النوع الثالث والعشرون (ما أوله الميم)

(مثل) ﴿تماثيل﴾ (1) قيل: إنها صور الأنبياء عليهم السلام، وقيل: كانت غير صور الحيوان كصور الأشجار وغيرها، وروي إنهم عملوا له (2) أسدين في أسفل كرسيه ونسرين فوقه فإذا أراد أن يصعد بسط الأسدان ذراعيهما وإذا قعد ظلله النسران بأجنحتهما من الشمس، ﴿وما هذه التماثيل﴾ (3) أي ما هذه الأصنام، و ﴿أمثلهم طريقة﴾ (4) أعدلهم قولا عند نفسه، و ﴿ليس كمثله شئ﴾ (5) أي كهو، والعرب تقيم المثل مقام النفس، وقد تسمى الصفة والقصة الرانقة لاستحسانها أو لاستغرابها مثلا للشبه ببعض الأمثال التي سيرت لكونها مستحسنة عنهم قال تعالى: ﴿يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له﴾ (6) و ﴿المثلى﴾ (7) تأنيث الأمثل، و ﴿المثلات﴾ (8) عقوبات أمثالهم من المكذبين واحدها: مثلة، ويقال ﴿المثلات﴾ (9) الأشباه والأمثال مما يعتبر به، و ﴿مثلهم في التورية﴾ (10) يعني صفتهم فيها، و ﴿إذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا﴾ (11) أي بالجنس الذي جعله له مثلا أي شبها لأنه إذا جعل الملائكة جزء له وبعضا منه فقد جعله من جنسه ومماثلا له لأن الولد إنما يكون من جنس الوالد، و ﴿مثل الجنة﴾ (12) أي صفتها، وكذا ﴿مثل الذين كفروا﴾ (13) ونحوه، و ﴿له المثل الاعلى﴾ (14) يعني التوحيد، والخلق، والأمر ونفي كل إله سواه، وترجم عن هذا كله بقوله: ﴿لا إله إلا الله﴾ (15).

(محل) ﴿شديد المحال﴾ (16) أي العقوبة والنكال، ويقال: المكر، والكيد، وعن الأزهري: القوة والشدة.

(ملل) ﴿ملة إبراهيم﴾ (17) أي دين إبراهيم، و ﴿ليملل الذي عليه الحق﴾ (18) أي يكن المعلي من عليه الحق لأنه المقر المشهود عليه والاملال والاملاء بمعنى واحد قال تعالى: ﴿أنما نملي لهم﴾ (19) أراد الامهال وإطالة العمر.

(مهل) المهل (20): دردي الزيت، ويقال: ما أذيب من النحاس والرصاص وأشباه ذلك.


1. الأنبياء: 52.

2. طه: 104.

3. الشورى: 11.

4. الحج: 73.

5. طه: 63.

6. الرعد: 7.

7. الرعد: 7.

8. الفتح: 29.

9. الزخرف: 17.

10. الرعد: 37، محمد: 15.

11. إبراهيم: 18.

12. الروم: 27.

13. الصافات: 35، محمد: 19.

14. الرعد: 14.

15. البقرة: 130، 135، آل عمران: 95، النساء: 124، الأنعام: 162، النحل 123.

16. البقرة: 282.

17. آل عمران: 178.

18. في قوله تعالى: " يغاثوا بماء كالمهل " الكهف: 29.

19. تكرر ذكرها في القرآن الكريم.

20. النساء: 3.