سُورَة الجَاثِية
مكيّة وَعَدَدُ آياتِها سبعٌ وثلاثونَ آية
"سورة الجاثية"
محتوى السورة:
هذه السورة - وهي سادس الحواميم - من السورة المكية، وقد نزلت في وقت كانت المواجهة بين المسلمين ومشركي مكّة قد اشتدت وسادت الأجواء الإجتماعية في مكّة، ولذلك فإنّها أكّدت على المسائل المتعلقة بالتوحيد، ومحاربة الشرك، وتهديد الظالمين بمحكمة القيامة، والتنبيه إلى كتابة الأعمال وتسجيلها، وكذلك التنبيه إلى عاقبة الأقوام المتمردين الماضين.
ويمكن تلخيص محتوى هذه السورة في سبعة فصول:
1 - عظمة القرآن المجيد وأهميته.
2 - بيان جانب من دلائل التوحيد أمام المشركين.
3 - ذكر بعض ادعاءات الدهريين، والردّ عليها بجواب قاطع.
4 - إشارة وجيزة إلى عاقبة بعض الأقوام الماضين - كبني إسرائيل - كشاهد على مباحث هذه السورة.
5 - تهديد الضالين المصرين على عقائدهم المنحرفة والمتعصبين لها تهديداً شديداً.
6 - الدعوة إلى العفو والصفح، لكن مع الحزم وعدم الإنحراف عن طريق الحق.
7 - الإشارات البليغة المعبرة إلى مشاهد القيامة المهولة، وخاصة صحيفة الأعمال التي تشتمل على كلّ أعمال الإنسان دون زيادة أو نقصان.
وتبدأ هذه السورة بصفات وأسماء الله عزّوجلّ العظيمة كالعزيز والحكيم، وتنتهي بها أيضاً.
واسمها مقتبس من الآية 28 منها، و"الجاثية" تعني الجثو على الركب، وهي إشارة إلى وضع كثير من الناس في ساحة القيامة، في محكمة العدل الإلهية تلك.
وقد ذكر المرحوم الطبرسي في مجمع البيان اسماً آخر لهذه السورة غير مشهور، وهو (الشريعة) مستلهم من الآية (18) من هذه السورة.
فضل تلاوة السورة:
نقرأ في حديث عن النّبي (ص): "من قرأ حاميم الجاثية ستر الله عورته، وسكن روعته عند الحساب" (1).
وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): "من قرأ سورة الجاثية كان ثوابها أنّ لا يرى النّار أبداً، ولا يسمع زفير جهنم ولا شهيقها، وهو مع محمّد" (2).
1- تفسير مجمع البيان، بداية سورة الجاثية.
2- تفسير البرهان، بداية سورة الجاثية، المجلد 4، ص167.