النوع الأول (ما أوله الألف)

(اذن) ﴿الأذن﴾ (1) معروفة، قال تعالى: ﴿الأذن بالأذن﴾ (2) قرئ بسكون الذال وضمها، ورجل أذن: بالسكون يسمع كل أحد ويصدقه، ويقال: أذن بضم الذال قال تعالى: ﴿ويقولون هو أذن قل أذن خير﴾ (3) أي يسمع ما يجب استماعه ويقبل ما يجب قبوله، وجمع الأذن: آذان، قال تعالى: ﴿فضربنا على اذانهم﴾ (4) أي ايمانهم، و ﴿أذان من الله﴾ (5) إعلام من الله، والإيذان: الإعلام، وأصله من الاذن تقول: أذنك بالصلاة والأمر أي أوقعته في إذنك، وقال تعالى: ﴿أذن للذين يقاتلون﴾ (6) وقوله: ﴿اذنتكم على سواء﴾ (7) أي أعلمتكم، واستوينا في العلم معا، وأذنتنا: أعلمتنا، و ﴿أذناك﴾ (8) أعلمناك، و ﴿أذنت لربها وحقت﴾ (9) سمعت لربها وحق لها أن تسمع، وقوله: ﴿إلا بإذن الله﴾ (10) أي بعلم الله، وقيل: بتوفيقه، قال تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله﴾ (11) وقوله: ﴿وما هم بضارين من أحد إلا بإذن الله﴾ (12) أي بأمره لأنه (13) وغيره من الأسباب غير مؤثر بالذات بل بأمره تعالى، و ﴿بإذن ربهم﴾ (14) أي بتوفيقه وتسهيله ﴿وإذ تأذن ربك﴾ (15) أي اعلم ربك وتفعل بمعنى أفعل كقولهم: أوعدني، وتوعدني وقوله: ﴿فاذنوا بحرب من الله﴾ (16) أي فاعلموا بها من أذن الشئ: علم به، وقوله: ﴿ما قطعتم من لينة﴾ (17) أي نخلة ﴿أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله﴾ (18) أي قطعها باذن من الله وأمره ﴿ليجزي الفاسقين﴾ (19) و ﴿أذن في الناس بالحج﴾ (20) أي ناد (21) فيهم، والنداء بالحج: أن يقول: حجوا، أو عليكم بالحج، وروي انه صعد أبا قبيس فقال: يا أيها الناس حجوا بيت ربكم فأسمع الله صوته كل من سبق علمه بالحج بأنه يحج إلى يوم القيامة فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال، والاستيذان: طلب الاذن وقوله تعالى: ﴿ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم﴾ (22) الآية، أمر سبحانه بأن يستأذن العبيد، والأطفال الذين لم يحتلموا من الأحرار ثلاث مرات في اليوم والليلة قبل صلاة الفجر لأنه وقت القيام من المضاجع ولبس الثياب، وبالظهيرة لأنه وقت وضع الثياب للقائلة، وبعد صلاة العشاء لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم، وسمي كل وقت من هذه الأوقات عورة.

(اسن) ﴿اسن﴾ (23) متغير الطعم والريح، قال تعالى: ﴿ماء غير اسن﴾ (24) (امن) ﴿أمنة نعاسا﴾ (25) مصدر أمنت أمنة، وأمانا، وأمنا كلهن سواء، و ﴿نعاسا﴾ (26) بدل من ﴿أمنة﴾ (27) أو مفعول له لأن النعاس سبب حصول الأمن، والأمن: الأمان، قال تعالى: ﴿لهم الأمن﴾ (28) والأمانة: ما يؤتمن عليه، وائتمنه على الشئ أمنه قال تعالى: ﴿فليؤد الذي اؤتمن أمانته﴾ (29) وقوله: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان﴾ (30) قيل: المراد بالأمانة الطاعة، وقيل: العبادة، وعرضها على الجمادات وإباوها وإشفاقها مجاز، وأما حمل الأمانة فمن قولك: فلان حامل للأمانة ومحتمل لها يريد لا يؤديها إلى صاحبها حتى يخرج عن عهدتها لأن الأمانة كأنها راكبة للمؤتمن عليها فإذا أداها لم تبق راكبة له ولم يكن هو حاملا لها فالمعنى: فأبين أن لا يؤدينها وأبى الانسان إلا أن يكون محتملا لها فلا يؤديها، و ﴿أبلغه مأمنه﴾ (31) أي موضع أمنه إن لم يسلم (32) والمؤمن: المصدق بالله عز وجل وبما وعد به، ومنه قوله: ﴿قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه﴾ (33) و ﴿يؤمنون بالغيب﴾ (34) أي يصدقون بأخبار الله عز وجل عن الجنة، والنار، والقيامة، وأشباه ذلك، وقوله: ﴿فامن له لوط﴾ (35) أي أول من صدق به (36) لوط وهو ابن أخته، و ﴿هذا البلد الأمين﴾ (37) أي الأمن يعني مكة وكانت أمنا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله لا يغار عليها و ﴿من دخله كان امنا﴾ (38) قيل: معناه آمنا من العقاب إذا قام بحقوق الله، وقيل: الأمان للصيد، وقيل: أمنا من القتل، و ﴿فأمنن أو أمسك بغير حساب﴾ (39) جعل الله له (40) أن يحبس من يشاء من الجن والإنس ويطلق من يشاء، يقال: مننت على الأسير أطلقته.

(اني) ﴿الان﴾ (41) أي في هذا الوقت وهو الوقت الذي أنت فيه، و ﴿أيان﴾ (42) أي أي حين؟وهو سؤال عن زمان مثل: متى (43)، قال تعالى: ﴿أيان مرساها﴾ (44) و ﴿أيان يبعثون﴾ (45).


1. التوبة: 62.

2. الكهف: 11.

3. التوبة: 3.

4. الحج: 39.

5. الأنبياء: 109.

6. السجدة: 47.

7. الانشقاق: 2، 5.

8. تكرر ذكرها في القرآن الكريم.

9. آل عمران: 145.

10. البقرة: 102.

11. اي السحر.

12. إبراهيم: 10، 23.

13. الأعراف: 166.

14. البقرة: 279.

15. الحشر: 5.

16. الحشر: 5.

17. الحشر: 5.

18. الحج: 27.

19. والخطاب لإبراهيم عليه السلام.

20. النور: 58.

21. محمد: 15.

22. محمد: 15.

23. آل عمران: 154.

24. آل عمران: 154.

25. آل عمران: 154.

26. الأنعام: 82.

27. البقرة: 283.

28. الأحزاب: 72.

29. التوبة: 7.

30. أي المشرك.

31. المؤمن: 28.

32- البقرة: 3.

33. العنكبوت: 26.

34. أي بإبراهيم عليه السلام.

35. التين: 3.

36. آل عمران: 97.

37. ص: 39.

38. يقصد سليمان عليه السلام.

39. تكرر ذكرها في القرآن الكريم.

40. الأعراف: 186، النازعات: 42، النحل: 21، النمل: 65.

41. متى، وايان: للأزمنة، وكسر همزة إيان: لغة سليم لا يستفهم بها إلا عن المستقبل، اما أين: فللأمكنة شرطا واستفهاما.

42. الأعراف: 186، النازعات: 42.

43. النحل: 21، النمل: 65.

44. يونس: 92.

45. الحج: 36.