الآيتان 31 - 32
﴿وَالَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَبِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)﴾
التّفسير
الورثة الحقيقيّون لميراث الأنبياء:
بعد أن كان الحديث في الآيات السابقة عن المؤمنين المخلصين الذين يتلون الكتاب الإلهي ويطبّقون وصاياه، تتحدّث هذه الآيات عن ذلك الكتاب السماوي وأدلّة حقّانيّته، وكذلك عن الحملة الحقيقيين لذلك الكتاب، وبذا يستكمل الحديث الذي إفتتحته الآيات السابقة حول التوحيد، بالبحث الذي تثيره هذه الآيات حول النبوّة.
تقول الآية الكريمة: (والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحقّ).
مع الأخذ بنظر الإعتبار أنّ (الحقّ) يعني كلّ ما ينطبق مع الواقع وينسجم معه، فإنّ هذا التعبير دليل على إثبات أنّ هذا الكتاب السماوي نازل من الله تعالى، لأنّنا كلّما دقّقنا النظر في هذا الكتاب السماوي وجدناه أكثر إنسجاماً مع الواقع.
فليس فيه تناقض، أو كذب أو خرافة، بل فمبادئه ومعارفه تنسجم مع منطق العقل. قصصه وتواريخه منزّهة عن الأساطير والخرافات، وقوانينه تتساوق مع إحتياجات البشر، فتلك الحقّانية دليل واضح على أنّه نازل من الله سبحانه وتعالى.
هنا ولأجل توضيح موقع القرآن الكريم، تمّت الإستفادة هنا من كلمة "الحقّ"، في حال أنّه في آيات اُخرى من القرآن الكريم ورد التعبير عنه بـ "النور" و "البرهان" و "الفرقان" و "الذكر" و "الموعظة" و "الهدى"، وكلّ واحدة منها تشير إلى واحدة من بركات القرآن وأبعاده، بينما كلمة (الحقّ) تشمل جميع تلك البركات.
يقول الراغب في (مفرداته): أصل الحقّ المطابقة والموافقة، والحقّ يقال على أوجه:
الأوّل: يقال لمن يوجد الشيء على أساس الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى هو الحقّ، لذا قال الله: (فذلكم الله ربّكم الحقّ).(1)
الثّاني: يقال للشيء الذي وُجد بحسب مقتضى الحكمة، ولهذا يقال فِعلُ الله تعالى كلّه حقّ، قال تعالى: (ما خلق الله ذلك إلاّ بالحقّ)،(2) أي الشمس والقمر وغير ذلك.
الثّالث: في العقائد المطابقة للواقع. قال تعالى: (فهدى الله الذين آمنوا لمّا اختلفوا فيه من الحقّ).(3)
والرّابع: يقال للأقوال والأفعال الصادر وفقاً لما يجب، وبقدر ما يجب، وفي الوقت المقرّر، كقولنا: فعلك حقّ، وقولك حقّ(4).
وبناءً عليه، فإنّ حقّانية القرآن المجيد هي من حيث كونه حديثاً مطابقاً للمصالح والواقعيات من جهة، كما أنّ العقائد والمعارف الموجودة فيه تنسجم مع الواقع من جهة اُخرى، ومن جهة ثالثة فإنّه من نسج الله وصنعه الذي صنعه على أساس الحكمة، والله ذاته تعالى الذي هو الحقّ يتجلّى في ذلك الكتاب العظيم، والعقل يصدق ويؤمن بما هو حقّ.
جملة (مصدّقاً لما بين يديه) دليل آخر على صدق هذا الكتاب السماوي، لأنّه ينسجم مع الدلائل المذكورة في الكتب السماوية السابقة في إشارتها إليه وإلى حامله (ص).
جملة (إنّ الله بعباده لخبير بصير) توضّح علّة حقّانية القرآن وإنسجامه مع الواقع والحاجات البشرية، لأنّه نازل من الله سبحانه وتعالى الذي يعرف عباده خير معرفة، وهو البصير الخبير فيما يتعلّق بحاجاتهم.
لكن ما هو الفرق بين "الخبير" و "البصير"؟
قال البعض: "الخبير" العالم بالبواطن والعقائد والنيّات والبُعد الروحي في الإنسان، و"البصير" العالم بالظواهر والبعد الجسماني للإنسان.
وقال آخرون: "الخبير" إشارة إلى أصل خلق الإنسان، و"البصير" إشارة إلى أعماله وأفعاله.
وطبيعي أنّ التّفسير الأوّل يبدو أنسب وإن كان شمول الآية لكلا المعنيين ليس مستبعداً.
الآية التّالية تتحدّث في موضوع مهم بالنسبة إلى حملة هذا الكتاب السماوي العظيم، اُولئك الذين رفعوا مشعل القرآن الكريم بعد نزوله على الرّسول الأكرم(ص)، في زمانه وبعده على مرّ القرون والعصور، وهم يحفظونه ويحرسونه، فتقول: (ثمّ أورثنا للكتاب الذين اصطفينا من عباده).
واضح أنّ المقصود من "الكتاب" هنا، هو نفس ما ذكر في الآية السابقة وهو "القرآن الكريم" والألف واللام فيه "للعهد". والقول بأنّ المراد هو الإشارة للكتب السماوية، وأنّ اللام هنا "للجنس" يبدو بعيد الإحتمال، وليس فيه تناسب مع ما ورد في الآيات السابقة.
التعبير بـ "الإرث" هنا وفي موارد اُخرى مشابهة في القرآن الكريم، لأجل أنّ "الإرث" يطلق على ما يستحصل بلا مشقّة أو جهد، والله سبحانه وتعالى أنزل هذا الكتاب السماوي العظيم للمسلمين هكذا بلا مشقّة أو جهد.
لقد وردت روايات كثيرة هنا من أهل البيت (ع) في تفسير عبارة (الذين اصطفينا) بالأئمّة المعصومين (ع)(5).
هذه الروايات- كما ذكرنا مراراً- ذكر لمصاديق واضحة وفي الدرجة الاُولى. ولكن لا مانع من إعتبار العلماء والمفكّرين في الاُمّة، والصلحاء والشهداء، الذين سعوا واجتهدوا في طريق حفظ هذا الكتاب السماوي، والمداومة على تطبيق أوامره ونواهيه، تحت عنوان (الذين اصطفينا من عبادنا).
ثمّ تنتقل الآية إلى تقسيم مهمّ بهذا الخصوص، فتقول: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير).
ظاهر الآية هو أنّ هذه المجاميع الثلاثة هي من بين (الذين اصطفينا) أي: ورثة وحملة الكتاب السماوي.
وبتعبير أوضح، إنّ الله سبحانه وتعالى قد أوكل مهمّة حفظ هذا الكتاب السماوي، بعد الرّسول الأكرم (ص) إلى هذه الاُمّة، الاُمّة التي إصطفاها الله سبحانه، غير أنّ في تلك الاُمّة مجاميع مختلفة: بعضهم قصّروا في وظيفتهم العظيمة في حفظ هذا الكتاب والعمل بأحكامه، وفي الحقيقة ظلموا أنفسهم، وهم مصداق (ظالم لنفسه).
ومجموعة اُخرى، أدّت وظيفتها في الحفظ والعمل بالأحكام إلى حدّ كبير، وإن كان عملها لا يخلو من بعض الزلاّت والتقصيرات أيضاً، وهؤلاء مصداق "مقتصد".
وأخيراً مجموعة ممتازة، أنجزت وظائفها العظيمة بأحسن وجه، وسبقوا الجميع في ميدان الإستباق، والذين أشارت إليهم الآية بقولها: (سابق بالخيرات بإذن الله).
وهنا يمكن أن يقال بأنّ وجود المجموعة "الظالمة" ينافي أنّ هؤلاء جميعاً مشمولون بقوله "اصطفينا"؟
وفي الجواب نقول: إنّ هذا شبيه بما ورد بالنسبة إلى بني إسرائيل في الآية (53) من سورة المؤمن: (ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب)، في حال أنّنا نعلم أنّ بني إسرائيل جميعهم لم يؤدّوا وظيفتهم إزاء هذا الميراث العظيم.
أو نظير ما ورد في الآية (110) من سورة آل عمران: (كنتم خير اُمّة اُخرجت للناس).
أو ما ورد في الآية (16) من سورة الجاثية بخصوص بني إسرائيل أيضاً (وفضّلناهم على العالمين).
وكذلك في الآية (26) من سورة الحديد نقرأ: (ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذرّيتهما النبوّة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون).
وخلاصة القول: إنّ الإشارة في أمثال هذه التعبيرات ليست للاُمّة بأجمعها فرداً فرداً، بل إلى مجموع الاُمّة، وإن احتوت على طبقات، ومجموعات مختلفة(6).
وقد ورد في روايات كثيرة عن أهل بيت العصمة (ع) في تفسير "سابق بالخيرات" بالمعصوم (ع)، و "ظالم لنفسه" بمن لا يعرف الإمام، و "المقتصد" العارف بالإمام(7).
هذه التّفسيرات شاهد واضح على ما إخترناه لتفسير الآية، وهو أنّه لا مانع من كون هذه المجاميع الثلاثة ضمن ورثة الكتاب الإلهي.
ولا نحتاج إلى التذكير بأنّ تفسير الروايات أعلاه هو من قبيل بيان المصاديق الأوضح للآية، وهم الأئمّة المعصومون، إذ هم الصفّ الأوّل، بينما العلماء والمفكّرون وحماة الدين الآخرون في صفوف اُخرى.
كذلك فإنّ التّفسير الوارد في تلك الروايات للظالم والمقتصد، هو أيضاً من قبيل بيان المصاديق، وإذا لاحظنا أنّ بعض الرّوايات تنفي شمول الآية للعلماء في مقصودها فإنّ ذلك في الحقيقة لإلفات النظر إلى وجود الإمام في مقدّمة تلك الصفوف.
ومن الجدير بالذكر أنّ جمعاً من المفسّرين القدماء والمعاصرين احتملوا الكثير من الإحتمالات في تفسير هذه المجاميع، والتي هي في الحقيقة جميعاً من قبيل بيان المصاديق(8).
وهنا يطرح السؤال التالي: لماذا ابتدأ الحديث بذكر الظالمين كمجموعة اُولى، ثمّ المقتصد، ثمّ السابقين بالخيرات، في حين أنّ العكس يبدو أولى من عدّة جهات؟
بعض كبار المفسّرين قالوا للإجابة على هذا السؤال: إنّ الهدف هو بيان ترتيب مقامات البشر في سلسلة التكامل، لأنّ أوّل المراحل هي مرحلة العصيان والغفلة، وبعدها مقام التوبة والإنابة، وأخيراً التوجّه والإقتراب من الله سبحانه وتعالى، فحين تصدر المعصية من الإنسان فهو "ظالم لنفسه"، وحين يلج مقام التوبة فهو "مقتصد"، وحين تقبل توبته ويزداد جهاده في طريق الحقّ، ينتقل إلى مقام القرب ليرقى إلى مقام "السابقين بالخيرات"(9).
وقال آخر: بأنّ هذا الترتيب لأجل الكثرة والقلّة في العدد والمقدار، فالظالمون يشكّلون الأكثرية، والمقتصدون في المرتبة التالية، والسابقون للخيرات وهم الخاصّة والأولياء من الناس هم الأقلّية وان كانوا أفضل من الناحية الكيفيّة.
الملفت للتأمّل ما نقل في حديث عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: (ما مؤدّاه): "قُدّم الظالم لكي لا ييأس من رحمة الله، وأخّر السابقون بالخيرات لكي لا يأخذهم الغرور بعملهم"(10).
ويمكن أن يكون كلّ من هذه المعاني الثلاثة مقصوداً.
وآخر كلام في تفسير هذه الآية حول المشار إليه في جملة (ذلك هو الفضل الكبير)؟
قال البعض، بأنّه ميراث الكتاب الإلهي، وقال آخرون بأنّه إشارة إلى التوفيق التي شمل حال السابقين بالخيرات، وطيّهم لهذا الطريق بإذن الله، لكن يبدو أنّ المعنى الأوّل أنسب وأكثر إنسجاماً مع ظاهر الآية.
ملاحظة
من هم حرّاس الكتاب الإلهي؟
على ما ذكر القرآن الكريم فإنّ الله سبحانه وتعالى يشمل الاُمّة الإسلامية بمواهب عظيمة، من أهمّها ذلك الميراث الإلهي العظيم وهو "القرآن".
وقد اُصطفيت الاُمّة الإسلامية من باقي الاُمم، وتلك نعمة اُعطيت لها، ومسؤولية ثقيلة اُسندت إليها بنفس النسبة التي فضّلت بها وأصبحت بسببها مشمولة باللطف الإلهي، وستكون هذه الاُمّة في صف "السابقين بالخيرات" ما أدّت حقّ حفظ وحراسة هذا الميراث العظيم. أي أن تسبق جميع الاُمم في الخيرات، في تطوير العلوم، في التقوى والزهد، في العبادة وخدمة البشرية، في الجهاد والإجتهاد، في التنظيم والإدارة، في الفداء والإيثار والتضحية، فتتقدّم وتسبق في كلّ هذه الاُمور، وإلاّ فإنّها لا تكون قد أدّت حقّ حفظ ذلك الميراث العظيم. خاصّة إذا علمنا أنّ تعبير "السابقين بالخيرات" مفهوم واسع إلى درجة أنّه يشمل التقدّم في جميع الاُمور ذات المنحى الإيجابي من اُمور الحياة.
نعم، فحملة مثل هذا الميراث هم- فقط- اُولئك الذين يتّصفون بتلك الصفات، بحيث أنّهم لو أعرضوا عن تلك الهدية السماوية العظيمة ولم يراعوا حرمتها، فسيكونون مصداقاً لـ "ظالم لنفسه"، إذ أنّ محتوى تلك الهدية الإلهية ليس سوى نجاتهم وتوفيقهم وإنتصارهم، فإنّ من يضرب عرض الحائط بنسخة الدواء التي كتبها له الطبيب، فإنّه يساعد على إستمرار الألم والعذاب لنفسه. وإنّ من يحطّم مصباحه الوحيد وهو يسير في طريق مظلم، إنّما يسوق نفسه إلى التيه والضياع، لأنّ الله سبحانه وتعالى غني عن الجميع.
وعلى المذنبين أيضاً أن لا ينسوا حقيقة أنّهم كانوا مشمولين بمضمون الآية الكريمة في زمرة (الذين إصطفينا) وإنّ لهم ذلك الإستعداد بالقوّة، فعليهم أن يتجاوزوا مرحلة "الظالم لنفسه" وينتقلوا إلى مرحلة "المقتصد" وليرتقوا من هناك حتّى ينالوا فخر "السابقين بالخيرات"، حيث أنّهم من جهة الفطرة والبناء الروحي من الذين إصطفاهم الحقّ.
1- يونس، 32.
2- يونس ـ 5.
3- البقرة ـ 213.
4- مفردات الراغب ـ مادّة حقّ. "مع تلخيص وإختصار".
5- راجع تفسير نور الثقلين، المجلّد 4، صفحة 361.
6- أمّا ما احتمله البعض من أنّ التقسيم الوارد في الآية يعود على "عبادنا" وليس على "الذين اصطفينا"، بحيث أنّ هذه المجموعات الثلاثة لا تدخل ضمن مفهوم ورثة الكتاب، بل ضمن مفهوم "عبادنا" و "الذين اصطفينا" فقط المجموعة الثالثة أي "السابقين بالخيرات"، فيبدو بعيداً، لأنّ الظاهر هو أنّ هذه المجموعات ممّن ذكرتهم الآية، ونعلم أنّ الحديث في الآية لم يكن عن كلّ العباد، بل عن (الذين اصطفينا)، ناهيك عن إضافة "نا" إلى "عباد" وهو نوع من التمجيد والمدح، ممّا يجعل ذلك غير منسجم مع التّفسير المذكور.
7- راجع تفسير نور الثقلين، المجلّد 4، صفحة 361، كذلك الكافي، المجلّد 1، باب من إصطفاه الله من عباده.
8- ذهب بعض بأنّ السابق بالخيرات هم أعوان الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمقتصد طبقة التابعين، والظالم لنفسه أفراداً آخرون.
والبعض الآخر فسّروا "سابق بالخيرات" بالذين يفضّل باطنهم على ظاهرهم و "المقتصد" بالذين يتساوى ظاهرهم وباطنهم، و "الظالم لنفسه" بالذين يفضّل ظاهرهم على باطنهم.
والبعض الآخر قالوا إنّ "السابقين" هم الصحابة، و "المقتصدين" هم تابعيهم، و "الظالمين" هم المنافقون.
وقال آخرون بأنّ الآية تشير إلى المجموعات الثلاثة الواردة في سورة الواقعة ـ الآيات 7 إلى 11. (وكنتم أزواجاً ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون اُولئك المقرّبون).
وفي حديث أنّ "السابق بالخيرات" هم الأئمّة علي والحسن والحسين وشهداء آل محمّد عليهم الصلاة والسلام، والمقتصد المتديّنون المجاهدون، والظالم لنفسه الذي خلط عملا صالحاً وآخر غير صالح.
وكلّ هذه التّفسيرات كما قلنا من قبيل بيان المصاديق، وكلّها قابلة للتعقّل، عدا التّفسير الأوّل الذي لا يحتوي على مفهوم صحيح.
9- مجمع البيان، تفسير الآية مورد البحث.
10- تفسير أبو الفتوح الرازي، المجلّد 9 تفسير الآيات مورد البحث.