الآيات 9 - 13

﴿وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَو شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ9 هُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ10 يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَْعْنبَ وَمِن كُلِّ الَّثمَرتِ إِنَّ فِى ذلِكَ لأَيَةً لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ11وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرتٌ بُأَمْرِهِ إِنَّ فِى ذلِكَ لأََيت لِّقَوم يَعْقِلُونَ12 وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِى الأَْرضِ مُخْتَلِفاً أَلْونُهُ إِنَّ فِى ذلِكَ لأََيَةً لِّقَوْم يَذَّكَّرونَ13﴾

التّفسير

كل شيء في خدمة الإِنسان!!

بعد ذكر مختلف النعم في الآيات السابقة، تشير هذه الآيات إلى نعم أُخرى... فتشير أوّلاً إِلى نعمة معنوية عاليةً في مرماها (وعلى اللّه قصد السبيل) أيْ عليه سبحانه سلامة الصراط المستقيم وهو الحافظ له من كل انحراف، وقد وضعه في متناول الإِنسان.

"القصد": بمعنى صفاء واستواء الطريق، فيكون معنى "قصد السبيل" الصراط المستقيم الذي ليس فيه ضلال ولا انحراف(1).

ولكن أي النحوين من الصراط المستقيم هو المراد، التكويني أم التشريعي؟

اختلف المفسّرون في ذلك، إِلاّ أنّه لا مانع من قصد الجانبين معاً.

توضيح:

جهّزَ اللَّهُ الإَنسان بقوى متنوعة وأعطاه من القوى والقابليات المختلفة ما يعينه على سلوكه نحو الكمال الذي هو الهدف من خلقه.

وكما أنّ بقية المخلوقات قد أُودعت فيها قوىً وغرائز توصلها إِلى هدفها، إِلاّ أنّ الإِنسان يمتاز عليها بالإِرادة وبحرية الإِختيار فيما يريده، ولهذا فلا قياس بين الخط التصاعدي لتكامل الإِنسان وبقية الأحياء الأُخرى.

فقد هدى اللّهُ الإِنسان بالعقل والقدرة وبقية القوى التكوينية التي تعينه للسير على الصراط المستقيم.

كما أرسل له الأنبياء والوحي السماوي وأعطاه التعليمات الكافية والقوانين اللازمة للمضي بهدي التشريع الرّباني في تكملة مشوار المسيرة، وترك باقي السبل المنحرفة.

ومن لطيف الأسلوب القرآني جعل الأمر المذكور في الآية فريضةً عليه جل شأنه فقال: (على اللّه)، وكثيراً ما نجد مثل هذه الصيغة في الآيات القرآنية، كما في الآية (12) من سورة الليل (إِنّ علينا الهدى)، ولو دققنا النظر في سعة مدلول (على اللّه قصد السبيل) وما أُودع في الإِنسان من هدي تكويني وتشريعي لأجل ذلك لأدركنا عظمة هذه النعمة وما لها من الفضل على بقية النعم.

ثمّ يحذر الباري جل شأنه الإِنسانَ من وجود سبل منحرفة كثيرة: (ومنها جائر)(2).

وبما أن نعمة الإِرادة وحرية الإِختيار في الإِنسان من أهم عوامل التكامل فيه، فقد أشارت اليها الآية بجملته قصيرة: (ولو شاء لهداكم أجمعين) ولا تستطيعون عندها غير ما يريد اللّه.

إِلاّ أنّه سبحانه لم يفعل ذلك، لأنّ الهداية الجبرية لا تسمو بالإِنسان إِلى درجات التكامل والفخر، فأعطاه حرية الإِختيار ليسير في الطريق بنفسه كي يصل لأعلى ما يمكن الوصول إِليه من درجات الرفعة والكمال.

كما تشير الآية إِلى حقيقة أُخرى مفادها أنّ سلوك البعض للطريق الجائز والصراط المنحرف ينبغي أن لا يوجد عند البعض توهماً أنّ اللّه مغلوب (سبحانه وتعالى) أمام هؤلاء، بل إِنّ مشيئته جل اسمه ومقتضى حكمته دعت لأن يكون الإِنسان حراً في اختياره ما يريد من السبل.

وفي الآية التالية يعود إِلى الجانب المادي بما يثير حسّ الشكر للمنعم عند الناس، ويوقد نار عشق اللّه في قلوبهم بدعوتهم للتقرب أكثر وأكثر لمعرفة المنعم الحق، فيقول: (هو الذي أنزل من السماء ماء) ماء فيه سبب الحياة، وزلالا شفافاً خال من أيِّ تلوّث (لكم منه شراب)، وتخرج به النباتات والأشجار فترعى أنعامكم (ومنه شجر فيه تسيمون).

"تسيمون": (من مادة الإِسامة) بمعنى رعي الحيوانات، وكما هو معلوم فإِنّ الحيوانات تستفيد من النباتات الأرضية وورق الأشجار، و"الشجر" لغةً: ذو معنى واسع يشمل إِطلاقه الأشجار وغيرها من النباتات.

وممّا لا شك فيه أيضاً أنّ ماء المطر لا تقتصر فائدته لشرب الإِنسان وإِرواء النباتات، بل ومن فوائده أيضاً: تطهير الأرض، تصفية الهواء، إِيجاد الرطوبة اللازمة لطراوة جلد الإِنسان وتنفسه براحة، وما شابه ذلك... فالمذكور من فوائده في هذه الآية لا حصراً وإِنّما من باب الأهم.

فيكمل الموضوع بقوله: (ينبت لكم من الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات).

ولا شك أنّ خلق هذه الثمار المتنوعة وكل ما هو موجود من المحاصيل الزراعية لآية للمتفكرين (إِنّ في ذلك لآية لقوم يتفكرون).

"الزرع": يشمل كل مزروع و"الزيتون" اسم لشجرة معروفة واسم لثمرها أيضاً.

إِلاّ أن بعض المفسّرين يذهبون إِلى أنّ "الزيتون" هو اسم الشجرة فقط، واسم ثمرتها "زيتونة".

في حين أنّ الآية الخامسة والثلاثين من سورة النّور تطلق كلمة "الزيتونة" على الشجرة.

و"النخيل" تستعمل للمفرد والجمع... و"الأعناب" جمع أعنبة، وهي ثمرّة معروفة.

وهنا يرد سؤال وهو: لماذا اختار القرآن ذكر هذه الثمار دون غيرها (الزيتون، التمر، العنب)؟ ستقرأ توضيح ذلك في البحوث التّفسيرية لهذه الآيات إِن شاء اللّه.

ثمّ يشير إِلى نعمة تسخير الموجودات المختلفة في العالم للإِنسان بقوله: (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون) على عظمة وقدرة اللّه وعظمة ما خلق.

قلنا في تفسيرنا لآيات سورتي الرعد وإِبراهيم، أنّ المفهوم الواقعي لتسخير الموجودات للإِنسان أنْ تكون في منفعته، ويكون ذلك من شأنها ووظيفتها مع تمكين الإِنسان من الإِستفادة منها.

فكل من الشمس والقمر والليل والنهار والنجوم له نوع وأثر خاص في حياة الإِنسان، وما أجمل عبارة (تسخير الموجودات للإنسان بأمر اللّه) فبالإضافة لما تظهره من شرف ورفعة شخصية الإنسان بنظر الإِسلام والقرآن، وإِعطائه من الجلال ما يجعله مؤهلا لمقام خليفة اللّه، فهي تذكرة للإِنسان بأن لا يغفل عمّا أنعم اللّه عليه، وباعثة فيه شعور لزوم الشكر للّه تعالى من خلال ما يلمس ويرى، عسى أن يتقرب لحالقه فينال حسن مآبه.

ولهذا يقول تعالى في ذيل الآية: (إِنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون).

راجع تفسيرنا للآيتين (32 و33) من سورة إِبراهيم للإِستزادة في معرفة أسرار التسخير المذكور.

وإِضافة لكل ما تقدم (وما ذرأ لكم في الأرض) من مخلوقات سخرها لكم (ومختلفاً ألوانه) من الأغطية والملابس والأغذية والزوجات العفيفات ووسائل الترفيه، حتى أنواع المعادن وكنوز الأرض وسائر النعم الأُخرى (إِنّ في ذلك لآية لقوم يذّكرون).

البحوث

1 - النعم المادية والمعنوية

احتوت الآيات مورد البحث على ذكر النعم المادية والمعنوية بشكل مترابط لا يقبل الفصل، إِلاّ أن أُسلوب ولحن التعبير يختلف بين النعم المادية والمعنوية، فبالنسبة للنعم المادية لا نجد مورداً يقول فيه القرآن الكريم: إِنّ على اللّه رزقكم، لكنّه في مورد الهداية يقول: (على اللّه قصد السبيل) فيعطيكم كل ما تحتاجونه تكوينياً وتشريعياً للسير باقتدار في الطريق الإِلهي.

وحينما يتحدث عن خلق الأشجار والفواكه وعن تسخير الشمس والقمر نراه سبحانه يضعها في مسير هدف معنوي... (إِنّ في ذلك لآية لقوم يتفكرون) وذلك لإنّ الأُسلوب القرآني - كما هو معروف - لا يتخذ بُعداً واحداً في خطابه للناس.

2 - لماذا الزّيتون والنخيل والأعناب دون غيرها؟!!

يمكننا للوهلة الأُولى أن نتصور أنّ ذكر القرآن للزيتون والتمر والعنب، في الآيات مورد البحث، لوجودها في المنطقة التي نزل فيها القرآن... ولكنْ بملاحظة الجانب العالمي لرسالة القرآن ومع الإِعتقاد ببقائها واستمرارها بالإِضافة إِلى التوجه لعمق التعبير القرآني... يتّضح لنا خطل ذلك التصور.

يقول العلماء المتخصصون بالأغذية (ممن صرفوا السنين الطول في البحث عن فوائد وخواص الأغذية): إِنّ القليل من الفواكه التي تنفع بدن الإِنسان من الناحية الغذائية هي بمستوى هذه الثمار الثلاث.

ويقولون: إِنّ (زيت الزيتون) له قيمة عالية جداً لتأمين السعرات الحرارية اللازمة للبدن، ولذلك يعتبر من الأغذية المقوية للبدن، وعلى الذين يريدون حفظ سلامتهم أن يواظبوا على تناول هذا الإِكسير.

إِنّ زيت الزيتون ملائم لكبد الإِنسان، مؤثر فعال في رفع عوارض الكلى، والقولنج الكلوي والكبدي واليبوسة.

ولهذا نجد له مدحاً كثيراً في الرّوايات، ففي حديث عن الإِمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) أنّه قال عن الزيتون: "نعم الطعام الزيت، يطيب النكهة، ويذهب البلغم، ويصفي اللون، ويشد العصب، ويذهب بالوصب، ويطفيء الغضب"(3).

والأهم من ذلك كله تسمية القرآن لشجرة الزيتون ب- "الشجرة المباركة".

وللتمر حديث أيضاً حيث ثبتت الأهميتين العلاجية والغذائية له من خلال ما بيّنه علماء الطب والأغذية...فقد اتّضح وجود الكالسيوم فيه الذي يعتبر العامل الأساسي لبناء وتقوية العظام، وكذلك الفسفور الذي يعتبر من العناصر الأساسية في تكوّن الدماغ، بالإِضافة إِلى أن التمر يمنع ضعف الأعصاب ومزيل للتعب، كما أنّ له دوراً في حدة البصر.

وفيه البوتاسيوم الذي له الأهمية البالغة في بناء خلايا الجسم، علاوة على أن فقدانه يسبب قرحة المعدة.

كما بات من المعروف عند المتخصصين في علم الأغذية أن التمر له الدور الفعال في عدم الإِصابة بمرض السرطان.

وأظهرت الإِحصائيات أنّ المناطق التي يكثر فيها تناول التمر هي أقل المناطق إِصابة بهذا المرض الفتاك.

ولهذا نجد أن البدو في الصحاري العربية مع ما يعانونه من فقر غذائي إِلاّ أنّهم لا يصابون بمرض السرطان.

ويعزى سبب ذلك إِلى وجود المغنيسيوم في التمر غذائهم الأول.

أمّا السكر الموجود في التمر فيعتبر من أفضل أنواع السكريات، حتى أنّه لا يسبب ضرراً لكثير من المصابين بمرض السكر عند تناوله.

وقد اكتشف العلماء لحدّ الآن ثلاث عشرة مادة حياتية وخمسة أنواع من الفيتامينات في التمر، تجعله مصدراً غذائياً غنياً وذا قيمة عالية جدّاً(4).

ولهذا ورد تأكيد واسع على أهيمة هذه المادة الغذائية في الرّوايات، وممّا روي عن علي(عليه السلام) أنّه قال: "كل التمر فإِنّ فيه شفاء من الأدواء".

وقد روي أيضاً أنّ طعام أمير المؤمنين(عليه السلام) كثيراً ما كان الخبز والتمر.

وفي روي أُخرى: "بيت لا تمر فيه جياع أهله"(5).

وفي سورة مريم أن اللّه أطعم مريَم عندما ولدت عيسى(عليه السلام)، الرطب، وهو إِشارة إِلى أن أفضل غذاء للمرأة حديثة الولادة التمر، وعليه كان تأكيد الرّوايات بخصوص تفسير هذه الآية... إِنّ أفضل طعام لها هو التمر(6).

أمّا العنب... فيقول عنه علماء الأغذية: إِنّ ما فيه الفوائد تدعونا إِلى القول بأنّه صيدلية طبيعية متكاملة.

إِضافة إِلى أنّ خواص العنب شبيهة جداً بخواص حليب الأم (أيْ أنّه غذاء كامل)، وفائدته ضعف فائدة اللحم، وهو ذو سعرة حرارية عالية، ومقاوم للسموم، وله أثر علاجي قطعي في تصفية الدم والوقاية من الروماتيزم والنقرس، ويزيد في الدم، وينظف المعدة والأمعاء، وهو: منشط، مزيل للتعب، مقو للأعصاب، وتعطي الفيتامينات المختلفة التي يحتويها قوة للإِنسان.

وإضافة لكونه مادة غذائية مهمّة فله القدرة على مكافحة الميكروبات بدرجة ملحوظة، حتى أُعتبر من العوامل المهمّة في مكافحة مرض السرطان والوقاية منه(7).

وروي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب"(8).

ولو أردنا ذكر كل ما أورده علماء التغذية بخصوص الفواكه الثلاث وضمّناها ما جاء بصددها من روايات لخرجنا عن طبيعة التّفسير، وإِنّما كان القصد من هذه الإِطالة بيان السبب العلمي الدقيق وراء ذكر هذه الفواكه في الآية المشار إِليها، ولعل أكثر ما ذكر من فوائد كان خافياً على أهل زمان نزول الآية.

3 - التفكر والتعقل والتذكر:

رأينا في الآيات المبحوثة أنّ القرآن دعا الناس بعد ذكر ثلاثة أقسام من النعم الإِلهية إِلى التأمل في ذلك، فقال في المورد الأوّل: (إِن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)، وفي المورد الثّاني: (لقوم يعقلون) وفي الثّالث: (لقوم يذّكرون).

إِن الإختلاف الوارد ليس للتصوير الفني في عبارات القرآن، لأن المعروف عن الأسلوب القرآني إشارته لكل معنى برمز خاص.

ولعل المقصود من ذلك أنّ النعم الإِلهية الموجودة في الأرض من الوضوح ما يكفي معها التذكر.

أمّا فيما يخص الزارعة والزيتون والنخيل والأعناب والفاكهة فتحتاج إِلى تركيز الفكر لمعرفة خواصها الغدائية والعلاجية، ولهذا ورد التعبير بالتفكر فيها.

وأمّا تسخير الشمس والقمر والليل والنهار والنجوم فيحتاج إِلى تفكير أشد وأعمق من الحالة الأُولى، فورد التعبير بالتعقل.

وعلى أية حال، فالقرآن - دوماً - يخاطب العلماء والمفكرين والعقلاء، بالرغم من أنّ المحيط الذي نزل فيه كان متخوماً بالجهل، ومن هنا تتضح لنا عظمة عبارات القرآن بشكل جلي.

والقرآن بما يحمله يمثل ضربة قاصمة لضيقي الأفق من الذين رفضوا الأديان كلها لأنّهم اصطدموا بوجود أديان خرافية، وعلى أساسها الهش بنوا بنيانهم المهزوز على اعتبار أنّ الدين معطل للعقل والعلم وأنّ الإِيمان باللّه عزَّ وجلّ ناتج عن جهل الإِنسان وضعفه!!!!

ومن هذه النداءات الرّبانية ما نجده في جميع السور القرآنية تقريباً، التي تتحدث بكل وضوح عن: أنّ الدين الحق هو وليد التعقل والتفكر وليس وليد الخيال السارح والجهل الدامس.

وخطاب الإِسلام موجه باستمرار إِلى علماء وأُولي الألباب وليس إِلى الجهلة وذوي الخرافات الباطلة أو إِلى أدعياء الثقافة.


1 ـ "مِنْ" في عبارة "من أمره" جاءت بمعنى "بـ" السببية.

2 ـ تفسير نور الثقلين، ج3، ص39.

3 ـ بحار الأنوار، ج64، ص130. ورد ذكر النعجة (في هذا الحديث) إِضافة إِلى الشاة والبقرة، وهي في اللغة: البقر الوحشي والأغنام الجبلية وأنثى الغنم.

4 ـ بحار الأنوار، ج64، ص129.

5 ـ بحار الأنوار، ج23، ص19.

6 ـ بحار الأنوار، ج14، ص304.

7 ـ بحار الأنوار، ج23، ص20.

8 ـ وسائل الشيعة، ج13، ص194.