سُورة المُلك

مكيّة وعدد آياتِها ثلاثُون آية

"سورة الملك"

محتوى سورة الملك:

تمثّل هذه السورة بداية الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور التي نزلت جميع آياتها في مكّة المكرّمة على المشهور، كما هو شأن غالبية سور هذا الجزء، إن لم يكن جميعها كما يذهب إلى ذلك بعض المفسّرين(142)، بخلاف ما عليه سور الجزء السابق حيث كانت مدنية.

ولكن كما سنرى لاحقاً أنّ سورة الدهر (سورة الإنسان) من السور المدنية.

وتسمّى سورة الملك أيضاً بـ (المنجية)، وكذلك تسمّى بـ (الواقية) أو (المانعة) بلحاظ أنّها تحفظ الإنسان الذي يتلوها من العذاب الإلهي أو عذاب القبر، وهي من السور التي لها فضائل عديدة، وقد طرحت في هذه السورة مسائل قرآنية مختلفة، إلاّ أنّ الأصل فيها يدور حول ثلاثة محاور هي:

1 - أبحاث حول المبدأ، وصفات الله سبحانه، ونظام الخلق العجيب والمدهش، خصوصاً خلق السموات والنجوم والأرض وما فيها من كنوز عظيمة... وكذلك ما يتعلّق بخلق الطيور والمياه الجارية والحواس كالاُذن والعين، بالإضافة إلى وسائل المعرفة الاُخرى.

2 - وفي المحور الثاني تتحدّث الآيات الكريمة عن المعاد وعذاب الآخرة، والحوار الذي يدور بين ملائكة العذاب الإلهي وأهل جهنّم، بالإضافة إلى اُمور اُخرى في هذا الصدد.

3 - وأخيراً فإنّ آيات المحور الثالث تدور حول التهديد والإنذار الإلهي بألوان العذاب الدنيوي والاُخروي للكفّار والظالمين.

ويذهب بعض المفسّرين إلى أنّ المحور الأساس لجميع هذه السورة يدور حول مالكية الله سبحانه وحاكميته والتي وردت في أوّل آية منها(143).

فضيلة تلاوة السورة:

نقلت روايات عديدة عن الرّسول الأكرم (ص) وأئمّة أهل البيت (عليهم السلام) في فضيلة تلاوة هذه السورة نقرأ منها ما يلي:

عن رسول الله (ص) أنّه قال: "من قرأ سورة تبارك فكإنّما أحيى ليلة القدر"(144).

وجاء في حديث آخر عنه (ص): "وددت أن تبارك الملك في قلب كلّ مؤمن"(145).

وجاء في حديث عن الإمام محمّد بن علي الباقر (ع) أنّه قال: "سورة الملك هي المانعة، تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك، ومن قرأها في ليلة فقد أكثر وأطاب ولم يكتب من الغافلين"(146).

والأحاديث كثيرة في هذا المجال.

ومن الطبيعي أنّ جميع هذه الآثار العظيمة لا تكون إلاّ من خلال التدبّر في قراءة آيات هذه السورة والعمل بها، والإستلهام من محتوياتها في الممارسات الحياتية المختلفة.