الصلاة: بصيغة المفرد لا الجمع

ثم إنه تعالى لم يقل: عن "صلواتهم"، بصيغة الجمع، بل قال: عن "صلاتهم"، ربما. ليشير إلى أن الغفلة إنما هي عن حقيقة وطبيعة الصلاة، وليس عن أفرادها. والسهو عن الطبيعة والحقيقة، يستبطن السهو عن الأفراد؛ لأن الحقيقة تدل على أفرادها، وتتطابق معها على صعيد التجسّد الخارجي.

وربط السهو بطبيعة الصلاة يعطي: أن القضية ليست قضية سهوٍ، ربما جاء صدفة في مورد معين في زمان معين، فإن سهواً كهذا ليس خطيراً إلى درجة أن يعبّر عن أن طبيعة هذا الساهي لا تنسجم مع الصلاة، ولا تتفاعل معها، لعدم وجود سنخية وملائمة بين طبيعته وحالاته، وبين الصلاة.