الآيتان 33 - 34
﴿يَـأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَاز عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْض تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)﴾
التّفسير
سعة علم الله:
في هاتين الآيتين اللتين هما آخر آيات سورة لقمان، تلخيص للمواعظ والنصائح السابقة ولأدلّة التوحيد والمعاد، وتوجيه الناس إلى الله واليوم الآخر وتحذير من الغرور الناشيء من الدنيا والشيطان، ثمّ الحديث عن سعة علم الله سبحانه وشموله لكلّ شيء، فتقول: (ياأيّها الناس اتّقوا ربّكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً).
إنّ الدستور الأوّل هو التوجّه إلى المعاد، فالدستور الأوّل يحيي في الإنسان قوّة المراقبة، والثّاني ينمّي روح الثواب والعقاب، ولا شكّ أنّ الإنسان الذي يعلم أنّ شخصاً خبيراً ومطّلعاً على كلّ أعماله يراه ويعلم به ويسجّل كلّ أعماله، ومن ناحية اُخرى يعلم أنّ محكمة عادلة ستتشكّل للتحقيق في كلّ جزئيات أعماله، لا يمكن أن يتلوّث بأدنى فساد ومعصية.
جملة (لا يجزي) من مادّة الجزاء، و "الجزاء" ورد بمعنيين من الناحية اللغوية:
أحدهما: المكافأة والمعاقبة مقابل شيء، كما يقال: جزّاه الله خيراً.
والآخر: الكفاية والنيابة والتحمّل للشيء عن الآخرين، كما جاء في الآية مورد البحث: (لا يجزي والد عن ولده).
ومن الممكن أن يعود كلا المعنيين إلى أصل واحد، لأنّ الثواب والعقاب يحلاّن محلّ العمل وينوبان عنه، وهما بمقداره أيضاً - تأمّلوا ذلك -.
على كلّ حال، فإنّ كلّ إنسان في ذلك اليوم مشغول بنفسه، ومبتلى بمعطيات أعماله وآثارها إلى درجة أنّه لا ينظر إلى أحد ولا يهتمّ به، حتّى وإن كان أبوه، أو إبنه الذي كانت تربطه به أقرب الروابط، فلا يفكّر أحد بآخر مطلقاً.
وهذه الآية نظير ما ورد في بداية سورة الحجّ في الحديث حول القيامة والزلزلة: (يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت).
وممّا يستحقّ الإنتباه أنّه يعبّر بـ (لا يجزي) في مورد الأب، وهي صيغة المضارع، أمّا في شأن الإبن فإنّه يعبّر باسم الفاعل (جاز) وهذا التفاوت في التعبير لعلّه من باب التنوّع في الكلام، أو إشارة إلى واجب ومسؤولية الإبن تجاه الأب، لأنّ اسم الفاعل يؤدّي معنى الدوام والتكرار أكثر.
وبتعبير آخر، فإنّ المتوقّع من العواطف الأبوية أن يتحمّل الأب مقداراً من العذاب عن إبنه، كما كان في الدنيا يتحمّل المصاعب والمشاكل في سبيله، لكن من الإبن أن يتحمّل مصائب الأب أكثر وفاءً لحقوق الاُبوّة المترتّبة عليه، في حين أن أيّاً منهما لا يتحمّل أدنى مشكلة عن الآخر، وكلّ منهما مشغول بأعماله، وحائر في أمره ونفسه.
وتحذّر الآية في النهاية البشر من شيئين، فتقول: (إنّ وعد الله حقّ فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور) أي الشيطان.
في الواقع، يلاحظ هنا نهيان في مقابل الأمرين اللذين كانا في بداية الآية، فإنّ الإنسان إذا نمت فيه مسألة التوجّه إلى الله، والخوف من الحساب والجزاء، فلا يخاف عليه من الإنحراف والفساد، إلاّ من طريقين:
أحدهما: أن تغلب زخارف الدنيا وزبرجها الحقائق في عينيه بصور اُخرى، وتسلب منه القدرة على التشخيص، لأنّ حبّ الدنيا رأس كلّ الخطايا وأساسها.
والآخر: أن تخدعه وساوس الشيطان وتغرّه، وتبعده عن المبدأ والمعاد.
فإذا أغلق طريقي نفوذ المعصية والذنب هذين، فسوف لا يهدّده أيّ خطر، وعلى هذا فإنّ الدساتير والبنود الأربعة أعلاه تمثّل مجموعة كاملة من برنامج نجاة وخلاص الإنسان.
وفي آخر آية من هذه السورة، وبمناسبة البحث الذي جاء في الآية السابقة حول يوم القيامة، يدور الكلام عن العلوم المختّصة بالله سبحانه، فتقول: (إنّ الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث) ومطّلع على جميع جزئياته وتفاصيله... (ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت إنّ الله عليم خبير).
فكأنّ مجموع هذه الآية جواب عن سؤال يطرح في باب القيامة، وهو نفس السؤال الذي سأل المشركون به النّبي (ص) مراراً وتكراراً، وقالوا: (متى هو)؟(1)، فيجيبهم القرآن عن سؤالهم، ويقول: لا يعلم أحد بموعد قيام القيامة إلاّ الله سبحانه، وطبقاً لصريح آيات اُخرى، فإنّ الله أخفى هذا العلم عن الجميع: (إنّ الساعة آتية أكاد اُخفيها)(2)، وذلك كي لا يحيط الغرور والغفلة بأطراف البشر.
ثمّ تقول الآية: إنّ مسألة القيامة ليست هي المسألة الوحيدة الخافية عليكم، ففي حياتكم اليومية، ومن بين أقرب المسائل المرتبطة بحياتكم ومماتكم، مسائل كثيرة تجهلونها... أنتم لا تعلمون زمان نزول قطرات المطر، والتي ترتبط بها حياة كلّ الكائنات الحيّة، وإنّما تتوقّعونها على أساس الحدس والظنّ والتخمين.
وكذلك زمان تكوّنكم في بطون الاُمّهات وخصائص الجنين فلا علم لأحد منكم بذلك.
ومستقبلكم القريب، أي حوادث الغد، وكذلك مكان موتكم وتوديعكم للحياة، خاف على الجميع.
فإذا كنتم جاهلين بهذه المسائل القريبة من حياتكم والمتّصلة بها، فلا مجال للعجب من عدم علمكم بلحظة قيام القيامة(3).
ونقل في الدرّ المنثور: أنّ رجلا يقال له "الوراث"، من بني "مازن بن حفصة"، جاء إلى النّبي (ص)، فقال: يامحمّد، متى تقوم الساعة؟ وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب؟ وقد تركت امرأتي حبلى فمتى تلد؟ وقد علمت ما كسبت اليوم فماذا أكسب غداً؟ وقد علمت بأي أرض ولدت فبأي أرض أموت؟ فنزلت هذه الآية(4).
بحوث
1- أنواع الغرور والخدع!
إنّ الآيات أعلاه تحذّر من الإنخداع والإغترار بزخارف الحياة الدنيا وبهارجها، ثمّ تتحدّث عن خدع الشيطان ومكائده، وتعلن عن خطورته، لأنّ الناس عدّة أقسام:
فبعضهم ضعيف وعاجز إلى الحدّ الذي يكفي لخداعه والتغرير به مجرّد رؤية زخارف الدنيا.
أمّا القسم الذي يمتلك مقاومة أكثر، فلابدّ أن تزداد الوساوس الشيطانية لإزدياد مقاومتهم، ويتّحد لإضلالهم وخداعهم الشيطان الداخلي والخارجي.
وتعبيرات الآية أعلاه تحذير لأفراد كلا الفئتين.
وممّا يجدر ذكره أنّ (الغرور) على وزن "جسور" يعني كلّ موجود خدّاع، وإنّما فسّروها بالشيطان لأنّه مصداقها الواضح في الحقيقة، وإلاّ فإنّ كلّ إنسان خدّاع، وكلّ كتاب مضلّ، وأيّ مقام ومنصب يوسوس، وكلّ موجود يخدع الإنسان ويضلّه فإنّه يدخل في المفهوم الواسع لهذه الكلمة، اللهمّ إلاّ أن نعطي للشيطان من سعة المعنى بحيث يشمل كلّ المعاني المتقدّمة، ولهذا فإنّ الراغب في مفرداته يقول: فالغرور كلّ ما يغرّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسّر بالشيطان إذ هو أخبث الغارين.
وقد فسّرها البعض بالدنيا لخداعها وغرورها، كما نقرأ في نهج البلاغة: "تغرّ وتضرّ وتمرّ"(5).
2- خداع الدنيا
لا شكّ أنّ كثيراً من مظاهر الحياة الدنيا غارّة ومضلّة، وقد تشغل الإنسان بها أحياناً حتّى يغفل عن كلّ شيء، ولا يشتغل إلاّ بها، ولذلك نقرأ في بعض الروايات عن أمير المؤمنين (ع) حينما سأله بعضهم: أيّ الناس أثبت رأياً؟ قال: "من لم يغرّه الناس من نفسه، ولم تغرّه الدنيا بتشويقها"(6).
ولكن، ومع هذه الحال، فإنّ في طيّات مشاهد هذه الدنيا الخدّاعة المختلفة، مشاهد وحوادث ناطقة معبّرة عن زوال هذا العالم، وكون زخارفه وزبارجه جوفاء خالية بأبلغ تعبير وأوضحه، تلك الحوادث تستطيع أن توقظ كلّ إنسان عاقل، بل وتجعل الأغبياء عاقلين حكماء.
ففي حديث: أنّ أمير المؤمنين علياً (ع) سمع رجلا يذمّ الدنيا وكان يعدّها خدّاعة، فقال (ع): "أيّها الذامّ للدنيا المغترّ بغرورها، المخدوع بأباطيلها، أتغترّ بالدنيا ثمّ تذمّها؟
أنت المتجرّم عليها، أم هي المتجرّمة عليك؟
متى إستهوتك؟ أم متى غرّتك؟ أبمصارع آبائك من البلى أم بمضاجع اُمّهاتك تحت الثرى...؟!
إنّ الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوّد منها، ودار موعظة لمن اتّعظ بها، مسجد أحبّاء الله، ومصلّى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله..."(7).
3- هذه العلوم الخمسة مختّصة بالله
إنّ اُسلوب الآية أعلاه يحكي أنّ العلم بالقيامة، ونزول المطر، ووضعيّة الجنين في رحم الاُمّ، والاُمور التي سيقوم بها الإنسان في المستقبل، ومحلّ موته منحصر بالله، ولا سبيل للآخرين إلى العلم بذلك، إضافةً إلى هذا فإنّ الرّوايات الواردة في
تفسير هذه الآية تؤكّد هذه الحقيقة، ومن جملتها ما ورد في حديث: "إنّ مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهنّ إلاّ الله، وقرأ هذه الآية"(8).
وجاء في رواية اُخرى وردت في نهج البلاغة: أنّ عليّاً (ع) كان يوماً يخبر بحوادث المستقبل، فقال له أحد أصحابه: ياأمير المؤمنين، أتتحدّث عن الغيب وتعلم به؟
فتبسّم الإمام، وقال له: "ياأخا كلب (لأنّ الرجل كان من بني كلب)، ليس هو بعلم غيب، وإنّما هو تعلّم من ذي علم، وإنّما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: (إنّ الله عنده علم الساعة...) فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام، من ذكر أو اُنثى، وقبيح أو جميل، وسخيّ أو بخيل، وشقيّ أو سعيد، ومن يكون في النار حطباً، وفي الجنان للنبيين مرافقاً، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلاّ الله، وما سوى ذلك فعلم علّمه الله نبيّه فعلّمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطمّ عليه جوانحي"(9).
ويظهر من هذه الروايات جليّاً أنّ المراد من عدم علم الناس بهذه الاُمور، جهلهم بكلّ خصوصياتها وجزئياتها، فمثلا: إذا وضعت تحت تصرّف الإنسان يوماً ما وسائل معيّنة - ولم يحلّ ذلك اليوم إلى الآن - بحيث يطّلع تماماً على كون الجنين ذكراً أو اُنثى، فإنّ هذا الأمر برغم كونه تطوّراً علميّاً هامّاً لا يُعدّ شيئاً، لأنّ الإطّلاع على الجنين والعلم به يعني أن نعلم كلّ خصائصه الجسمية، القبح والجمال، الصحّة والمرض، الإستعدادات الداخلية، الذوق العلمي والفلسفي والأدبي، وسائر الصفات والكيفيات الروحية، وهذا الأمر لا يتمّ لغير الله سبحانه.
وكذلك ما يتعلّق بالمطر، فمتى ينزل؟ وأيّة منطقة يصيب ويهطل عليها؟ وأيّ مقدار - على وجه الدقّة - سينزل في البحر؟ وما مقدار ما ينزل في الصحراء
والمنحدرات والجبال؟ لا يعلم بذلك إلاّ الله تعالى.
وكذلك شأن حوادث الغد، والأيّام التالية، وخصوصياتها وجزئيّاتها.
ومن هنا يتّضح جيّداً جواب السؤال الذي يطرح هنا غالباً، حيث يقولون: إنّنا نقرأ في التواريخ والروايات المتعدّدة أنّ أئمّة أهل البيت (ع)، بل وحتّى بعض أولياء الله من غير الأئمّة، قد أخبروا بموتهم، أو بيّنوا وحدّدوا مكان دفنهم، ومن جملتها الحوادث المتعلّقة بكربلاء، فقد قرأنا مراراً في الروايات أنّ النّبي (ص)، أو أمير المؤمنين (ع) والأنبياء السابقين قد أخبروا بشهادة الإمام الحسين (ع)وأصحابه بأرض كربلاء.
وفي كتاب اُصول الكافي يلاحظ باب في علم الأئمّة بزمان وفاتهم(10).
والجواب هو: إنّ العلم بجزء من هذه الاُمور، علماً إجمالياً - وهذا العلم أيضاً عن طريق التعليم الإلهي - لا ينافي مطلقاً إختصاص العلم التفصيلي بها بذات الله المقدّسة.
ثمّ إنّ هذا الإجمال أيضاً - وكما قلنا - ليس ذاتياً ومستقلا، بل هو عرضي وحصل بالتعليم الإلهي، بالمقدار الذي يريده الله ويرى فيه الصلاح، ولذلك نرى في حديث عن الإمام الصادق (ع) أنّ أحد أصحابه سأله: هل يعلم الإمام الغيب؟ قال: "لا، ولكن إذا أراد الله أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك"(11).
وقد وردت في باب علم الغيب، وكيفيّة علم الأنبياء والأئمّة به روايات كثيرة سنبحثها في نهاية الآيات المناسبة، إلاّ أنّ من المسلّم أنّ هناك علوماً لم يطّلع عليها ولا يعلم بها أحد إلاّ الله عزّوجلّ(12).
اللهمّ نوّر قلوبنا بنور العلم، وهب لنا من علمك اللامتناهي.
اللهمّ إعصمنا زخارف هذه الدنيا، ولا يغرّنا الشيطان وهوى أنفسنا.
إلهنا إجعلنا منتبهين دائماً إلى إحاطة علمك، وجنّبنا أن نعمل بين يديك ما يخالف رضاك ويجلب سخطك.
آمين ربّ العالمين
نهاية سورة لقمان
1- الإسراء، 51.
2- سورة طه، 15.
3- صحيح أنّ جملة (ينزل الغيث) في الآيات أعلاه لا تتحدّث عن مسألة علم الله - ولهذا السبب فإنّ البعض اعتبر هذه الجملة إستثناء من بين هذه الجمل، وجعلها مبيّنة لقدرة الله لا علمه، إلاّ أنّ إنسجام الجمل الخمس مع بعضها من جهة، والروايات المتعدّدة التي وردت في نهج البلاغة وكتب اُخرى - وسنشير إليها قريباً - من جهة اُخرى، قرينة على أنّها ترتبط بعلم الله أيضاً.
4- تفسير الدرّ المنثور، طبقاً لنقل تفسير الميزان، الجزء، 16 صفحة 241.
5- وردت جملة (تغرّ وتضرّ وتمرّ) في شأن الدنيا في نهج البلاغة في باب الحكم القصار لأمير المؤمنين علي(عليه السلام): 415.
6- من لا يحضره الفقيه، وفقاً لنقل نور الثقلين، المجلّد 4، صفحة 217.
7- نهج البلاغة، الحكم القصار، جملة 131.
8- مجمع البيان، ذيل الآية مورد البحث.
9- نهج البلاغة. الخطبة 128.
10- اُصول الكافي، المجلّد الأوّل، ص 202 باب أنّ الأئمّة يعلمون متى يموتون.
11- اُصول الكافي، المجلّد الثّاني، ص 201 باب نادر فيه ذكر الغيب.
12- لدينا في كتاب الكافي روايات عديدة في أنّ لله علماً لا يعلمه إلاّ هو، وعلماً علّمه الملائكة والأنبياء والأئمّة. المجلّد الأوّل، صفحة 199 باب أنّ الأئمّة (عليهم السلام) يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة.