حصرهم الجامعين على عهد النبوة في عدد!!

وبعد فإنّ التحقيق - كما عليه أهله من عامّة المسلمين - أنّ القرآن قد كتب كلّه في عهد النبي - (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - بعده، وجمع في الصدور والسطور معاً من قبل جماعة من أصحابه - (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - غير أنّ الجامعين له - أي: الحافظين في صدورهم - أكثر ممّن كتبه، كما أنّ من كتبه بتمامه فكان ذا مصحف يختصّ به أقلّ ممّن كان عنده سور من القرآن كتبها واحتفظ بها لنفسه.. فهل كان الجامعون له بتمامه أربعة كما عن أنس بن مالك(1) وعبدالله بن عمرو(2) أو خمسة كما عن محمد بن كعب القرظي(3) أو ستّه كما عن الشعبي(4) أو تسعة كما عن النديم(5)؟!

إنّ الجامعين للقرآن أكثر من هذه الأعداد.. وأمّا حديث الحصر في الأربعة وأنّ كلّهم من الأنصار - كما عن أنس بن مالك - فنحن نستنكره تبعاً لجماعة من الأئمّة.. كما ذكر الحافظ السيوطي.. ولا نتكلّف تأويله ولا ننظر في سنده..


1- صحيح البخاري 6: 102.

2- صحيح البخاري 6: 102، صحيح مسلم 7: 149.

3- الإتقان 1: 72، منتخب كنز العمّال 2: 47.

4- الإتقان 1: 72، البرهان 1: 241.

5- الفهرست: 30.