سُورَة الذّاريات

مكّية وعَدَدُ آيَاتِها ستّون آية

محتوى السورة

يدور محور هذه السورة في الدرجة الاُولى حول المسائل المتعلّقة بالمعاد ويوم القيامة والثواب والعقاب لكلّ من المؤمنين والكافرين، ولكنّها ليست كسورة (ق) محورها المعاد، بل فيها محاور اُخر كما يلاحظها القارىء.

ويمكن أن يقال بشكل إجمالي أنّ مباحث هذه السورة تدور حول خمسة محاور وهي:

1 - كما قلنا آنفاً إنّ القسم المهمّ منها يتكلّم عن المعاد وبداية السورة ونهايتها أيضاً هما حول المعاد.

2 - القسم الآخر من هذه السورة ناظر إلى مسألة توحيد الله وآياته في نظام الخلق والوجود، وهي تكمل مبحث المعاد طبعاً.

3 - وفي قسم آخر يقع الكلام على ضيف إبراهيم من الملائكة وما أُمروا به من تدمير مدن قوم لوط!

4 - والآيات الاُخر من هذه السورة فيها إشارات قصيرة إلى قصّة موسى (ع)وبعض الاُمم كعاد وثمود وقوم نوح، وبهذا فهي تنذر الكفّار الآخرين بما آل إليه السابقون.

5 - وأخيراً فإنّ قسماً من هذه السورة - يتحدّث عن مواجهة الاُمم المعاندين لأنبيائهم وتأمر النّبي (ص) بالصبر والإستقامة بوجه المشاكل والشدائد وتسرّي عنه وتسلّي قلبه.

فضيلة تلاوة هذه السورة

ورد عن الإمام الصّادق (ع) أنّه قال: "من قرأ سورة الذاريات في يومه أو ليلته أصلح الله له معيشته وأتاه برزق واسع ونور له قبره بسراج يزهر إلى يوم القيامة"(1).

وقد قلنا مراراً أنّ مجرّد التلاوة باللسان غير كافية لبلوغ هذا الثواب العظيم، بل الهدف هو التلاوة بتفكّر ... التفكّر الباعث على العمل.

وتسمية "الذاريات" - ضمناً - تعود إلى ورود الآية الاُولى من هذه السورة (والذاريات ذرواً).


1- الوقر ـ على زنة الفِكر ـ معناه ذو الوزن الثقيل كما يأتي معنى ثقل السمع والوقار ثقل الحركات والحلم والهدوء أيضاً.