الآيات 60 - 64
﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَـوَتِ وَالاْرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَة مَّا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَآ أَءِلَـهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أمَّن جَعَلَ الاْرْضَ قَرَارَاً وَجَعَلَ خِلَـلَهآ أَنْهَـراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَينِ حَاجِزاً أَءِلَـهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ الاَْرْضِ أَءِلَـهٌ مَّعَ الله قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِى ظُلُمَـتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيـحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ أَءِلَـهٌ مَّعَ اللهِ تَعَـلَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمآءِ وَالاْرْضِ أَءلَـهٌ مَّعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَـنَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَـدِقِينَ (64)﴾
التّفسير
أمع كلّ هذه الأدلة ما تزالون مشركين؟!
في آخر آية من آيات البحث السابق، وبعد ذكر جوانب مثيرة من حياةخمسة أنبياء عظام، أُلقي هذا السؤال الوجيز المتين (آللهِ خير أمّا يشركون)؟!
أمّا في الآيات محل البحث فتفصّل السؤال.. وتوجه للمشركين خمس آيات تبدأ بخمسة أسئلة، لتناقش المشركين وتحاكمهم، وتكشف دلائل التوحيد في الآيات الخمس في اثني عشر مثلا!
فالآية الأُولى من هذه الآيات تتحدث عن خلق السماوات والأرض، ونزول الماء من السماء والبركات الناشئة عنه، فتقول: هل أن معبوداتكم أفضل (أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة).(1) (2)
"الحدائق" جمع "الحديقة"، وهي كما يقول كثير من المفسرين: البستان الذي يحيطه الجدار أو الحائط، ومحفوظ من جميع الجهات، ومنها سمّيت حدقة العين حدقة لأنّها محفوظة بين الجفنين والهدب، أمّا الراغب فيقول في المفردات: إنّ الحديقة تطلق في الأصل على الأرض المجتمع فيها الماء، كما أنّ حدقة العين فيها الماء دائماً.
ويستفاد من مجموع هذين الرأيين أن الحديقة بستان له جدار وماء كاف.
و "البهجة" على وزن (لهجة) معناها الجمال وحسن الظاهر الذي يسر الناظرين.
ويتوجه الخطاب نحو العباد في ختام الآية فيقول: (ما كان لكم أن تنبتوا شجرها).
فأنتم تستطيعون أن تنثروا البذور وتسقوا الأرض، لكن الذي جعل الحياة في قلب البذرة، وأمر الشمس أن تشرق على الأرض، والماء ينزل من السماء حتى تنبت البذرة فتكون شجراً، هو الله فحسب.
فهذه حقائق لا يمكن إنكارها، ولا أن تنسب لغير الله... فهو الذي خلق السماوات والأرض، وهو الذي أنزل الغيث من السماء، وهو مبدأ هذه البهجة والحسن والجمال في عالم الحياة!.
إن مجرّد التأمل في لون الزهرة الجميلة، وأوراقها اللطيفة المنظمة التي تشكل حلقةً رائعة.. كاف أن يجعل الإنسان عارفاً بعظمة الخالق وقدرته وحكمته.. فهذه الأُمور تهز قلب الإنسان وتدعوه إلى الله.
وبتعبير آخر فإن التوحيد في الخلق يؤدي إلى "توحيد الخالق"، والتوحيد في الربوبيّة "توحيد مدبّر هذا العالم" باعث على "توحيد العبادة"!.
ولذلك فالقرآن يقول في نهاية الآية: (أإله مع الله) ولكن هؤلاء جهلة عدلوا عن الله وعبدوا ما لا ينفعهم ولا يضرهم (بل هم قوم يعدلون)(3).
والسؤال الثّاني بحث عن موهبة استقرار الأرض وثباتها، وأنّها مقر الإنسان في هذا العالم، فيقول: هل أنّ اصنامكم أفضل، (أمّن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي) (4)كما تحافظ على القشرة الارضية من الزلازل، كما (وجعل بين البحرين حاجزاً) ومانعاً من اختلاط البحر المالح بالبحر العذب.
وهكذا فقد ورد في هذه الآية ذكر أربع نعم عظيمة، ثلاث منها تتحدث عن استقرار الأرض! فتقول:
إن استقرار الأرض في الوقت الذي تتحرك بسرعة وتدور حول نفسها وحول الشمس، وتتحرك في المنظومة الشمسية وحركة هادئة وفي وتيرة واحدة، إلى درجة أن سكّانها لا يحسّون بحركتها أبداً... فكأنّها أوتدت في مكان واحد! وبقيت ثابتة فلا يُرى فيها أقلّ حركة.
والنعمة الأُخرى وجود الجبال، التي قلنا عنها سابقاً أنّها تُحيط بالأرض، وجذورها متصلة بعضها ببعض كالحاجر القوي الذي يقاوم الضغوط الداخلية للأرض، وحركات الجزر والمدّ الذين يحصلان بسبب جاذبية القمر، كما أنّها تعبر مانعاً امام الاعاصير والسيول من أن تدمّر الأرض بطغيانها!
والنعمة الأُخرى الحجاب الحاجز بين البحرين، و الحائل الطبيعي الذي يحول بين الماء المالح والماء العذب، وهذا الحجاب - غير المرئي - هو الإختلاف في درجة الغلظة بين الماء العذب والماء المالح، أو كما يصطلح عليه اختلاف "الوزن النوعي" الخاص الذي يسبب عدم انحلال مياه الأنهار العظيمة العذبة التي تنصب في البحار المالحة لمدّة طويلة، وعند حالة "المدّ" تتمدد هذه المياه العذبة على السواحل الصالحة للزراعة فتسقيها (وقد بيّنا تفصيل هذا الموضوع ذيل الآية 53 من سورة الفرقان).
وفي الوقت ذاته جعل الله خلال أجزاء الأرض المختلفة أنهاراً تسقي المزارع والأحياء... فتخضرّ البساتين وتثمّر الاشجار وبعض مصادر هذه المياه تكمن في قمم الجبال... وبعضها بين الطبقات الأرضيّة!.
ترى هل يمكن أن يكون هذا النظام قد وُلد عن طريق الصدفة العمياء الصمّاء، والمبدأ الفاقد للعقل والحكمة؟! وهل للأصنام تأثير في هذا النظام البديع المثير للدهشة؟!
حتى عبدة الأصنام لا يدعون مثل هذا الإدعاء! لذلك يكرر القرآن في ختام الآية هذا السؤال: (أإله مع الله)؟! حاش للَّهِ (بل أكثر هم لا يعلمون).
السؤال الثّالث من هذه الأسئلة الخمسة التي تحكي عن محاورة ومحاكمةالمعنوية يتحدث عن حلّ المشكلات، وفتح الطرق الموصدة، وإجابة الدعاء، إذ تقول الآية التالية: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
أَجَلْ... عندما تُغلق جميع أبواب عالَم الأسباب بوجه الإنسان، ويبلغ النصل إلى العظم، ويغدو مضطراً حيراناً لا حيلة له، فإنّ الذي يحلّ المعضلة، ويفتح الأقفال، ويزيل السدود عن الطرق، وينثر في القلوب نور الأمل، ويفتح أبواب الرحمة بوجه الناس المتحيرين، هو الله لا غير!.
وحيث أنّ الناس يدركون هذه الحقيقة بالفطرة في اعماق نفوسهم جميعاً، فإنَّ المشركين حين يقعون بين امواج البحر المتلاطمة ينسون جميع معبوديهم ويتوجهون نحو لطف الله، كما يقول القرآن: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين)(5)
لذلك تضيف الآية قائلة: إنّه لا ينقذكم من هذه المآزق والشدائد فحسب، بل: (ويجعلكم خلفاء الأرض أاله مع اللّه) ولكنكم لا تتعضون بهذه الدلائل.. (قليلا ما تذكرون)(6).
وحول مفهوم المضطر، ومسألة استجابه الدعاء وشروطها، بحوث ستأتي في نهاية هذه الآيات!
والمراد من (خلفاء الأرض) لعله بمعنى "سكنة الأرض" وأصحابها.. لأنّ الله جعل الإنسان حاكماً على هذه الأرض، مبسوط اليد فيها بما أولاه من النعم وأسباب الرفاه والدعة والإطمئنان!.
ولا سيما حين يقع الإنسان في شدّة، فيغدو مضطراً ويتجه نحو خالقه الكريم - فيرفع بكرمه البلايا والموانع - فتستحكم أسس هذه الخلافة وهنا تتجلى العلاقة بين شطري الآية.
كما قد يكون المراد بهذا المعنى، وهو أنّ الله جعل ناموس الحياة أن يخلفَ قوم قوماً على الدوام، بحيث لو لم يكن هذا التناوب لم تغدُ الصورة متكاملة(7)!.
ويثير القرآن في السؤال الرّابع مسألة الهداية فيقول: هل أن الاصنام أفضل، (أمّن يهديكم في ظلمات البرّ والبحر) بواسطة النجوم (ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته)؟!!.
فالرياح التي تدل على نزول الغيث، وكأنّها رسل البشرى تتحرك قبل نزول الغيث، إنّها في الحقيقة تهدي الناس إلى الغيث أيضاً.
والتعبير بـ (بشراً) في شأن الرياح، والتعبير بـ (بين يدي رحمته) في شأن الغيث، كلاهما تعبيران طريفان لأنّ الرياح هي التي تحمل الرطوبة في الجو وتنقل أبخرة الماء من على وجه المحيطات بشكل قطعات من السحب على متونها، إلى النقاط اليابسة، وتخبر عن قدوم الغيث!
وكذلك الغيث الذى ينشد نغمة الحياة على وجه البسيطة، وحيثما نزل حلت البركة والرحمة(8).
(ذكرنا شرحاً مفصلا في تأثير الرياح في نزول الغيث في ذيل الآية 57 من سورة الأعراف).
ويخاطب القرآن في ختام الآية المشركين مرّة أُخرى فيقول: (ءإله مع الله)؟!
ثمّ يضيف دون أن ينتظر الجواب قائلا (تعالى الله عما يشركون).
أمّا في آخر آية من الآيات محل البحث، فيثير القرآن السؤال الخامس في شأن المبدأ والمعاد بهذه الصورة، فيقول: هل أنّ أصنامكم أفضل، (أمّن يبدأ الخلق ثمّ يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض ءإله مع الله).. فهل بعد ذلك تعتقدون بوجود معبود غير الله (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)؟!
وفي الواقع فإن الآيات المتقدمة كلها كانت تتكلم على المبدأ، وايات عظمة الله في عالم الخلق والوجود، ومواهبه ونعمه، إلاّ أنّه في الآية الأخيرة ينتقل البحث من معبر ظريف إلى مسألة المعاد، لأنّ بداية الخلق نفسها دليل على تحققها، والقدرة على بداية الخلق تعد دليلا واضحاً على المعاد.
ومن هنا يتّضح الجواب على السؤال الذي يثيره كثير من المفسّرين، وهو أن المشركين المخاطبين بهذه الآيات أغلبهم لم يعتقدوا بالمعاد "المعاد الجسماني" فكيف يمكن أن يوجه إليهم هذا السؤال مع هذه الحال ويطلب منهم الإقرار.
فالجواب عليه أن هذا السؤال مقرون بدليل يسوق الطرف الآخر للإقرار، لأنّه باعترافهم أن بداية الخلق من الله، وهذه المواهب والنعم كلّها منه، لكي تقبل عقولهم إمكان المعاد والرجوع إلى الحياة في يوم القيامة مرّة أُخرى.
والمراد من (الرزق السماوي) هو الغيث ونور الشمس وأمثال ذلك، أمّا (الرزق الارضي) فالنباتات والمواد الغذائية المختلفة التي تنمو على الأرض مباشرة، أو عن طريق غير مباشر كالأنعام والمعادن والمواد المختلفة التي يتمتع بها الإنسان في حياته!.
بحوث
1- مَن المضطر الذي يجاب إذا دعاه؟
مع أنّ الله - يجيب دعاء الجميع عند تحقق شروط الدعاء، إلاّ أنّ في الآيات آنفة الذكر اهتماماً بالمضطر، وذلك لأنّ من شروط إجابة الدعاء أن يغمضالإنسان عينيه عن عالم الأسباب كليّاً، وأن يجعل قلبه وروحه بين يدي رحمة الله، وأن يرى كل شيء منه وله! وأن حل كل معضلة بيده، وهذه النظرة وهذا الإدراك إنّما يتحققان في حال الإضطرار.
وصحيح أنّ العالم هو عالم الأسباب والمسببات، والمؤمن يبذل منتهى سعيه وجهده في هذا الشأن... إلاّ أنّه لا يضيع في عالم الأسباب أبداً... ويرى كل شيء من بركات ذاته المقدسة، ويرى من وراء الحجاب ببصره النافذ "مسبب الأسباب" فيطلب منه ما شاء!.
أجل، إذا وصل الإنسان إلى هذه المرحلة، فإنه يوفّر لنفسه أهم شرط لإجابة الدعاء.
الطريف أنّه قد ورد في بعض الرّوايات تفسير هذه الآية بقيام المهدي صلوات الله وسلامه عليه!
ففي رواية عن الإمام الباقر(ع) أنّه قال: "والله لكأنّي أنظر إلى القائم وقد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ينشد الله حقّه... قال والله هو المضطر في كتاب الله في قوله: (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض)" (9)!
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق(ع) قال: "نزلت في القائم من آل محمّد (ع) هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا الله عزَّوجلّ فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض" (10).
ولا شك أن هذا التّفسير - كما رأينا نظائره الكثيرة - لا يحصر المراد من هذه الآية بالمهدي(ع)، بل مفهوم الآية واسع، والمهدي(ع) واحد من مصاديقها الجليّة... إذ الأبواب في زمانه موصدة، والفساد عمّ البسيطة، والبشرية في طريق مسدود، وحالة الإضطرار ظاهرة في جميع العالم.. فعندئذ يظهر الإمام في أقدس بقعة.. فيطلب كشف السوء، فيلبي الله دعوته، ويجعله بداية "الظهور" المبارك في العالم، ويستخلفه في الأرض هو وأصحابه، فيكون مصداقاً لقوله تعالى (ويجعلكم خلفاء الأرض).
"كان لنا بحث في شروط إجابة الدعاء وأهميته، وفي سبب عدم الإجابة، فصّلناه في ذيل الآية (186) من سورة البقرة"
2- الإستدلال المنطقي في كلّ مكان
نقرأ في آيات القرآن - مراراً - أنّه يطالب المخالفين بالدليل، وخاصة بقوله: (هاتوا برهانكم) وقد جاء هذا النص في أربعة مواضع البقرة: الآية 115، الأنبياء: الآية 24، النمل: الآية 64، والقصص: الآية 75 كما أنّه أكّد في مواضع أُخرى على البرهان خاصة "والمراد من البرهان: أصدق دليل".
وهذا المنطق (المطالبة بالبرهان) للاسلام يحكي عن محتواه الغني والقوي، لأنّه يسعى لأن يواجه مخالفيه مواجهة منطقية، فكيف يطالب الآخرين بالبرهان وهو لا يكترث به؟! فآيات القرآن المجيد مملوءة بالإستدلالات المنطقية... والبراهين العلمية في المسائل المتعددة!.
وهذا الأمر على خلاف ما حرفته المسيحية اليوم - وعوّلت عليه، وترى أن الدين هو ما يوحيه القلب!! وتفصل العقل عنه إذ تراه أجنبياً عنه... حتى أنّها تؤمن بالتناقضات العقلية كالتوحيد في التثليث، ومن هنا فقد سمحت للخرافات أن تدخل في الدين، مع أن الدين لو خلا من العقل والاستدلال العقلي فسوف لا يقوم دليل عليه، ويكون ذلك الدين وما يضادّه سواء!.
وتبرز عظمة هذا المنهج (وهو الإهتمام بالبرهان ودعوة المخالفين إلى الإستدلال المنطقي) حين نلتفت إلى أن الإسلام ظهر في محيط يعيش الخرافاتالتي لا أساس لها والمسائل غير المنطقية في جميع مفاصل منظومته الفكرية والمعرفية!!
3- خلاصة عامّة ومرور على الآيات السابقة
في الآيات السابقة كان اهتمام القرآن منصباً لإثبات "توحيد المعبود" على "توحيد الخالق"، و"توحيد الرب" اي (توحيد الخلق وتوحيد التدبير) وتحدّث عن اثتني عشرة آية وعلامة لله العظيم في عالم الوجود:
1- السماء والأرض.
2- نزول الغيث.
3- بركاته في الحياة.
4- قرار الأرض.
5- الأنهار.
6- الجبال الرواسي.
7- الحاجز بين البحرين (العذب والمالح).
8- إجابة دعوة العباد.
9- هدايتهم في ظلمات البر والبحر.
10- إرسال الرياح بشراً بين يدي رحمته.
11- بدء الخلق وإعادته.
12- رزق الإنسان "وسائر الخلق" من السماء والأرض.
هذه المواهب "والنعم" الاثنتا عشرة بيّنتْ في خمس آيات وضمن خمسة أسئلة!.
وكانت تعالج الأُمور الخمسة التالية على التوالي:
1- الخلق.
2- والإستقرار.
3- كشف الضرّ.
4- الهداية.
5- إعادة الحياة (بعد الموت).
وقد عقّب ذيل كل واحد من الأسئلة الخمسة، بقوله تعالى: (ءإله مع الله)؟!
وقد أوضح القرآن في نهاية كل سؤال أموراً، فأشار في نهاية الآية الأُولى إلى إنحراف المخالفين عن الحق.
وأشار في الآية الثّانية إلى جهلهم.
وأشار في الآية الثّالثة إلى عدم تفكيرهم!
وأشار في الآية الرابعة إلى انحطاط أفكارهم.
وطالبهم في نهاية الآية الخامسة بالإستدلال!
وقد أبدى القرآن بشكل عام مجموعة من الأسئلة الجامعة والمنسجمة بعضها مع بعض.
1- يحتمل أن "ولوطاً" منصوب بالفعل (أرسلنا) الذي سبق ذكره في الآيات المتقدمة، ويحتمل أن يكون منصوباً بفعل محذوف تقديره (اذكر) وحيث جاء بعد الكلمة (إذ قال) فالإحتمال الثّاني أنسب...
2- تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 382.
3- "الغابرين" جمع الغابر ومعناه هنا الباقي من الذاهبين من المكان.
4- (آلله) أصلها (أألله) فانقلبت إحدى الهمزتين ألفاً ثمّ صارت مدة كما هي عليه الآن.. وجملة (أمّا يشركون) أصلها (أم ما يشركون) إذ أُدغمت (أم) المعادلة الإستفهامية بما الموصولة فصارت (أمّا).
5- كلمة (ذات) في "ذات بهجة" جاءت مفردة، مع أن حدائق جمع وهي موصوفها، وذلك لأنّ الحدائق جمع تكسير، وجمع التكسير قد يأتي أحياناً بمعنى الجماعة، وهي - أي لفظة الجماعة - مفرد وصفتها مفردة أيضاً..
6- هذه الآية في الحقيقة فيها حذف وتقديره: ما يشركون خير أم من خلق السماوات والأرض؟ وفي الحقيقة إن السؤال في الآية السابقة كان هكذا: اللّه خير أم الشركاء؟ وهنا يبدأ السؤال بالعكس: ما يشركون خير أم من خلق السماوات والأرض.
7- قد يكون (يعدلون) من مادة (العدول) أي الإنحراف والرجوع من الحق إلى الباطل، أو أنّه مادة (عِدْل) على وزن (قِشر) ومعناه المعادل والنظير.. ففي الصورة الأُولى مفهوم الآية أنّهم ينحرفون عن الله الواحد إلى غيره، وفي الصورة الثّانية مفهومها أنّهم يجعلون له عديلا.
8- "الخلال" في الأصل معناه الشق بين الشيئين. و"الرواسي" جمع "راسية"، وهي الثابتة.
9- العنكبوت، الآية 65.
10- (ما) في قوله تعالى: (قليلا ما تذكرون) زائدة ظاهراً، ونعرف أن الحروف الزائدة في كثير من المواطن للتأكيد، و(قليلا) صفة لمصدر محذوف وتقديره: تتذكرون تذكراً قليلا.