سُورَة النَّبإِ

مكيَّة وَعَدَدُ آيَآتِهَا أربَعُون آية

"سورة النبأ"

محتويات السورة

تمتاز أغلب السور القرآنية في الجزء الأخير من القرآن بأنّها نزلت في مكّة، وتؤكّد في مواضيعها على مسألة:

المبدأ، المعاد، البشارة والإنذار، وتتّبع أُسلوب الإثارة في الحديث، وتتعامل مع الأوتار الموقظة للضمير الإنساني، وتمتاز معظم آياتها بقصر العبارة المتضمنة لإشارات جمة، حيث تبث الحياة في الأجساد الخالية من الروح، وتنقلها من عالم الغفلة واللامبالاة إلى عالم الشعور بعظم المسؤولية الملقاة على العواتق، وإلى البناء الجاد الملتزم للشخصية الإنسانية الحقة.

ومع كل ذلك... فلآياتها عالماً خاصّاً مليء بالتفاعلات والحركية.

وسورة النبأ لا تشذُّ عن الإطار العام لطبيعة السور المكيّة، حيث تستهل السورة بسؤال يستوقف الانسان، وتختتم بجملة زاخرة بالعبرة...ويمكننا تلخيص محتوى السورة بما يلي:

1 - السؤال عن "النبأ العظيم" وهو يوم القيامة كحدث بالغ الخطورة.

2 - الاستدلال على أمكانية المعاد والقيامة، من خلال الإِستدلال بمظاهر القدرة الإلهية في: السماء، الأرض، الحياة الإِنسانية والنعم الرّبانية.

3 - بيان بعض علامات بدء البعث.

4 - تصوير جوانب من عذاب الطغاة الأليم.

5 - التشويق للجنّة، بوصف أجوائها الفياضة بالنعم.

6 - وتختم السورة بالإنذار الشديد من عذاب قريب، بالإضافة لتصوير حال الذين كفروا.

واشتق اسم السورة من الآية (رقم 2) ويطلق عليها أيضاً اسم سورة (عَمَّ) نسبة إلى أوّل كلمة وردت في السورة بعد البسملة.

فضل تلاوتها

روي عن رسول الله (ص) - في فضل تلاوتها - أنّه قال: "مَنْ قرأ سورة عمّ يتسائلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة" (1).

وفي حديث آخر عن رسول الله (ص) أنّه قال: "مَنْ قرأها وحفظها كان حسابه يوم القيامة بمقدار صلاة واحدة" (2).

وعن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "مَنْ قرأ عمّ يتسائلون لم يخرج سنته إذا كان يدمنها في كل يوم حتى يزور البيت الحرام" (3).


1- مجمع البيان، ج 10، ص 419 ونقل هذا المعنى أيضاً الآلوسي في روح المعاني والقرطبي في تفسيره والزمخشري في الكشّاف وروح البيان ذيل الآية التي هي مورد البحث.

2- مجمع البيان، 10، 420.

3- تفسير البرهان، 4، 419.