النوع الأول (ما أوله الألف)

(اثم) ﴿أثاما﴾ (1) أي عقوبة، والآثام: الاثم أيضا، و ﴿كفار أثيم﴾ (2) أي متحمل للإثم، و ﴿طعام الأثيم﴾ (3) هو الكافر ههنا، وقوله ﴿والاثم والبغي﴾ (4) قيل: الاثم ما دون الحسد وهو ما يتاثم الانسان بفعله، والبغي: الاستطالة على الناس أي وحرم الاثم، وقيل الاثم: الخمر، والبغي: الفساد، يقال: شربت الاثم حتى ضل عقلي و ﴿إثمه﴾ (5) نسبة إلى الاثم قال تعالى: ﴿لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما﴾ (6).

(ارم) ﴿إرم﴾ (7) أبو عاد يقال هو عاد بن آدم بن سام بن نوح ويقال ﴿إرم﴾ (8) اسم بلدتهم التي كانوا فيها سميت بساكنها، ويقال: إنها حجبت عن الأبصار بها من أعمدة البناء ما ليس لغيرها، قال تعالى: ﴿إرم ذات العماد﴾ (9) ومعنى الآية على هذا التفدير ﴿ألم تر كيف فعل ربك بعاد﴾ (10) ﴿إرم ذات العماد﴾ (11) صاحبه إرم وقال بعضهم: هي دمشق، ويقال: هي الإسكندرية، وليس بشئ لأن عادا كانوا باليمن وحضرموت وآثارهم موجودة إلى اليوم، قال تعالى: ﴿إذ أنذر قومه بالأحقاف﴾ (12) والأحقاف: رمال بأعيانها في أسفل حضرموت.

(ألم) ﴿عذاب أليم﴾ (13) أي مؤلم موجع، و ﴿يألمون كما تألمون﴾ (14) أي يجدون ألم الجراح ووجعها.

(أمم) ﴿امين البيت﴾ (15) عامرين البيت، و ﴿أميون﴾ (16) لا يكتبون واحدهم أي منسوب إلى الأمية التي هي على أصل ولادة أمهاتها لم تتعلم الكتابة والقراءة، وأمة على ثمانية أوجه، أمة جماعة قال تعالى: ﴿أمة من الناس يسقون﴾ (17) والأصل فيها المقصد وسمي بها الجماعة لأن الفرق تأتمها.

وأمة: أتباع الأنبياء كما يقال: نحن من أمة محمد صلى الله عليه وآله، وأمة رجل جامع للخير يقتدى به قال: ﴿إن إبراهيم كان أمة قانتا لله﴾ (18) وأمة: دين وملة قال تعالى: ﴿إنا وجدنا آباءنا على أمة﴾ (19) وقال تعالى: ﴿لولا أن يكون الناس أمة واحدة﴾ (20) أي لولا أن يجتمعوا على الكفر لجعلنا الآية، وأمة: حين وزمان قال تعالى: ﴿إلى أمة معدودة﴾ (21) وقال تعالى: ﴿وادكر بعد أمة﴾ (22) أي حين، وأمة قامة: يقال فلان حسن الأمة أي القامة، وأمة: رجل منفرد بدينه لا يشركه فيه أحد، وأمة: أم يقال إن الأمهات للناس والأمهات للبهائم قال تعالى: ﴿يابنؤم لا تأخذ بلحيتي﴾ (23) وقال تعالى: ﴿وأزواجه أمهاتهم﴾ (24) أي في تحريم النكاح كما قال ﴿ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا﴾ (25) وليس بأمهات على الحقيقة وأصل كل شئ أمه، و ﴿أم القرى﴾ (26) أصل القرى يعني مكة لأن الأرض دحيت من تحتها فكأنها تولدت منها ولأنها قبلة لأهل القرى ومحجهم ولأنها أعظم القرى شأنا، و ﴿لتنذر أم القرى﴾ (27) أي أهل أم القرى، و ﴿أم الكتاب﴾ (28) أصل الكتاب يعني اللوح المحفوظ، وأم الكتاب: سورة الفاتحة وسميت أما لأنها أوله وأصله ولأن السور تضاف إليها ولا تضاف هي إلى شئ و ﴿في أمها رسولا﴾ (29) أي معظمها، ولم الطريق: معظمه، و ﴿فأمه هاوية﴾ (30) يعني جهنم سميت اما لان الكافر يأوي إليها فهي له كالأم أي كالأصل، و ﴿جاعلك للناس إماما﴾ (31) أي يأتم بك الناس فيتبعوك ويأخذون عنك لأن الناس يؤمون أفعاله أي يقصدونها ويتبعونها، ويقال للطريق: إمام لأنه يؤم أي يقصد ويتبع، قال تعالى: ﴿وإنهما لبإمام مبين﴾ (32) أي لبطريق واضح، والامام: الكتاب أيضا، ومنه قوله تعالى: ﴿يوم ندعوا كل أناس بإمامهم﴾ (33) أي بكتابهم، ويقال: بدينهم، ويقال بمن إئتموا به من نبي أو إمام أو كتاب، وفي الخبر عن الصادق عليه السلام: ألا تحمدون الله تعالى إذ كان يوم القيامة فدعى كل قوم إلى من يتولونه وفزعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وفزعتم الينا أين ترون يذهب بكم؟إلى الجنة ورب الكعبة قالها ثلاثا، و ﴿قطعناهم في الأرض أمما﴾ (34) أي فرقناهم في الأرض بحيث لا يكاد يخلو قطر منهم، وقوله ﴿ليفجر أمامه﴾ (35) أي ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه،(36) وعن سعيد بن جبير: يقدم الذنب ويؤخر التوبة يقول: سوف أتوب إلى أن يأتيه الموت على أسوأ أعماله، وقوله: ﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا﴾ (37) أي حكمنا لهم بالإمامة وأصل أئمة: أءممة فألقيت حركة الميم الأولى على الهمزة وأدغمت الميم في الميم وخففت الهمزة الثانية لئلا تجتمع الهمزتان في حرف واحد مثل: آدم، وآخر قال تعالى: ﴿وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار﴾ (38).

(أيم) ﴿الأيامى﴾ (39) الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء واحدهم: أيم.


1. الدخان: 44.

2. الأعراف: 32.

3. البقرة: 181.

4. الواقعة: 25.

5. الفجر: 7.

6. الفجر: 7.

7. الفجر: 7.

8. الفجر: 6.

9. الفجر: 7.

10. الأحقاف: 21.

11. تكرر ذكرها.

12. النساء: 103.

13. المائدة: 3.

14. البقرة: 78.

15. القصص: 22.

16. النحل: 120.

17. الزخرف: 22، 23.

18. الزخرف: 33.

19. هود: 8.

20. يوسف: 45.

21. طه: 94.

22. الأحزاب: 6.

23. الأحزاب: 53.

24. الأنعام: 92، الشورى 7.

25. الأنعام: 92، الشورى 7.

26. آل عمران: 7، الرعد: 41، الزخرف: 4.

27. القصص: 59.

28. القارعة: 9.

29. البقرة: 124.

30. الحجر: 79.

31. اسرى: 71.

32. الأعراف: 167.

33. القيامة: 5.

34. سعيد بن جبير: أبو عبد الله سعيد بن جبير الأسدي الكوفي التابعي ولد سنة 45 وقتله الحجاج بواسط سنة 95 للهجرة.

35. السجدة: 24.

36. القصص: 5.

37. النور: 32.

38. الزخرف: 79.

39. النمل: 19.