل: هو ما شرعت به السورة من تبيان علائم يوم القيامة، وما يواجه العالم من تغييرات قبيل يوم القيامة.

المحور الثّاني: الحديث عن عظمة القرآن ومَن جاء به، وأثره على النفس الإنسانية، بالإضافة إلى تكرار اليمين والقسم في آيات عدّة لإيقاظ الإنسان من غفلته.

فضيلة السورة

وردت أحاديث كثيرة تبيّن أهمية السورة وفضل تلاوتها، ومنها: ما روي عن النّبي (ص) أنّه قال: "من قرأ سورة: (إذا الشمس كورت) أعاذه اللّه تعالى أن يفضحه حين تنشر صحيفته" (1).

وفي حديث آخر، أنّه (ص) قال: "مَنْ أحبّ أنْ ينظر إليّ يوم القيامة فليقرأ: (إذا الشمس كورت) " (2).

وروي الحديث بشكل آخر: "مَنْ سرّه أنْ ينظر إلى يوم القيامة (كأنّه رأي عين) فليقرأ: (إذا الشمس كورت) و (إذا السماء انفطرت) و (إذا السماء انشقت) ".

(لأنّ هذه السور تعرض علائم يوم القيامة وأحداثه بشكل وكأنّ التالي لها يشاهد يوم القيامة بعينه).(3)

وفي حديث آخر، سُئل النّبي (ص) عن ظهور آثار كبر السن عليه، فقال: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتسائلون وإذا الشمس كورت".(4)

وعن الإمام الصّادق (ع) أنّه قال: "مَنْ قرأ عَبسَ وتولّى وإذا الشمس كوِّرت كان كان تحت جناح اللّه من الخيانة وفي ظلّ اللّه وكرامته، وفي جنانه، ولا يعظم ذلك على ربّه إنْ شاء اللّه".

وتلاوة القرزآن المقصودة في الأحاديث أعلاه، ينبغي أن يكون بشروطها من: التاأمل، الإيمان، والعمل.


1- مجمع البيان، ج10، ص441.

2- المصدر السابق.

3- تفسير القرطبي، ج10، ص7017، ويحتمل أن يكون معنى هذا الحديث شامل للحديث السابق.

4- تفسير نور الثقلين، ج5، ص513.