سُورَة المُمتَحِنة

مَدنيّة وعَدَدُ آيَاتِها ثلاث عشرة آية

"سورة الممتحنة"

محتوى السورة:

تتكوّن موضوعات هذه السورة من قسمين:

القسم الأوّل: يتحدّث عن موضوع "الحبّ في الله" و "البغض في الله"، وينهى عن عقد الولاء والودّ مع المشركين، ويدعو المسلمين لكي يستلهموا من سيرة الرّسول العظيم إبراهيم (ع) فيما يتعلّق بموقفه من أقرب الأقربين إليه (أبيه آزر) بلحاظ ما يمليه عليه الموقف المبدئي، كما تذكر بعض الخصوصيات الاُخرى في هذا المجال ويتكرّر هذا المعنى في نهاية السورة، كما في بدايتها.

القسم الثاني: يتناول هذا القسم مسائل المرأة المهاجرة وضرورة تمحيصها، كما يبيّن أحكاماً اُخرى في هذا الصدد.

وإختيار اسم (الممتحنة) لهذه السورة كان بلحاظ حالة التمحيص والإمتحان التي وردت في الآية العاشرة من هذه السورة(1).

كما ذكر اسم آخر لهذه السورة وهو (سورة المودّة) وذلك بلحاظ النهي عن عقد الولاء والودّ مع المشركين، وقد أكّدت عليه السورة كثيراً.

فضيلة تلاوة سورة الممتحنة:

ورد عن رسول الله (ص) أنّه قال: "من قرأ سورة الممتحنة كان المؤمنون والمؤمنات له شفعاء يوم القيامة"(2).

وجاء في حديث آخر عن الإمام علي بن الحسين (ع): "من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله، امتحن الله قلبه للإيمان، ونوّر له بصره، ولا يصيبه فقر أبداً، ولا جنون في بدنه ولا في ولده"(3).

ومن الواضح أنّ كلّ هذه النعم والألطاف الإلهية تكون للأشخاص الذين يجسّدون مفاهيم الآيات التي وردت في هذه السورة في مجال الحبّ في الله والبغض في الله والجهاد في سبيله، ويطبّقون محتواها، ولا يكتفون بالتلاوة السطحية الفارغة من محتوى الروح، والبعيدة عن العلم والعمل.


1- المصدر السابق.

2- المصدر السابق.

3- الدرّ المنثور، ج6، ص201.