سُورَة المُدَّثّر

مَكيَّة وَعَدَدُ آيَآتِهَا سِتٌ وخمسُون آية

"سورة المدّثّر"

محتوى السورة

لا شك أنّ هذه السورة هي من السور المكّية ولكن هناك تساؤل عن أنّ هذه السورة هل هي الاُولى النازلة على النّبي (ص) أم نزلت بعد سورة العلق؟

يتّضح من التمعن في محتوى سورة العلق والمدثر أنّ سورة العلق نزلت في بدء الدعوة، وأنّ سورة المدثر نزلت في زمن قد اُمر النّبي (ص) فيه بالدعوة العلنية، وانتهاء فترة الدعوة السرّية، لذا قال البعض أنّ سورة العلق هي أوّل سورة نزلت في صدر البعثة، والمدثر هي السورة الاُولى التي نزلت بعد الدعوة العلنية، وهذا الجمع هو الصحيح.

ومهما يكن فإنّ سياق السور المكّية التي تشير إلى الدعوة وإلى المبدأ والمعاد ومقارعة الشرك وتهديد المخالفين وإنذارهم بالعذاب الإلهي واضح الوضوح في هذه السورة.

يدور البحث في هذه السورة حول سبعة محاور وهي:

1 - يأمر اللّه تعالى رسوله (ص) بإعلان الدعوة العلنية، ويأمر أن ينذر المشركين، وتمسك بالصبر والإستقامة في هذا الطريق والإستعداد الكامل لخوض هذا الطريق.

2 - تشير إلى المعاد وأوصاف أهل النّار الذين واجهوا القرآن بالتكذيب والإعراض عنه.

3 - الإشارة إلى بعض خصوصيات النّار مع إنذار الكافرين.

4 - التأكيد على المعاد بالأقسام المكررة.

5 - إرتباط عاقبة الإنسان بعمله، ونفي كل أنواع التفكر غير المنطقي في هذا الإطار.

6 - الإشارة إلى قسم من خصوصيات أهل النّار وأهل الجنّة وعواقبهما.

7 - كيفية فرار الجهلة والمغرورين من الحقّ.

فضيلة السورة

ورد في حديث عن النّبي (ص) قال: "من قرأ سورة المدثر اُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمّد وكذب به بمكّة" (1).

وورد في حديث آخر عن الإمام الباقر (ع) قال: "من قرأ في الفريضة سورة المدثر كان حقّاً على اللّه أن يجعله مع مجمّد في درجته، ولا يدركه في حياة الدنيا شقاء أبداً" (2) وبديهي أنّ هذه النتائج العظيمة لا تتحقق بمجرّد قراءة الألفاظ فحسب، بل لابدّ من التمعن في معانيها وتطبيقها حرفياً.


1- مجمع البيان، ج10، ص383.

2- المصدر السابق.