الآيات 12 - 22
﴿وَجَزَهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُّتَّكِئِيِنَ فِيهَا عَلَى الاَْرَآئِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِـَانِيَة مِّن فِضَّة وَأَكْوَاب كَانَتْ قَوَارِيرَاً (15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّة قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عَـلِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُس خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّة وَسَقـَهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21) إِنَّ هَـذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً (22)﴾
التفسير:
مكافئات الجنان العظيمة
بعد الإشارة الإجمالية في الآيات السابقة إلى نجاة الأبرار من العذاب الأليم يوم القيامة، ووصولهم إلى لقاء المحبوب والغرق بالسرور والبهجة، تتناول هذه الآيات شرح هذه المواهب الإلهية في الجنان، وعددها في هذه على الأقل خمسة عشرة نعمة، فتتحدث في البدء عن المسكن والملبس فتقول: (وجزاهم بما صبروا جنّة وحريراً).
أجل، في مقابل كل ذلك الإيثار والإستقامة في وفائهم بالنذر وصيامهم، وإنفاق طعام الإفطار على المسكين واليتيم والأسير جعلهم الله في رياض خاصّة في الجنان، وألبسهم أفضل الألبسة، وليس فقط في هذه الآية، بل صرح بهذه الحقيقة في آيات أُخرى من القرآن، وهو أنّ مكآفات القيامة إنَّما تعطى للإنسان لصبره (صبرٌ في الطاعة، وصبرٌ عن المعصية، وصبرٌ عند المشكلات والمصائب).
فتجد سلام الملائكة لأهل الجنان في الآية (24) من سورة الرعد: (سلام عليكم بما صبرتم).
وجاء في الآية (111) من سورة المؤمنون: (إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون).
ثمّ يضيف سبحانه في الآية التالية: (متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً) ذكر حالة (الإتكاء على الأرائك) إشارة إلى اطمئنانهم وارتياحهم الكاملين، لأنّ الانسان لا يجلس متكئاً عادة إلاَّ عند الراحة والإطمئنان والهدوء.
ويشير ذيل الآية إلى الإعتدال الكامل في الجنان، ولا يعني هذا انعدام الشمس والقمر في الجنان، بل بسبب ظلال أشجار الجنان لا تكون أشعة الشمس مؤذية.
(زمهرير): من مادة (زمهر) وهو البرد الشديد، أو شدّة الغضب أو احمرار العين من أثر الغضب، والمراد هنا هو المعنى الأول، وورد في الحديث: أنّ في جهنّم نقطة تتلاشى فيها الأعضاء من شدّة البرد (1).
(أرائك): جمع "أريكة"، وتطلق في الأصل على الأسرّة التي توضع في غرفة العروس، والمراد هنا الأسرّة الجميلة والفاخرة.
نقل المفسر المشهور الآلوسي في روح المعاني في حديث عن ابن عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): "بينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا ضوءاً كضوء الشمس، وقد أشرقت الجنان به فيقول أهل الجنّة يا رضوان ما هذا؟ وقد قال ربّنا لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً، فيقول لهم رضوان: ليس هذا بشمس، ولا قمر، ولكن علي وفاطمة ضحكا، وأشرقت الجنان من ثغريهما"!
وتضيف الآية الأُخرى متمّمة لهذه النعم: (ودانية عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلاً) (2).
ليست هنا من مشكلة لقطف الثمار، ولا شوكة لتدخل في اليد، ولا تحتاج ذلك إلى مشقّة أو حركة!
ونجد من الضروري التذكير مرّة أُخرى إنّ هناك تفاوتاً كثيراً بين الأُصول المتحكمة في حياة الإنسان في ذلك العالم وبين هذا العالم، وما جاء حول النعم الأُخروية في هذه الآيات والآيات القرآنية الأُخرى ليس إلاّ كونه إشارة بليغة إلى تلك المواهب العظيمة، وإلاّ فإنّ بعض الرّوايات تصرح أنّ هناك من النعيم ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا تخطر ببال أحد.
وفي حديث لابن عباس بيّنه في ذيل آيات هذه السورة قال: "كلما ذكره الله في القرآن ممّا في الجنّة وسمّاه ليس له مثلٌ في الدنيا ولكن سمّاه الله بالاسم الذي يعرف الزنجبيل ممّا كانت العرب تستطيبهُ فلذلك ذكره في القرآن ووعدهم أنّهم يسقون في الجنّة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنّة" (3).
ثمّ توضح الآية الأُخرى كيفية استضافة أصحاب الجنان، وأدوات الضيافة، والمستقبلين لهم، فيقول: (ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريراً، قوارير من فضة قدروها تقديراً).
تحتوي هذه الآنية على أنواع الأغذية والأشربة المتعددة الأصناف واللذيذة والباعثة على النشاط، بالقدر الذي يشاؤونه ويحبّونه، والولدان المخلدون يطوفون عليهم ليعرضوا عليهم الآنية والأكواب المليئة بما وعدهم الله بها.
(آنية): جمع (إناء) وهو الوعاء، و"أكواب" جمع "كوب"، وهو إناء للشراب الذي لا عروة له، ويعبر عنه أحياناً بالقدح.
"قوارير": جمع (قارورة)، وهي الوعاء البلّوري والزجاجي.
والعجب في قوله: أوعية بلّورية مصنوعة من الفضة! والحال لا يوجد مثل هذا في عالم الدنيا، والأوعية البلّورية إنّما تصنع من رمال خاصّة وذلك بعد اذابتها، ولكنّ الله الذي جعل خاصيّة في الرمل تجعله يتحول إلى زجاج وبلّور لهو قادر أن يجعلها في معدن آخر كالفضة.
على كل حال فإنّ المستفاد من الآية إنّ هذه الأوعية والكؤوس تكون جامعة بين صفاء الزجاجة وشفافية البلوّر وبين بياض الفضة وجمالها، ويكون الشراب فيه متجلياً، والملاحظ أنّ هذا المعنى قد أشار إليه الامام الصادق (ع) أيضاً إذ قال: "ينفذ البصر في فضة الجنّة كما ينفذ في الزجاج" (4).
وفي العصر الحديث تمّ اكتشاف أنواع من الأشعة (مثل اشعة ايكس) لها قابلية النفوذ الى باطن المواد والاجسام المعتمّة واستجلاء محتوياتها.
وعن ابن عباس قال: "إن لكل نعمة من نِعَمِ الجنان شبهٌ في الدنيا إلاّ أكواب الفضة إذ لا شبيه لها" (5).
ثمّ يضيف تعالى: (ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً).
صرح الكثير من المفسرين بأنّ عرب الجاهلية كانوا يتلذذون بالشراب الممزوج بالزنجبيل، لأنّه كان يعطي قوّة خاصة للشراب.
ويتحدث القرآن هنا عن الشراب الطهور الممزوج بالزنجبيل، ومن البديهي أنّ الفرق بين هذا الشراب وذلك الشراب كالفرق بين السماء والأرض وبالأحرى بين الدنيا والآخرة.
والجدير بالذكر أنّ العرب كانوا يستخدمون نوعين من الشراب: أحدهما يبعث على النشاط والحركة، والآخر مُفَتّر وَمُهدّىء والأوّل يمزج مع الزنجبيل، أمّا الثّاني فمع الكافور، وبما أنّ حقائق عالم الآخرة لا يمكن أن يعبر عنها في إطار ألفاظ هذا العالم، فلا سبيل إلاّ استخدام هذه الألفاظ للدلالة على معان أوسع وأعلى تحكي عن تلك الحقائق العظيمة.
ولفظ "الزنجبيل" غالباً ما يطلق على الجذر المعطر للتوابل الخاصّة للأغذية والأشربة، وإن كانت الأقوال مختلفة في معناه.
ثمّ يضيف تعالى: (عيناً فيها تسمى سلسبيلاً) (6).
(سلسبيلا): هو الشراب الهنيء واللذيذ جدّاً الذي ينحدر بسهولة في الحلق ويرى الكثير أنّه مأخوذ من مادة (سلاسة) المأخوذ من السيلان ولهذا يقال للكلام الجذّاب والممتع "سليس".
وقيل أخذ من مادة (تسلسل) وهي الحركة المستمرة التي يتداعى منها السيولة والاتصال، وعلى هذا فإنّ المعنّيين متقاربين، والباء زائدة في الصورتين.
وقيل: هو مركب من (سال) و (سبيل) والمعنى الكنائي للإثنين هو السائغ والهنيء.
وقيل: لا وجود لهذه الكلمة في اللغة عند العرب، وأنّها من إبداعات القرآن المجيد (7).
والأول أشهر وأوجه.
ثمّ يتحدث عن المستقبلين في هذا الحفل البهيج المقام بجوار الله في النعيم الأعلى فيقول تعالى (ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً).
إنّهم مخلدون في الجنان، وطراوة شبابهم وجمالهم ونشاطهم خالد أيضاً، وكذا استقبالهم للأبرار، لأنّ عبارة (مخلدون) وعبارة (يطوف عليهم) من جهة أُخرى تبيان لهذه الحقيقة.
"لؤلؤاً منثوراً": يراد به الإشارة إلى جمالهم وصفائهم وإشراق وجوههم وكذلك حضورهم في كل مكان من المحفل الإلهي والروحاني.
وبما أنّ من المحال وصف النعم والمواهب للعالم الآخر مهما بلغ الكلام من البيان والبلاغة، ولذا يقول تعالى في الآية الأُخرى كلاماً مطلقاً: (وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً) (8).
وردت في (النعيم) و (الملك الكبير) أقوال كثيرة، منها ما ورد في حديث للإمام الصادق (ع) عندما سئل عن معنى الآية إذ قال: (أي لا يفنى ولا يزول) (9).
أو أنّ نعم الجنان لا توصف لكثرتها.
أو أنّ "الملك الكبير" هو استئذان الملائكة للدخول على أهل الجنان و يحيوهم بالسلام.
أو أنّ أهل الجنان يحصلون على ما يشاءون.
أو أنّ أقل أهل الجنان مرتبة يحصل على ملك من السعة أنّه يرى من الطريق ما يكون على بعد ألف سنة لو نظر إليه كان بينه وبين ملكه ألف سنة.
أو يراد به الملك الدائم والأبدي المقترن مع تحقيق جميع الآمال...
"النعيم": يراد بها في اللغة النعم الكثيرة و (ملك كبير) يخبر عن عظمة واتساع رياض أهل الجنّة، ولذا فإنّ لهما معنيين واسعين بحيث يشملان جميع ما قيل فيهما.
إلى هنا أُشير إلى قسم من نعم الجنان من قبيل المساكن والأسرة والظلال والفواكه والشراب والأواني والجماعة المستقبلة للضيوف، وحان الآن دور زينة أهل الجنان فيقول تعالى: (عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق) (10).
"سندس": ثوب رقيق من الحرير، و"الإستبرق" ثوب غليظ من الحرير، وقيل أنّه مشتق من الكلمة الفارسية "أستبر" أو "ستبر"، وقيل: أُخذ من أصل عربي (برق) أي التلألؤ.
ثم أضاف تعالى: (وحلوا أساور من فضة).
وهي الفضة الشفّافة اللامعة كالبلّور وأجمل من الياقوت والدّر واللؤلؤ.
"اساور": جمع "أسورة" على وزن (مغفرة) وهي بدورها جمع (سوار) على وزن (غبار) أو "سوار" على وزن (حوار) وأخذ في الأصل من الكلمة الفارسية، (دستوار) وعند انتقالها إلى العربية تغيّرت واختصرت وجاءت بصورة (سوار).
إنّ اختيار اللون الأخضر للباس أهل الجنّة هو لكونه يبعث على النشاط كأوراق الأشجار الجميلة، وبالطبع إنّ للّون الأخضر أنواعاً وأقساماً، ولكل منها لطافة:
وورد في بعض آيات القرآن كالآية (30) من سورة الكهف أنّ أهل الجنان يزينون بأساور من ذهب: (يحلون فيها من أساور من ذهب) وهذا لا ينافي ما جاء في الآية التي نحن بصدد بحثها، إذ يمكن أن يكون من باب التنويع، فمرّة هذا، ومرّة ذاك.
ويأتي هنا سؤال: أليس سوار الذهب والفضة من زينة النساء، فكيف ذكر زينة لرجال الجنّة؟
والجواب واضح، فهناك الكثير من المجتمعات تكون زينة الذهب والفضة للرجال والنساء (وإن حرمّ الإسلام لبس الذهب للرجال) ولكن بالطبع هناك اختلاف بين أساور الرجال وبين أساور النساء، ونقل عن لسان فرعون في الآية (53) من سورة الزخرف: (فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب) ويظهر من هذا أنّ لبس الرجال للذهب في مصر كان من علائم العظمة.
بالإضافة إلى ما أشرنا إليه في السابق أنّه لا يكفي استعمال الألفاظ العادية المتداولة في هذه الدنيا لبيان نِعم الجنان، وليس هناك من حلّ إلاّ باستعمال هذه الألفاظ للإشارة إلى تلك النعم العظيمة التي لا توصف.
ثمّ يقول تعالى في نهاية الآية مشيراً إلى آخر نعمة وأهمّها من سلسلة النعم: (وسقاهم ربّهم شراباً طهوراً).
صحيح أنّ من بين هذه النعم ورد الحديث عن الأشربة السائغة من الأكواب المترعة من عين السلسبيل، ولكنّ بينها وبين ما جاء في هذه الآية فرق كبير، لأنّ السقاة هناك هم "الولدان المخلدون" من جهة، والساقي هنا هو "الله تعالى"، يا له من تعبير عجيب! خصوصاً مع ذكر كلمة (رب) الرب الذي طالما تلطف على الإنسان برعايته المستمرة له فكان مالكهُ ومربيه والذي كان يأخذ بيده في مراحل التكامل حتى يوصله إلى المرحلة الأخيرة التي يريدها له، ثمّ تتجلّى ربوبيته إلى أعلى المراتب والحدود فيسقي بيده عباده الأبرار بالشراب الطهور.
ومن جهة أُخرى فإنّ "الطهور" هو الطاهر والمطهر، وعلى هذا فإنّ هذا الشراب يطهر جسم الإنسان وروحه من كل الأدران والنجاسات ويهبه من الروحانية والنورانية والنشاط ما لا يوصف بوصف: حتى ورد في حديث عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "يطهرهم عن كلّ شيء سوى الله" (11).
إنّ هذا الماء الطهور أفضل من أيّة نعمة وأعلى من كلّ موهبة، إذ أنّه يمزق ستار الغفلة، ويزيل الحجب، ويجعل الإنسان أهلاً للحضور الدائم في جوار القرب من الله تعالى، فإذا كان شراب الدنيا يزيل العقل ويبعد الإنسان عن الله، فإنّ الشراب الطهور يعطى من يد ساقي الجنّة، فيجرّد الإنسان عن ما سوى الله، ليغرق في جماله وجلاله، وهذا أفضل ما ذكره الله تعالى من النعيم الخفي الموهوب في الجنّة، ففي حديث روي عن النّبي (صلى الله عليه وآله) حول عين الشراب الطهور المستقرة عند باب الجنّة قال: "فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد!... وذلك قول الله عزَّ وجلّ (وسقاهم ربّهم شراباً طهوراً) (12).
والظريف في عبارة طهور أنّها لم ترد في القرآن إلاّ في موردين: أحدهما في مورد المطر (الفرقان 48) الذي يطهر كل شيء ويحيي البلاد الميتة، والآخر في مورد الآية التي نحن بصدد بحثها، وهو الشراب الخاص بأهل الجنّة.
وفي آخر آية من آيات البحث يتحدث حديثاً أخيراً في هذا الإطار فيقول: إنّه يقال لهم من قبل ربّ العزّة بأنّ هذه النعم العظيمة ما هي إلاّ جزاء أعمالكم في الدنيا (إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً).
لئلا يتصور أحد أنّ هذا الجزاء وهذه المواهب العظيمة تعطى من دون مقابل، إنّ كل ذلك جزاء السعي والعمل، وثمرة الرياضات وجهاد النفس وبناء الذات وترك المعاصي (13).
ثمّ إنّ نفس بيان هذا الموضوع فيه لذّة خاصّة، إذ أنّ الله تعالى أو"ملائكته" يخاطب الأبرار ويقدم لهم الشكر والتقدير ويقول: إنّ هذا جزاء أعمالكم وإنّ سعيكم مشكور، بل قيل: إنّها نعمة ما فوقها نعمة وموهبة أعلى من كل المواهب وهي شكر الله للإنسان.
"كان"، فعل ماضي ويخبر عن الماضي، ولعلّه إشارة إلى أنّ هذه النعم كانت موفرة لكم من قبل، لأنّ من يهتم كثيراً بضيفه يهيء وسائل الضيافة له من قبل.
1- المصدر السابق.
2- الدر المنثور ج 6 ص 300.
3- "قطوف": على وزن (ظروف) جمع (قطف) على وزن (حفظ) أو جمع (قطف) على وزن (حذف) والأوّل وصفٌ والثّاني مصدر، ويعني الفواكه المقطوفة أو قطف الفاكهة.
4- مجمع البيان، ج 10، ص 411.
5- المصدر السابق.
6- روح المعاني، ج 29، ص 159.
7- "عيناً": محلهُ في الأعراب - كما تقدم - أن يكون منصوباً بنزغ الخافض.
8- قيل إن "السلسبيل" هو ما لا ينصرف عادة للعملية والعجمة والتنوين الموجود للإتساق مع الآيات السابقة لها.
9- قيل إنّ (ثمّ) هنا ظرف مكان ولـ (رأيت) معنى فعل لازم والتقدير (إذا رميت ببصرك ثمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً)ويحتمل أن يكون (ثمّ) اسم إشارة للبعد ومفعولاً لرأيت.
10- مجمع البيان، ج 10، ص 411.
11- "عاليهم": هناك احتمالان لمحله من الاعراب، الأول كونه ظرفاً ويراد به فوق، فيكون معنى الآية (فوقهم ثياب سندس) والآخر كونه لا يرجع للضمير "هم" المذكور في الآيات السابقة، بل يرجع إلى (الأبرار) فيكون المعنى (حال كونهم يعلوهم ثياب سندس خضر).
12- مجمع البيان، ج 10، ص 411.
13- نور الثقلين، ج 5، ص 485 ذيل الحديث 60.