النوع السادس (ما أوله الحاء)

(حتم) ﴿حتما مقضيا﴾ (1) الحتم: الواجب المرغم عليه.

(حرم) ﴿حروم﴾ (2) محرومون واحدهم حرم والأربعة الحرم (3): واحد فرد وهو رجب وثلاثة سرد وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، و ﴿المحرمات قصاص﴾ (4) يقال: الآية تحكم بالقصاص على من نال من مسلم شيئا حرم عليه، و ﴿المحروم﴾ (5) والمحارف: واحد لأن المحروم الذي حرم الرزق والمحارف الذي حارفه الرزق أي انحرف عنه، وأصل التحريم: المنع، ومنه ﴿وحرمنا عليه المراضع﴾ (6) وله حرمة أي حق يمنع من ظلمه وقوله: ﴿لم تحرم ما أحل الله لك﴾ (7) قيل: أي من ملك اليمين، روى: إن رسول الله صلى الله عليه وآله خلا بمارية في يوم عائشة وعلمت بذلك حفصة فقال لها: اكتمي علي وقد حرمت مارية على نفسي واستكتمها فلم تكتم وأخبرت عائشة الخبر وحدثت كل واحدة منهما أباها بذلك فاطلع الله نبيه على ذلك فطلقها واعتزل النساء ومكث تسعا وعشرين ليلة في بيت مارية، وقوله: ﴿إلا ما حرم إسرائيل على نفسه﴾ (8) روي إنه حرم لحوم الإبل وألبانها لما اشتكى عرق النساء وهما لا يلائمانه.

(حسم) ﴿حسوما﴾ (9) تباعا متوالية واشتقاقه من حسم الدواء وهو أن يتابع عليه بالمكواة حتى يبرأ فجعل مثلا فيما يتابع فحسوما: جمع حاسم كجلوس جمع جالس، وقيل ﴿حسوما﴾ (10) مصدر حسمتهم حسوما أي قطعتهم وتقديره ذات حسوم، وقيل الحسوم الشؤم، و ﴿حسوما﴾ (11) نحوسا وشؤما.

(حطم) ﴿حطاما﴾ (12) فتانا، والحطام: ما يحطم من عيدان الزرع إذا يبس، و ﴿الحطمة﴾ (13) النار، سميت بذلك لأنها تحطم كل شئ أي تكسره وتأتي عليه، ويقال للرجل الأكول: إنه لحطمة، و ﴿لا يحطمنكم سليمان وجنوده﴾ (14) أي لا يحطمنكم جنود سليمان فجاء بما هو أبلغ، ونحوه: عجبت من نفسي ومن إشفاقها، والوجه في قولها ذلك مع إن الريح كانت تحملهم احتمال إرادتهم النزول عنا منقطع الوادي لأنهم ما دامت الريح تحملهم في الهواء لا يخاف حطمهم ويمكن أن يكون جنود سليمان كانوا ركبانا ومشاة في ذلك الوقت ولم تحملهم الريح أو كانت القصة قبل تسخير الريح له (حكم) ﴿منه آيات محكمات﴾ (15) في المحكم أقوال للمفسرين والأصح منها على ما قيل: ان المحكم ما هو واضح قائم بنفسه لا يفتقر إلى استدلال كقوله تعالى ﴿قل هو الله أحد﴾ (16) إلى آخر السورة، والمتشابه: ما يقابله، و ﴿أحكمت آياته﴾ (17) أي بالأمر والنهي ثم فصلت بالوعد والوعيد أو أحكمت عبارتها بأن حفظت من الاحتمال و الاشتباه، وحكم وحكمه، كما يقال: ذل وذله، وحكمة: اسم للعقل وإنما سمي حكمة لأنه يمنع صاحبه من الجهل، و ﴿بالحكمة﴾ (18) أي النبوة، و ﴿الموعظة الحسنة﴾ (19) أي القرآن، و ﴿اتيناه الحكمة﴾ (20) أي الزبور وعلم الشرائع، وقيل: كل كلام وافق الحق فهو حكمة، ويقال: الحكمة فهم المعاني، وسميت حكمة لأنها مانعة من الجهل قال تعالى: ﴿ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا﴾ (21) وفي الخبر ﴿ومن يؤت الحكمة﴾ (22) هي طاعة الله تعالى ومعرفة الإمام عليه السلام ويقال في قوله: ﴿ويعلمه الكتاب والحكمة﴾ (23) أي الفقه والمعرفة و ﴿فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها﴾ (24) أي حاكم، و ﴿الحكيم﴾ (25) من صفات الله تعالى لذاته بمعنى العالم، ويجوز أن يكون من صفات الفعل، و ﴿القران الحكيم﴾ (26) أي المحكم قاله أبو عبيدة.

(حلم) ﴿لأنت الحليم الرشيد﴾ (27) هو كناية عن إنهم قالوا أنت السفيه الجاهل وقيل: إنهم قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء، وقيل: هذا من أشد سباب العرب، ومثله ﴿ذق إنك العزيز الكريم﴾ (28) والحليم: الذي لا يعاجل بالعقوبة، ومنه ﴿أن الله غفور حليم﴾ (29).

(حمم) ﴿الحميم﴾ (30) الماء الحار، وعن ابن عباس: لو سقطت منه نقطة على جبال الدنيا لأذابتها، والحميم: القريب في النسب قال تعالى ﴿ولا يسئل حميم حميما﴾ (31) أي قريب قريبا، و ﴿ظل من يحموم﴾ (32) اليحموم: الدخان، واليحموم: الأسود البهيم أيضا.


1. في قوله تعالى: " منها أربعة حرم " التوبة: 37.

2. البقرة: 194.

3. الذاريات: 19، المعارج 25.

4. القصص: 12.

5. التحريم: 1.

6. آل عمران: 87.

7. الحاقة: 7.

8. الحاقة: 7.

9. الحاقة: 7.

10. الزمر: 21، الحديد: 20، الواقعة: 65.

11. الهمزة: 4، 5.

12. النمل: 18.

13. آل عمران: 7.

14. الاخلاص: 1.

15. هود: 1.

16. النحل: 125.

17. النحل: 125.

18. ص: 20.

19. البقرة: 269.

20. البقرة: 269.

21. آل عمران: 48.

22. النساء: 34.

23. تكرر ذكرها في القرآن الكريم.

24. يس: 1.

25. هود: 87.

26. الدخان: 49.

27. البقرة: 235، آل عمران: 155.

28. الحج: 19، المؤمن: 72، الدخان: 46، 48، الواقعة: 54.

29. المعارج: 10.

30. الواقعة: 43.

31. البقرة: 7.

32. الشورى: 24.