النوع الثاني عشر (ما أوله السين)

(سجن) ﴿سجين﴾ (1) فعيل من السجن وهو الحبس قال تعالى: ﴿إن كتاب الفجار لفي سجين﴾ (2) وهو جب في جهنم أي ما يكتب من أعمالهم فيه، و ﴿كتاب مرقوم﴾ (3) خبر مبتدأ أي هو موضع كتاب، وقيل: سجين هو ديوان الشر دون الله فيه أعمال الكفرة والفسقة من الانس وهو فعيل من السجن لأنه سبب الحبس والتضيق في جهنم، ويقال: سجين صخرة تحت الأرض السابعة، يعني: أن أعمالهم لا تصعد إلى السماء مقابل لقوله: ﴿إن كتاب الأبرار لفي عليين﴾ (4) أي في السماء السابعة.

(سكن) ﴿جعل الليل سكنا﴾ (5) أي يسكن فيه الناس سكون الراحة، و ﴿إن صلاتك سكن لهم﴾ (6) أي إن دعواتك يسكنون إليها وتطمئن قلوبهم بها، والسكينة فعيلة من السكون يعني السكون الذي هو وقار لا الذي هو فقد الحركة، وفي الخبر السكينة هي الايمان في قوله: ﴿هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين﴾ (7) وقوله ﴿أن يأتيكم التابوت فيه سكينة﴾ (8) أي يودع فيه ما تسكنون إليه وهو التوراة، وكان موسى عليه السلام إذا قاتل قدمه فتسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفرون وقيل: صورة كانت فيه من زبرجد أو ياقوت فيها صور الأنبياء من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله، ويقال: السكينة من مخلوقات الله تعالى فيه طمأنينة ورحمة، لها وجه مثل وجه الانسان ورأس مثل رأس الهر وذنب وجناحان فتئن وتصوت فيزف التابوت نحو العدو وهم يتبعونه فإذا استقر ثبتوا وسكنوا ونزل النصر، و ﴿أنزل الله سكينته﴾ (9) أي أمنه الذي تسكن عنده القلوب، و ﴿في مسكنهم﴾ (10) أي في بلدهم الذي يسكنون فيه، وقوله ﴿ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة﴾ (11) نحو الحمامات والربط وحوانيت الباعة والأحبة والخانات ﴿فيها متاع لكم﴾ (12) أي منفعة كالبيع والشراء ونحو ذلك، وقيل: هي الخرابات المعطلة يبرز فيها، والمتاع: البراز، والمسكين: مفعيل من السكون وهو الذي سكنه الفقر أي قلل حركته، وقال يونس: المسكين الذي لا شئ له، والفقير الذي له بعض ما يقيمه، وقال الأصمعي: المسكين أحسن حالا من الفقير لأن الله عز وجل يقول: ﴿أما السفينة فكانت لمساكين﴾ (13) فأخبر ان المسكين له سفينة من سفن البحر وهي تساوى جملة وتمسكن الرجل: تشبه بالمساكين، وتمسكن: خضع وأخبت، ومنه: اللهم أحيني مسكينا (14) و ﴿ضربت عليهم الذلة والمسكنة﴾ (15) فالذلة: الذل، والمسكنة: هي مصدر المسكين أي فقر النفس، فالغالب في اليهود انهم فقراء مساكين حتى أنه يقال: لا يوجد يهودي موسر ولا فقير غني النفس وان تعمد إزالة ذلك عنه، ومعنى ضربها عليهم أي هي محيطة بهم إحاطة البيت المضروب على أهله.

(سنن) السنة: ابتداء النعاس في الرأس فإذا خالط القلب صار نوما، وسنون: جمع سنة، والسنون: الجدب قال تعالى ﴿ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين﴾ (16) والسنن: جمع سنة وهي الطريقة التي سنها الله تعالى لإهلاك من كذب أنبياء الله تعالى وآياته، و ﴿قد خلت سنة الأولين﴾ (17) أي طريقتهم التي سنها الله في إهلاكهم حين كذبوا رسوله وهو وعيد، و ﴿سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا﴾ (18) يعني ان كل قوم أخرجوا رسولهم من بينهم فسنة الله أن يهلكهم وانتسابه بأنه مصدر مؤكد أي سن الله ذلك سنة، وقوله: ﴿ولبثت فينا من عمرك سنين﴾ (19) قيل: لبث عندهم ثمانية عشر سنة، وقيل: ثلاثين سنة، و ﴿من حمأ مسنون﴾ (20) أي مصبوب مفرغ كأنه أفرع حتى صار صورة يقال: سننت الشئ سنا إذا صببته صبا سهلا، وقيل المسنون: المصور، وسنة الوجه: صورته، ويقال مسنون، أي متغير الرائحة.


1. المطففين: 19.

2. الأنعام: 96.

3. التوبة: 104.

4. الفتح: 4.

5. البقرة: 248.

6. التوبة: 27.

7. سبأ: 15.

8. النور: 29.

9. النور: 29.

10. الكهف: 80.

11. من دعاء النبي صلى الله عليه وآله: اللهم احيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين.

12. البقرة: 61.

13. الأعراف: 129.

14. الحجر: 13.

15. اسرى: 77.

16. الشعراء: 18.

17. الحجر: 26، 28، 33.

18. الرحمن: 29.

19. الشعراء: 119، يس: 41، الصافات: 140.

20. البقرة: 14.