سُورَة التَّغَابُن

مَدَنِيّة وعَدَدُ آيَاتِها ثماني عشرة آية

"سورة التغابن"

ملاحظة

هناك خلاف شديد بين المفسّرين في مكان نزول هذه السورة، هل هو المدينة أو مكّة؟ علماً بأنّ الرأي المشهور هو أنّ السورة مدنية.

وقال آخرون: إنّ الآيات الثلاث الأخيرة مدنيّة والباقي مكيّة.

ومن الواضح أنّ سياق الآيات الأخيرة في هذه السورة ينسجم مع السور المدنية، وصدرها أكثر إنسجاماً مع السور المكيّة، ولكنّنا نرى أنّها مدنية طبقاً للمشهور.

نقل "عبدالله الزنجاني" في كتابه القيّم (تأريخ القرآن) عن فهرس "ابن النديم" أنّ سورة التغابن هي السورة المدنية الثالثة والعشرون.

ونظراً لأنّ مجموع السور المدنية يبلغ 28 سورة فستكون هذه السورة من أواخر السور المدنية.

ويمكن تقسيم هذه السورة من حيث المواضيع التي احتوتها إلى عدّة أقسام:

1 - بداية السورة التي تبحث في التوحيد وصفات وأفعال الله تعالى.

2 - حثّ الناس على ملاحظة أعمالهم ظاهراً وباطناً، وأن لا يغفلوا عن مصير الأقوام السابقين.

3 - في قسم آخر من السورة يجري الحديث عن المعاد، وأنّ يوم القيامة "يوم تغابن"، تغبن فيه جماعة وتفوز فيه جماعة، واسم السورة مشتقّ من هذا المفهوم.

4 - الأمر بطاعة الرّسول (ص) وتحكيم قواعد النبوّة.

5 - ويأمر الله تبارك وتعالى في القسم الأخير من السورة بالإنفاق في سبيله، ويحذّر من الإنخداع بالأموال والأولاد والزوجات.

وتختم السورة بذكر صفات الله تبارك وتعالى.

فضيلة تلاوة السورة:

في حديث عن الرّسول (ص) "من قرأ سورة التغابن رفع عنه موت الفجأة"(66).

وعن الإمام الصادق (ع) "من قرأ سورة التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة، وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها، ثمّ لا تفارقه حتّى يدخل الجنّة"(67).