سُورَة الشّورى
مكيّة وَ عَدَدُ آياتِها ثلاث وخمسُون آية
"سورة الشورى"
نظرة عامة في محتوى السورة:
إنّ إطلاق اسم "الشورى" على هذه السورة المباركة يعود إلى محتوى الآية (38) منها والتي تدعو المسلمين إلى المشورة في أُمورهم.
ولكن بالإضافة إلى هذا الموضوع، وإلى ما تتضمنهُ السورة من بحوث ومضامين السور المّكية من بحث في المبدأ والمعاد، والقرآن والنبوّة، فإنّها تتناول قضايا اُخرى يمكن الإشارة إليها مختصراً بما يلي من نقاط:
القسم الأول: وهو أهم أقسام السورة، يشتمل البحث فيه على قضية الوحي الذي يمثل طريق ارتباط الأنبياء(عليهم السلام) بالله تبارك وتعالى.
والملاحظ أنّ هذا الموضوع يلقي بظلاله على جميع أجزاء السورة، فالسورة تبدأ بالإشارة إليه وتنتهي به أيضاً.
وكامتداد لهذا الموضوع تثير السورة بحوثاً حول القرآن ونبوة نبيّ الإسلام وبداية الرسالة منذ أيام نبيّ الله نوح(ع).
القسم الثّاني: إشارات عميقة المعنى إلى دلائل التوحيد، وآيات الله في الآفاق والأنفس التي تكمِّل البحث في موضوع الوحي. وفي هذا القسم ثمّة بحوث حول توحيد الربوبية.
القسم الثّالث: في السورة إشارات إلى قضية المعاد ومصير الكفار في القيامة. وهو محدود قياساً إلى الأقسام الأُخرى.
القسم الرابع: تشتمل السورة على مجموعة من البحوث الأخلاقية التي تعكسها السورة بشكل خاص ودقيق. فهي تدعو أحياناً إلى ملكات خاصة مثل الإستقامة والتوبة والعفو والصبر وإطفاء نار الغضب.
وتنهى في المقابل عن الرذيلة، والطغيان في مقابل النعم الإلهية، أو العناد وعبادة الدنيا، وكذلك تنهى عن الفزع والجزع عند ظهور المشاكل.
إنّ السورة تنطوي على مجموعة متكاملة من دروس الهدى هي في الواقع شفاء للصدور ومسالك نور في طريق الحق.
فضيلة تلاوة السورة:
جاء في حديث عن رسول الله(ص) قوله: "من قرأ سورة حم عسق كانَ ممن تصلّي عليه الملائكة، ويستغفرون لهُ ويترحمون عليه"(1).
وفي حديث آخر عن الصادق نقرأ قوله(ع) "من قرأ حم عسق بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، حتى يقف بين يدي الله عزّوجلّ فيقول: عبدي أدمنت قراءة حم عسق ولم تدر ما ثوابها، أمّا لو دريت ما هي وما ثوابها لما مللت من قراءتها، ولكن سأجزيك جزاءك، أدخلوه الجنّة".
وعندما يدخل الجنّة يرفل بأنواع النعم الإلهية التي ذكرها الإمام الصادق في الحديث الآنف بشكل مفصل(2).
1- الميزان، للعلاّمة محمد حسين الطباطبائي، المجد18، صفحة 8 ـ 9.
2- يستفاد هذا التّفسير عن حديث للإمام الصادق(عليه السلام) . يراجع تفسير القرطبي، المجلد 9، صفحة 5822.