الآيات 14 - 18

﴿وَهُوَ الَّذِى سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيَّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ14 وَأَلْقَى فِى الأََرْضِ رَوسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهـراً وَسُبُلا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ15 وَعَلَـمَـت وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ16 أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ17 وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ18﴾

التّفسير

نعمة الجبال والبحار والنجوم:

تبيّن هذه الآيات قسماً آخر من النعم الإِلهية غير المحدودة التي تفضل بها اللّه عزَّوجلّ على الإِنسان، فيبدأ القرآن الكريم بذكر البحار، المنبع الحيوي للحياة، فيقول: (وهو الذي سخر البحر).

وكما هو معلوم أنّ البحار تشكل القسم الأكبر من سطح الكرة الأرضية، وأن الماء أساس الحياة، ولا زالت البحار باعتبارها المنبع المهم في إِدامة الحياة البشرية وحياة جميع الكائنات الحية على سطح الكرة الأرضية.

فما أكبرها من نعمة حين جعلت البحار في خدمة الإِنسان... ثمّ يشير الباري سبحانه إِلى ثلاثة أنواع من منافع البحار: (لتأكلوا منه لحماً طرياً) فقد جعل اللّه في البحار لحماً ليتناوله الإِنسان من غير أن يبذل أدنى جهد في تربية، بل أوجدته ونمّته يد القدرة الإِلهية، وقد خصه بالطراوة، فمع الأخذ بنظر الإِعتبار أنّ اللحوم غير الطازجة متوفرة في ذلك الزمان وفي هذا الزمان على السّواء ندرك جيداً أهمية هذه النعمة، وفي ذلك إشارة أيضاً الى أهمية اللحوم الطازجة.

ومع ما شهدته الحياة البشرية من التقدم والتمدن المدني في كافّة أصعدة الحياة لا زال البحر أحد المصادر الرئيسية للتغذية، ويصاد سنوياً مئات الآلاف من الأطنان من الأسماك الطرية التي أوجدتها ورعتها يد اللطف الإِلهية لأجل الإِنسان.

ونجد أنظار العلماء متجهة صوب البحار في قبال ما سيهدد البشرية من خطر نقص المواد الغذائية في المستقبل جراء الزيادة السكانية الهائلة، آملين خيراً بأنّ البحار ستسد مقداراً ملحوظاً من ذلك النقص، بواسطة تربية وتكثير أنواع الأسماك.

ومن جهة أُخرى وضعوا عدّة مقررات لمنع تلوّث مياه البحار للحد من تلف نسل الحيوانات البحرية، وكل ذلك يوضح ما في الآية المذكورة من مسائل علمية طرحت على البشرية قبل أربعة عشر قرناً.

ومن فوائد البحار أيضاً تلك المواد التجميلية المستخرجة من قاعه: (وتستخرجوا منه حلية تلبسونها).

الحس الجمالي من الأُمور الفطرية التي فطر الإِنسان عليها وهو الباعث على إِثارة الشعر والفن الأصيل وما شاكلها عنده.

وبلا شك، يلعب هذا البعد دوراً مهمّاً في حياة البشر، وينبغي العمل على إِشباعه بشكل صحيح وسالم بعيداً عن أي نوع من الإِفراط والتفريط... فلا فرق بالنتيجة بين مَنْ غرق في عبادة التجميل والزينة، وبين مَنْ أهملها وعاش حالة الجفاف الجمالي، لأنّ الأوّل مارس الإِفراط الباعث على تلف رأسماله وبات سبباً في إِيجاد الفواصل الطبقية المصاحب لقتل كل ما يمت للمعنويات بصلة، والثّاني مارس التفريط الباعث على الخمود والركود.

فالإِثنان معاً عملا بما لا ينبغي أن يعمله أيْ إِنسان ذو فطرة سليمة بكافة أبعادها.

ولهذا أوصى الإِسلام كثيراً بالتزين المعقول الخالي من أيْ إِسراف مثل: لبس اللباس الجيد، التطيب بالعطور، استعمال الأحجار الكريمة...الخ.

ثمّ يتطرق القرآن إِلى الفائدة الثّالثة في البحار: حركة السفن على سطح مياهها، كوسيلة مهمّة لتنقل الإِنسان ونقل ما يحتاجه، فيقول: (وترى الفلك مواخر فيه)، وما أجمل ما تقع عليه أنظار راكبي السفينة حين حركتها على سطح البحار والمحيطات.

وأعطاكم اللّه هذه النعمة لتستفيدوا منها في التجارة أيضاً (ولتبتغوا من فضله)(1).

وبعد ذكر هذه النعم التي تستلزم من الإِنسان العاقل أن يشكر واهبها، يأتي في ذيل الآية: (ولعلكم تشكرون).

"الفلك": أيْ السفينة، وتأتي بصيغتي المفرد والجمع.

"مواخر" جمع "ماخرة" (من مادة مخر) على وزن (فخر) بمعنى شق الماء يميناً وشمالا، وتطلق على صوت الرياح الشديد أيضاً، وباعتبار السفن عند حركتها تشق الماء بمقدمتها فيطلق عليها اسم (الماخر) أو الماخرة.

ونتساءل: مَنْ الذي أعطى المواد التي تصنع منها السفن خاصية الطفو على سطح الماء؟

فالسفينة بما تحمل أثقل من الماء بكثير، ولو لم تكن تلك القوّة الدافعة للماء، هل بإِمكاننا العوم على سطح المياه؟

ومَنْ الذي يحرك الرياح على سطح البحر؟

بل مَنْ أعطى البخار القوّة لتحريك السفينة في مسيرها على سطح الماء؟

أوَ ليس ذلك كله من نعم اللّه تعالى؟

وممّا يكشف عن عظم نعمة البحار أنّها: أوسع بكثير من الطرق البرية، أقلّ كلفة، أكثر أهليةً للحركة، أعظم وسيلة نقلية للبشر، وذلك بملاحظة كبر السفن المستخدمة في النقل وضخامة ما تحمله.

ثمّ يأتي الحديث عن الجبال بعد عرض فوائد البحار: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم)(2).

كما قلنا سابقاً فإِنّ الجبال متصلة من جذورها وتقوم بتثبيت الإرض ممّا يجعلها مانعاً حصيناً من الزلازل الأرضية الشديدة الناشئة من الغازات الكامنة في باطن الأرض والمهددة بالخروج في أية لحظة على شكل زلزال.

إِضافة لخاصية الجبال في مد القشرة الأرضية بالمقاومة اللازمة أمام جاذبية القمر (التي تسبب ظاهرة المد والجزر) ويقلل من أثرها إِلى حد كبير.

وللجبال من جانب ثالث القدرة على تقليل شدة حركة الرياح وتوجيه حركتها، ولو لم تكن الجبال لكن سطح الأرض عرضة للعواصف الشديدة المستمرة.

ثمّ يتطرق القرآن الكريم مباشرة إِلى نعمة الأنهار، لما بين الجبال والأنهار من علاقة وثيقة حيث تعتبر الجبال المخازن الأصلية للمياه، فيقول: (وأنهاراً).

ثمّ يقطع القرآن الكريم الوهم الحاصل عند البعض من أن الجبال حاجز بين ارتباط الأراضي فيما بينها بالإِضافة لكونها مانعاً رهيباً أمام حركة النقل، فيقول (وسبلا لعلكم تهتدون)(3).

وهذه المسألة ملفتة للنظر حقاً، حيث نجد طرق عبور يستطيع أن يتخذها الإِنسان سبيلا لتنقلاته بين أكبر السلاسل الجبلية وعورة في العالم، وقليلا ما يكون هناك قطع كامل بين المناطق بسبب الجبال.

ثمّ يضيف قائلا: (وعلامات) لأنّ الطريق لوحدها لا يمكنها أن توصل الإِنسان لمقصده دون وجود علامات فارقة ومميزات شاخصة يستهدي بها الإِنسان لسلك ما يوصله لمأربه، ولذا ذكر هذه النعمة.

ومن تلك العلامات: شكل الجبال، الأودية، الممرات، الإِرتفاع والإِنخفاض، لون الأرض والجبال وحتى طبيعة حركة الهواء.

ولمعرفة ما لوجود هذه العلامات من أهمية، يكفينا أن نلقي نظرة إِلى حال الصحاري الواسعة ذات الصفة الواحدة الموجودة في بعض مناطق العالم، حيث عملية التنقل فيها أمر صعب مستصعب إِلى حد كبير، إِضافة لخطورته الكبيرة، وكم هناك من مسافر دخل فيها ولم يعد... فلو كان سطح الأرض كله على شاكلة الصحاري، كأن تكون الجبال كلها بشكل وحجم واحد، وحقولها بلون واحد، وأوديتها متشابهة تماماً... فهل كان من اليسير على الإِنسان أن يسير عليها؟!!

وأمّا في حال عدم تشخيص هذه العلامات بسبب ظلمة الليل في أيّ من سفر البر أو البحر، فقد جعل اللّه تعالى علامات في السماء تعوض عن علامات الأرض في تلك الحال: (وبالنجم هم يهتدون).

بطبيعة الحال فهذه إِحدى الفوائد الجمة للنجوم، ولو لم يكن لها سوى هذه الفائدة لكان كافياً لوجودها، خصوصاً في زمن لا أسطرلاب فيه ولا مؤشرات قطبية تعين السفن في تحديد مسيرها وفق خرائط أعدت لذلك الغرض، وقديماً كانت الرحلات تتوقف إِذا ما غطيت السماء بالسُّحب وتلبدت بالغيوم، ومَنْ يجرؤ على تكملة السفر فسيواجه خطر الموت.

وكما هو معلوم اليوم، فإنّ النجوم التي تبدو لنا متحركة في السماء عبارة عن خمسة كواكب، ويطلق عليها اسم السيارات، والسيارات أكثر من خمسة، إِلاّ أنّ البقية لا يمكن تشخيصها بالعين المجرّدة بسهولة، أمّا بقية النجوم فإِنّها تحتفظ بمكانها النسبي، وكأنّها لآليء خيطت على قطعة قماش أسود، وهذه القطعة كأنّها تسحب من إِحدي جهاتها فتتحرك بكاملها.

وبعبارة أُخرى: إِنّ حركة النجوم الثوابت جمعية، وحركة السيارات إنفرادية، حيث تتغير المسافات بينها وبين الثوابت باستمرار.

إِضافة لذلك، فالنجوم الثوابت تشكل فيما بينها أشكالا معينة تعرف ب- (الصور الفلكية) ولها الأثر الكبير في معرفة الإِتجاهات الأربعة (الشمال، الجنوب، الشرق، والغرب).

وبعد أن بيّن القرآن كل هذه النعم الجليلة والألطاف الإِلهية الخفية، راح يدعو الوجدان الإِنساني للحكم في ذلك (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذّكرون)؟!!

وكما اعتدنا عليه من القرآن في أُسلوبه التربوي الهادف المؤثر، فقد طرح مسألة المحاججة بصيغة سؤال يترك الجواب عنه في عهدة الوجدان الحي للإِنسان، مستعيناً بتحريك الإِحساس الباطني ليجيب من أعماق روحه، ولينشد عشقاً بخالقه.

والثابت في ا لواقع النفسي للإِنسان، أن التعليم والتربية السليمة يستلزمان بذل أقصى سعي ممكن لإِقناع المقابل بقبول ما يوجه إِليه عن قناعة ذاتية، أي ينبغي إِشعاره بأن ما يعطى إليه ما هو في حقيقته إلاّ انبعاث من داخله وليس فرضاً عليه من الخارج ليتقبلها بكل وجوده ويتبناها ويدافع عنها.

ونجد من الضرورة إعادة ما قلناه سابقاً من أن المشركين الذين كانوا يسجدون للأصنام كانوا يعتقدون أنّ اللّه عزَّوجلّ هو الخالق، ولهذا يتساءل القرآن الكريم... مَنْ أحقُ بالسجود... خالق كل شيء أم المخلوق؟!!

وفي نهاية المطاف، يفند الباري سبحانه مسألة حصر النعم الإِلهية بما ذكر، بقوله: (وإِن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها).

إِنّكم غارقون في النعم الإِلهية وفي كل نفس يصعد وينزل آلاف النعم (ولكل نعمة شكر واجب).

إِنّ كل دقيقة تمر من عمرنا نكون فيها مدينين لفعاليات ملايين الموجودات الحيّة في داخل بدننا وملايين الموجودات الحية وغير الحية في خارجه، والتي لا يمكننا أن نحيا ولو للحظة واحدة بدونها.

ولكنّ ضبابية الغفلة حالت دون معرفتنا لهذه النعم الجمة التي كلّما خطا العلم الحديث خطوة إِلى الأمام اتّضحت لنا أبعاد واسعة وانفتحت لنا آفاقاً جديدة في معرفة النعم الإِلهية، وكل ما ندركه في هذا المجال قليل جدّاً ممّا قدّره الباري لنا، فهل بإمكان المحدود أن يعد ما أعطاه المطلق؟!!

ونواجه في هذا المقام سؤالا وإستفساراً: كيف إِذَنْ نؤدي حق الشكر للّه؟ و... ألسنا مع ما نحن فيه زمرّة الجاحدين؟

وقوله تعالى: (إِنّ اللّه لغفور رحيم) خير جواب لما واجهنا به.

نعم، فهو سبحانه أرحم وأرأف من أن يؤاخذنا على عدم الإِستطاعة في أداء أتمّ الشكر على نعمه.

ويكفينا من لطفه تعالى بأن يحسبنا من الشاكرين في حال اعتذرنا له واعترافنا بالعجز عن أداء حق الشكر الكامل.

ولكن هذا لا يمنع من أن نتتبع ونحصي النعم الرّبانية بقدر المستطاع، لأنّ ذلك يزيدنا معرفة للّه، وعلماً بعالم الخليقة، وآفاق التوحيد الرحبة، كما يزيد من حرارة عشقه سبحانه في أعماق قلوبنا، وكذا يحرك فينا الشعور المتحسس بضرورة ووجوب شكر المنعم جل وعلا.

ولهذا نجد أنّ الأئمّة(عليهم السلام) يتطرقون في أقوالهم وأدعيتم ومناجاتهم إِلى النعم الإِلهية ويعدون جوانب منها، عبادةً للّه وتذكيراً ودرساً للآخرين.

(وقد تناولنا مسألة شكر النعمة وعدم قدرة الإِنسان على إِحصاء النعم الإِلهية عند بحث الآية الرّابعة والثلاثين من سورة إِبراهيم).

بحث

الطريق ، العلامة ، القائد:

تحدثت الآيات أعلاه عن الطرق الأرضية بكونها إحدى النعم الإِلهية باعتبارها من أهم وسائل الإِرتباط في طريق التمدن الإِنساني.

ولهذا عند وضع الخطط العمرانية لابد معها من رسم وبناء خطوط الطرق المناسبة للمكان المقصود، وإِلاّ لا يمكن أن يقام عمران.

ومع هذا، فلا يمكننا حصر البيان القرآني بهذا الجانب فحسب، بل يمكننا القول بأنّه يشمل حتى جوانب الحياة المعنوية للبشرية أيضاً، لأنّ الوصول إِلى هدف مقدس يستلزم سلوك الطريق الصحيح لذلك الهدف.

بالإِضافة إِلى الأهمية الحيويه الوجود العلامات في تشخيص السبيل من بين كثرة السبل وتشابكها، فإِضاعة السبيل الأصلي ممكن في حال عدم وجود ما يدل عليه من "علامات".

وخصوصاً، ورود تسمية المؤمنين في الآيات القرآنية بالمتوسمين للتأكيد على ضرورة الإِنتباه إِلى هذه العلامات.

فلكي يستطيعوا تشخيص الحق من الباطل لابد من معرفة المذاهب والسنن والدعوات المختلفة، بل حتى الأشخاص، وذلك من خلال (العلامات).

وأمّا مسألة وجود القائد فلا تحتاج لتوضيح وبيان (الموضح لا يوضح).

وقد فسرت "النجم" برسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) و"العلامات" بالأئمّة(عليهم السلام) في روايات كثيرة وردت عن أهل البيت(عليهم السلام)... وفي بعضها فسّر "النعم" و"العلامات" كلاهما بالأئمّة(عليهم السلام)، ونشير هنا إِلى نماذج من الرّوايات:

1 - في تفسير علي بن إِبراهيم عن الإِمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: "النجم رسول اللّه، والعلامات الأئمّة(عليهم السلام)"(4) وورد مثله عن الإِمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام).

2 - وروي عن الإِمام الباقر(عليه السلام) في تفسير الآية أعلاه أنّه قال: "نحن النجم"(5).

3 - وروي كذلك عن الإِمام الرضا(عليه السلام) أنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي(عليه السلام): "أنت نجم بني هاشم"(6).

4 - وفي رواية أُخرى: "أنت أحد العلامات"(7).

وكل ذلك يشير إِلى التّفسير المعنوي لهذه الآيات.


1 ـ ذكر بعض كبار المفسّرين كالعلاّمة الطباطبائي في الميزان أن "القصد" بمعنى (القاصد) في قبال "الجائر) أيْ المنحرف عن الحق.

2 ـ ضمير"منها" يعود الى السبيل. والسبيل مؤنث مجازي.

3 ـ البحار: 66 / 183.

4 ـ أول جامعة وآخر نبي، الجزء السابع، ويختص هذا الجزء بشرح الخواص الغذائية والصحية والعلاجية للتمر والعنب ويطلع الإِنسان من خلاله على أهمية هذين الغذائين.

5 ـ سفينة البحار، ج1، ص124.

6 ـ سفينة البحار،: ج1، ص124 كذلك.

7 ـ أول جامعة وآخر نبي، الجزء السابع.