الآيات 37 - 45

وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿37﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿38﴾ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿39﴾ وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿40﴾ وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿41﴾ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ ﴿42﴾ وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ ﴿43﴾ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿44﴾ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ﴿45﴾

بيان:

رجوع إلى أمر القرآن وأنه كتاب منزل من عند الله لا ريب فيه وتلقين الحجة في ذلك، وللآيات اتصال بما تقدمها من قوله: ﴿قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق﴾ الآية، فقد تقدم أن من هدايته تعالى إلى الحق هدايته الناس إلى دينه الذي يرتضيه من طريق الوحي إلى أنبيائه والكتب التي أنزلها إليهم ككتب نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذه الآيات تذكرها وتقيم الحجة على أن القرآن منها هاد إلى الحق، ولذلك أشير إليها معه حيث قيل: ﴿ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين﴾.

وفي آخر الآيات الرجوع إلى ذكر الحشر وهو من مقاصد السورة كما تقدم.

قوله تعالى: ﴿وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله﴾ إلى آخر الآية، قد تقدمت الإشارة إلى أن نفي صفة أو معنى بنفي الكون يفيد نفي الشأن والاستعداد، وهو أبلغ من نفيه نفسه ففرق بين قولنا ما كان زيد ليقوم، وقولنا: لم يقم أو ما قام زيد إذ الأول يدل على أن القيام لم يكن من شأن زيد ولا استعد له استعدادا، والثاني ينفي القيام عنه فحسب، وفي القرآن منه شيء كثير كقوله: ﴿فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل﴾ يونس: 74 وقوله: ﴿ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان﴾ الشورى: 53: ﴿وقوله وما كان الله ليظلمهم﴾ العنكبوت: 40.

فقوله: ﴿وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله﴾ نفي لشأنية الافتراء عن القرآن كما قيل وهو أبلغ من نفي فعليته، والمعنى ليس من شأن هذا القرآن ولا في صلاحيته أن يكون افتراء من دون الله يفتريه على الله سبحانه.

وقوله: ﴿ولكن تصديق الذي بين يديه﴾ أي تصديقا لما هو حاضر منزل من الكتاب وهو التوراة والإنجيل كما حكى عن المسيح قوله: ﴿يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة﴾ الصف: 6، وإنما وصفهما بما بين يديه مع تقدمهما لأن هناك كتابا غير الكتابين ككتاب نوح وكتاب إبراهيم (عليه السلام) فإذا لوحظ تقدم جميعها عليه كان الأقرب منها زمانا إليه وهو التوراة والإنجيل موصوفا بأنه بين يديه.

وربما قيل: إن المراد بما بين يديه هو ما يستقبل نزوله من الأمور كالبعث والنشور والحساب والجزاء، وليس بشيء.

وقوله: ﴿وتفصيل الكتاب﴾ عطف على ﴿تصديق﴾ والمراد بالكتاب بدلالة من السياق جنس الكتاب السماوي النازل من عند الله سبحانه على أنبيائه والتفصيل إيجاد الفصل بين أجزائها المندمجة بعضها في بعض المنطوية جانب منها في آخر بالإيضاح والشرح.

وفيه دلالة على أن الدين الإلهي المنزل على أنبيائه (عليهم السلام) واحد لا اختلاف فيه إلا بالإجمال والتفصيل، والقرآن يفصل ما أجمله غيره كما قال تعالى: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ آل عمران: 19.

وإن القرآن الكريم مفصل لما أجمله الكتب السماوية السابقة مهيمن عليها جميعا كما قال تعالى: ﴿وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه﴾ المائدة: 48 وقوله: ﴿لا ريب فيه من رب العالمين﴾ أي لا ريب فيه هو من رب العالمين، والجملة الثانية كالتعليل للأولى.

قوله تعالى: ﴿أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله﴾ إلى آخر الآية، أم منقطعة والمعنى بل يقولون افتراه، والضمير للقرآن، واتصاف السورة بكونها مثل القرآن شاهد على أن القرآن يصدق على الكثير منه والقليل.

والمعنى قل للذين يقولون افتراه: إن كنتم صادقين في دعواكم فأتوا بسورة مثل هذا القرآن المفترى وادعوا كل من استطعتم من دون الله مستمدين مستظهرين فإنه لو كان كلاما مفترى كان كلاما بشريا وجاز أن يؤتى بمثله وفي ذلك تحد ظاهر بسورة واحدة من سور القرآن طويلة كانت أو قصيرة.

ومن هنا يظهر أولا: أن التحدي ليس بسورة معينة فإنهم لم يرموا بالافتراء بعض القرآن دون بعض بل جميعه، وهو يكلفهم أن يأتوا بسورة مثل ما يدعون أنه افتراه، وإنما ادعوه لجميع القرآن دون بعضه.

ولا يصغي إلى قول من يقول: إن التنكير في ﴿سورة﴾ للتعظيم أو للتنويع والمراد سورة من السور يذكر فيها قصص الأنبياء وأخبار وعيد الدنيا والآخرة لأن الافتراء إنما يتهم به الإخبار دون الإنشاء.

أو يقول: المراد سورة طويلة مثل هذه السورة سورة يونس - في اشتمالها على أصول الدين والوعد والوعيد.

وذلك أن القرآن بجميع آياته منسوب إلى الله سبحانه، ولا يختلف في ذلك ما يتضمن الإخبار وما يتضمن الإنشاء، وما كانت سورة طويلة أو قصيرة حتى الآية الواحدة، والرمي بالافتراء يصح أن يتعلق بالجميع لأنه تكذيب للنسبة المتعلقة بالجميع.

وثانيا: أن الآية لا تتحدى ببلاغة القرآن وفصاحته فحسب بل السياق في هذه الآية وفي سائر الآيات التي وردت مورد التحدي يشهد على أن التحدي إنما هو بما عليه القرآن من صفة الكمال ونعت الفضيلة من اشتماله على مخ المعارف الإلهية، وجوامع الشرائع من الأحكام العبادية والقوانين المدنية السياسية والاقتصادية والقضائية، والأخلاق الكريمة والآداب الحسنة، وقصص الأنبياء والأمم الماضية، والملاحم والأخبار الغيبية، ووصف الملائكة والجن والسماء والأرض والحكمة والموعظة والوعد والوعيد، وأخبار البدء والعود، وقوة الحجة وجذالة البيان والنور والهداية من غير أن يختلف جزء منه عن جزء، أضف إلى ذلك وقوعه في بلاغته وفصاحته موقعا يقصر عن البلوغ إليه أيدي البشر.

ولقد قصر الباحثون من علماء الصدر الأول ومن يتلونهم إذ قصروا إعجازه على بلاغته وفصاحته وكتبوا في ذلك كتبا وألفوا رسائل فصرفهم ذلك عن التدبر في حقائقه والتعمق في معارفه وأنهاهم إلى أن عدوا المعاني أمورا مطروحة في الطريق يستوي فيه البدوي والحضري والعامي والخاصي والجاهل والعالم، وأن الفضل لنظم اللفظ على نظم المعنى ولا قيمة لما وراء ذلك.

وقد وصفه الله تعالى بكل وصف جميل دخيل في التحدي كوصفه بأنه نور ورحمة وهدى وحكمة وموعظة وبرهان وتبيان لكل شيء وتفصيل الكتاب وشفاء للمؤمنين وقول فصل وما هو بالهزل، وأنه مواقع للنجوم، وأنه لا اختلاف فيه ولم يصرح ببلاغته بعينها.

وأطلق القول بأنهم لا يأتون بمثله ولو دعوا من استطاعوا من دون الله، ولو اجتمع على ذلك الجن والإنس وكان بعضهم لبعض ظهيرا ولم يقيد الكلام بالبلاغة والفصاحة.

وقد فصلنا القول في إعجاز القرآن في تفسير قوله: ﴿وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله﴾ البقرة: 23 في الجزء الأول من الكتاب.

قوله تعالى: ﴿بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله﴾ إلى آخر الآية.

الآية تبين وجه الحقيقة في عدم إيمانهم به وقولهم إنه افتراء وهو أنهم كذبوا من القرآن بما لم يحيطوا بعلمه أو كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه ففيه معارف حقيقية من قبيل العلوم الواقعية لا يسعها علمهم، ولم يأتهم تأويله بعد أي تأويل ذاك الذي كذبوا به حتى يضطرهم إلى تصديقه.

هذا ما يقتضيه السياق من المعنى فقوله: ﴿ولما يأتهم تأويله﴾ يشير إلى يوم القيامة كما يؤيده قوله تعالى: ﴿هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل﴾ الأعراف:53.

وهذا يؤيد ما قدمناه في تفسير قوله: ﴿ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله﴾ آل عمران: 7 في الجزء الثالث من الكتاب أن المراد بالتأويل في عرف القرآن هو الحقيقة التي يعتمد عليها معنى من المعاني من حكم أو معرفة أو قصة أو غير ذلك من الحقائق الواقعية من غير أن يكون من قبيل المعنى، وأن لجميع القرآن وما يتضمنه من معرفة أو حكم أو خبر أو غير ذلك تأويلا.

ويؤيد ذلك أيضا قوله بعد: ﴿كذلك كذب الذين من قبلهم﴾ فإن التشبيه يعطي أن المراد أن الذين من قبلهم من المشركين أيضا كذبوا بما دعاهم إليه أنبياؤهم لكونهم لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله، فلما جاء به سائر الأنبياء من أجزاء الدعوة الدينية من معارف وأحكام تأويل كما أن لمعارف القرآن وأحكامه تأويلا من غير أن يكون من قبيل المفاهيم ومعاني الألفاظ كما توهموه.

فمحصل المعنى أن هؤلاء المشركين الرامين للقرآن بأنه افتراء مثل المشركين والكفار من الأمم السابقة استقبلتهم من الدعوة الدينية بمعارفها وأحكامها أمور لم يحيطوا بها علما حتى يوقنوا بها ويصدقوا، فحملهم الجهل على التكذيب بها ولما يأتهم اليوم الذي يظهر لهم فيه تأويلها وحقيقة أمرها ظهورا يضطرهم على الإيقان والتصديق بها وهو يوم القيامة الذي يكشف لهم فيه الغطاء عن وجه الحقائق بواقعيتها فهؤلاء كذبوا وظلموا كما كذب الذين من قبلهم وظلموا فانظر كيف كان عاقبة أولئك الظالمين حتى تحدس بما سيصيب هؤلاء.

هذا ما يعطيه دقيق البحث في معنى الآية، وللمفسرين فيها أقوال شتى مختلفة مبنية على ما ذهبوا إليه من معنى التأويل لا جدوى في التعرض لها وقد استقصينا أقوالهم سابقا.

قوله تعالى: ﴿ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين﴾ قسمهم قسمين من يؤمن بالقرآن ومن لا يؤمن به ثم كنى عمن لا يؤمن به أنهم مفسدون فتحصل من ذلك أن الذين يكذبون بما في القرآن إنما كذبوا به لأنهم مفسدون.

فالآية لبيان حالهم الذي هم عليه من إيمان البعض وكفر البعض وأن الكفر ناش من رذيلة الإفساد.

وأما ما ذكره بعضهم في تفسير الآية: أن المراد أن قومك لن يكونوا كأولئك الظالمين من قبلهم الذين كذبوا رسلهم إلا قليلا منهم فكان عاقبتهم عذاب الاستئصال بل سيكون قومك قسمين قسم سيؤمن بهذا القرآن وقسم لا يؤمن به أبدا فهو معنى خارج عن مدلول الآية البتة.

قوله تعالى: ﴿وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم﴾ إلى آخر الآية، تلقين للتبري على تقدير تكذيبهم له، وهو من مراتب الانتصار للحق ممن انتهض لإحيائه فالطريق هو حمل الناس عليه إن حملوا وإلا فالتبري منهم لئلا يحملوه على باطلهم.

وقوله: ﴿أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون﴾ تفسير لقوله: ﴿لي عملي ولكم عملكم﴾ .

قوله تعالى: ﴿ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون﴾ الاستفهام للإنكار، وقوله: ﴿ولو كانوا لا يعقلون﴾ قرينة على أن المراد بنفي السمع نفي ما يقارنه من تعقل ما يدل عليه الكلام المسموع وهو المسمى بسمع القلب.

والمعنى: ومنهم الذين يستمعون إليك وهم صم لا سمع لقلوبهم، ولست أنت قادرا على إسماعهم ولا سمع لهم.

قوله تعالى: ﴿ومنهم من ينظر إليك﴾ إلى آخر الآية.

الكلام فيها نظير الكلام في سابقتها.

قوله تعالى: ﴿إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون﴾ مسوق للإشارة إلى أن ما ابتلي به هؤلاء المحرومون من السمع والبصر من جهة الصمم والعمى من آثار ظلمهم أنفسهم من غير أن يكون الله تعالى ظلمهم بسلب السمع والبصر عنهم فإنهم إنما أوتوا ما أوتوا من قبل أنفسهم.

قوله تعالى: ﴿ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم﴾ ﴿إلخ﴾ ظاهر الآية أن يكون ﴿يوم﴾ ظرفا متعلقا بقوله: ﴿قد خسر﴾ إلخ، وقوله: ﴿كأن لم يلبثوا إلا ساعة﴾ إلخ، حالا من ضمير الجمع في ﴿يحشرهم﴾ وقوله: ﴿يتعارفون بينهم﴾ حالا ثانيا مبينا للحال الأول.

والمعنى قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله في يوم يحشرهم إليه حال كونهم يستقلون هذه الحياة الدنيا فيعدونها كمكث ساعة من النهار وهم يتعارفون بينهم من غير أن ينكر بعضهم بعضا أو ينساه.

وقد ذكر بعضهم أن قوله: ﴿كأن لم يلبثوا﴾ صفة ليوم أو صفة للمصدر المحذوف المدلول عليه بقوله: ﴿يحشرهم﴿، وذكر بعض آخر أن قوله: ﴿يتعارفون بينهم﴾ صفة لساعة، وهما من الاحتمالات البعيدة التي لا يساعد عليها اللفظ.

وكيف كان ففي الآية رجوع إلى حديث اللقاء المذكور في أول السورة وانعطاف على ما ذكره آنفا أن من المتوقع أن يأتيهم تأويل الدين.

فكأنها تقول: إنهم وإن لم يأتهم تأويل القرآن بعد لا ينبغي لهم أن يغتروا بالجمود على مظاهر هذه الحياة الدنيا ويستكثروا الأمد ويستبطئوا الأجل فإنهم سوف يحشرون إلى الله فيشاهدون أن ليست الحياة الدنيا إلا متاعا قليلا، ولا اللبث فيها إلا لبثا يسيرا كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم.

فيومئذ يظهر لهم خسرانهم في تكذيبهم بلقاء الله ظهور عيان وذلك بإتيان تأويل الدين وانكشاف حقيقة الأمر وظهور نور التوحيد على ما كان، ووضوح أن الملك يومئذ لله الواحد القهار جل شأنه.