الأولوية الظاهرة

هذا كله، لو كانت الفاء في قوله: "فصل" للسببية، أما إذا كانت للتفريع، بمعنى أنه إذا كان هذا يدعّ اليتيم، و. فإن صدور الإساءة منه المتجسدة بغفلته عن صلاته، وعدم الاهتمام بها، تكون بطريق أولى. لأنّ كلا الأمرين يعود إلى منشأ واحد ولو لم يكن أحدهما سببًا للآخر.

﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ﴾:

وقد ورد في بعض الروايات: أن كلمة: "ويل" اسم وادٍ في جهنم، فيكون المعنى: أن الله أعدّ هذا الوادي لهؤلاء الناس الذين يسهون عن صلاتهم، ويراؤون ويمنعون الماعون.

ويلاحظ: أنه تعالى قد انتقل من الحديث عن آثار الذنوب إلى الحديث عن العقوبة أو عن الحالة المخزية والنتيجة التي ينتهي إليها من يدعّ اليتيم، ومن لا يحضّ على طعام المسكين، حيث ينتهي به الأمر إلى أن يستخدم حتى صلته مع الله في الإساءة إلى الناس وإلى نفسه، حيث يدمّر خصال الخير فيها. فمن انتهى به الأمر إلى هذا الحد كيف ستكون حاله، وما هو مآله، فهل سوف يقتصر سوء فعله على دع اليتيم، وعدم الحض على طعام المسكين؟ أم أنه سوف يترقّى في إجرامه إلى ما هو أعظم وأخطر من ذلك، على نفسه، وعلى المجتمع. وفي نطاق الجرأة على إله العباد؟