سُورَة الأحقاف

مكيّة وَعَدَدُ آياتها خمسٌ وثلاثونَ آية

سورة الأحقاف

محتوى السورة:

هذه السورة من السور المكية - وإن كان جمع من المفسّرين ذهبوا إلى أنّ بعض آياتها قد نزلت في المدينة، وسنبحث ذلك في شرح تلك الآيات إن شاء الله تعالى - ولما كان زمان نزولها وظروفه زمان مواجهة الشرك، والدعوة إلى التوحيد والمعاد ومسائل الإسلام الأساسية، فإنها تتحدث حول هذه الأُمور، وتدور حول هذه المحاور.

ويمكن القول باختصار، أنّ هذه السورة تتابع الأهداف التالية:

1 - بيان عظمة القرآن.

2 - محاربة كلّ أنواع الشرك والوثنية بشكل قاطع.

3 - توجيه الناس إلى مسألة المعاد ومحكمة العدل الإلهي.

4 - إنذار المشركين والمجرمين من خلال بيان جانب من قصة قوم عاد، الذين كانوا يسكنون أرض "الأحقاف"، ومنها أُخذ اسم هذه السورة.

5 - الإشارة إلى سعة دعوة نبيّ الإسلام (ص) وكونها عامّة تتخطى حتى حدود البشر، أي إنّها تشمل طائفة الجن أيضاً.

6 - ترغيب المؤمنين وترهيب الكافرين وإنذارهم، وإيجاد دوافع الخوف والرجاء.

7 - دعوة نبيّ الإسلام (ص) إلى التحلي بالصبر والإستقامة إلى أبعد الحدود، والإقتداء بسيرة الأنبياء الماضين.

فضل هذه السورة:

ورد في حديث عن النّبي الأكرم (ص) في فضل هذه السورة: "من قرأ سورة الأحقاف أُعطي من الأجر بعدد كلّ رمل في الدنيا عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات" (1).

ولما كانت "الأحقاف" جمع حِقْف، وهي الكثبان الرملية التي تتجمع على هيئات مختلفة، مستطيلة ومتعرجة نتيجة هبوب الرياح في الصحاري، وكان يقال لأرض قوم عاد "الأحقاف" لأنّها كانت حصباء على هذه الشاكلة، فإنّ تعبير الحديث أعلاه ناظر إلى هذا المعنى.

ومن البديهي أنّ كلّ هذه الحسنات والدرجات لا تمنح لمجرّد التلاوة اللفظية، بل التلاوة البناءة المؤدية إلى السير في طريق الإيمان والتقوى، ولمحتوى سورة الأحقاف هذا الأثر حقّاً إذا كان الإنسان طالب حقيقة ومستعداً للعمل والتطبيق.

وجاء في حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): "من قرأ كلّ ليلة أو كلّ جمعة سورة الأحقاف لم يصبه الله عزَّ وجلَّ بروعة في الحياة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة إن شاء" (2).


1- تفسير مجمع البيان، بداية سورة الأحقاف.

2- تفسير مجمع البيان، ونور الثقلين بداية سورة الأحقاف.