النوع الثاني (ما أوله الباء)

(بدن) البدن: للانسان، والبدن: الدرع القصيرة، وعلى الوجهين فسر قوله: ﴿فاليوم ننجيك ببدنك﴾ (1) أي ببدنك أي من غير روح أو بدرعك، و ﴿البدن﴾ (2) جمع بدنة سميت بذلك لعظم بدنها وهي الإبل خاصة.

(برهن) البرهان: الحجة، و ﴿برهانكم﴾ (3) أي حجتكم، وبرهنه: بينه بحجته، وسميت الحجة برهانا لبياضها (4) ووضوحها، و ﴿لولا أن رأى برهان ربه﴾ (5) قيل: أي في قبح الزنا وسوء عاقبته، وقيل: رأى جبرائيل، وقيل: تمثل له يعقوب عليه السلام عاضا على أنامله، وقيل: غير ذلك.

(بطن) البطن: خلاف الظهر قال تعالى: ﴿للبث في بطنه﴾ (6) وهو مذكر، وجمعه في القليل: أبطن، وفي الكثير: بطون، قال تعالى: ﴿من بطون أمهاتكم﴾ (7) و ﴿يخرج من بطونها شراب﴾ (8) وإن كان يخرج من أفواهها كالريق لئلا يظن إنه ليس من بطونها، و ﴿لا تتخذوا بطانة من دونكم﴾ (9) أي دخلا من غيركم، وبطانة الرجل: دخلاؤه، وأهل سره ممن يسكن إليهم ويثق بمودتهم شبه ببطانة الثوب كما شبه الأنصار: بالشعار في قوله (10): الأنصار: شعار، والناس دثار.

(بنن) البنان: الأصابع، واحدتها: بنانة قال تعالى: ﴿بلى قادرين على أن نسوي بنانه﴾ (11) أي أصابعة التي هي أطرافه كما كانت أولا على صغرها ولطافتها فكيف كبار العظام، وقيل: معناه بل نجمعها ونحن قادرون على أن نسوي أصابع بدنه ورجليه أي نجعلها مستوية شيئا واحدا كخف البعير، وحافر الحمار فلا يمكنه أن يعمل شيئا مما كان يعمل بأصابعه المفرقة ذات المفاصل والأنامل من البسط، والقبض وأنواع الأعمال.

(بين) ﴿تقطع بينكم﴾ (12) أي تشتت وصلكم، وجمكم، والبين: من الأضداد يكون الوصال، ويكون الفراق، والبين: الوسط، قال تعالى: ﴿بين ذلك سبيلا﴾ (13) وقوله ﴿بين أيديهن وأرجلهن﴾ (14) أي لا يأتين بولد من غير الزوج وكنى بما بين يديها ورجليها عن الولد لأن الفرج بين الرجلين، والبطن بين اليدين، و ﴿علمه البيان﴾ (15) أي فصل ما بين الأشياء، ويقال: البيان هو المنطق المعرب عن ما في الضمير وقيل ﴿الإنسان﴾ (16) آدم عليه السلام، و ﴿البيان﴾ (17) اللغات كلها، وأسماء كل شئ (18)، و ﴿تبيانا﴾ (19) تفعال من البيان (20)، وقوله: ﴿إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا﴾ (21) أي إذا سافرتم وذهبتم للغزو فتبينوا أي فاطلبوا بيان الأمر وثباته ولا تعجلوا فيه، و ﴿تبينت الجن﴾ (22) أي ظهر وتبين ان الجن ﴿لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين﴾ (23) من تبين الشئ إذا ظهر وتجلى، والبين: الواضح قال تعالى: ﴿بسلطان بين﴾ (24) و ﴿البينة﴾ (25) الحجة الواضحة، قال تعالى: ﴿اتيناهم كتابا فهم بينت منه﴾ (26) وأبان الشئ إذا اتضح فهو مبين بمعنى بان قال تعالى: ﴿إنه لكم عدو مبين﴾ (27) أي (28) مظهر للعداوة وقال تعالى: ﴿فإذا هي ثعبان مبين﴾ (29) أي بين، وبين الشئ إذا أوضحه قال تعالى: ﴿لتبيننه للناس ولا تكتمونه﴾ (30) وقال تعالى: ﴿إلا أن يأتين بفاحشة مبينة﴾ (31) واستبان الشئ تبين، واستبانه بينه، وعلى الوجهين قرئ قوله ﴿ولتستبين سبيل المجرمين﴾ (32) بنصب السبيل، ورفعه، و ﴿الكتاب المستبين﴾ (33) أي البليغ في بيانه وهو التوراة وقوله ﴿مهين﴾ (34) ﴿ولا يكاد يبين﴾ (35) أي ضعيف حقير ولا يكاد يبين الكلام.


1. البقرة: 111، الأنبياء: 24، النمل: 64، القصص: 75.

2. من البرهونة وهي البيضاء من الجواري.

3. يوسف: 24.

4. الصافات: 144.

5. النحل: 78.

6. النحل: 69.

7. آل عمران: 118.

8. صلى الله عليه وآله.

9. القيامة: 4.

10. الأنعام 94.

11. النساء: 149، اسرى: 110.

12. الممتحنة: 12.

13. الرحمن: 4.

14. الرحمن: 3.

15. الرحمن: 4.

16. وقيل: الانسان محمد صلى الله عليه وآله والبيان: ما كان وما يكون.

17. النحل: 89.

18. والفرق بين البيان والتبيان هو ان البيان جعل الشئ مبينا بدون حجة، والتبيان جعل الشئ مبينا مع الحجة والتبيان من المصادر الشاذة لأن المصادر إنما تجئ على وزن التفعال بفتح التاء ولم يجئ بالكسر إلا التبيان والتلقاء.

19. النساء: 93.

20. سبأ: 14.

21. سبأ: 14.

22. الكهف: 15.

23. البينة: 1، 4.

24. الفاطر: 40.

25. البقرة: 168 208، الأنعام: 142، يس: 60، الزخرف: 62.

26. أي الشيطان.

27. الأعراف: 106، الشعراء: 32.

28. آل عمران: 187.

29. النساء: 18، الطلاق: 1.

30. الأنعام: 55.

31. الصافات: 17.

32. الزخرف: 52.

33. الزخرف: 52.

34. التين: 1.

35. محمد: 4.