النوع السادس (ما أوله الحاء)

(حبل) الحبل: العهد والأمان، قال تعالى: ﴿إلا بحبل من الله وحبل من الناس﴾ (1) أي إلا معتصمين بذمة الله تعالى، أو كتابة الذي أتاهم، وذمة المسلمين، واتباع سبيل المؤمنين، وقيل: إلا بموضع حبل استثناء متصل كما تقول ضربت عليهم الذلة إلا في هذا المكان، والاعتصام بحبل الله اتباع القرآن، وترك الفرقة لقول النبي صلى الله عليه وآله: القرآن حبل الله المتين استعار له الحبل من حيث التمسك به سبب للنجاة عن الردى كما أن التمسك بالحبل سبب للسلامة عن التردي، و ﴿حبل الوريد﴾ (2) عرق بين العنق والمنكب قال تعالى: ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ (3).

(حلل) ﴿حلائل﴾ (4) جمع حليلة، وحليلة الرجل، امرأته، وإنما قيل لامرأة الرجل حليلة وللرجل حليلها لأنها تحل معه ويحل معها، و ﴿أنت حل بهذا البلد﴾ (5) أي حال (6)، يقال رجل حال أي ساكن، والحلول النزول، قال تعالى: ﴿أو تحل قريبا من دارهم﴾ (7) أي تحل أنت يا محمد، و ﴿من يحلل عليه غضبي﴾ (8) بضم اللام أي ينزل وقرأ الباقون بالكسر أي يجيب من حل الدين وجب أداؤه، وقرئ: ويحل بضم الحاء وكسرها كذلك، و ﴿يحل عليه عذاب مقيم﴾ (9) مثله، وحل الشئ حلا نقيض حرم قال تعالى: ﴿لا يحل لك النساء من بعد﴾ (10) قال محمد بن دريد (11): من قرأ بالياء قدره بمعنى جميع النساء، ومن قرأ بالتاء قدره بمعنى جماعة النساء، وأحل الشئ: جعله حلالا، قال تعالى: ﴿وأحل لكم ما وراء ذلكم﴾ (12) وحلل اليمين تحليلا وتحلة أي أبراها، قال تعالى: ﴿قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم﴾ (13) و ﴿يبلغ الهدي محله﴾ (14) أي مكانه الذي ينحر به، وهو أما حيث أحصر كما هو رأى الأكثر، أو حيث يبعث به كما هو رأي أبي حنيفة، وحل المحرم بمعنى أحل قال تعالى: ﴿وإذا حللتم فاصطادوا﴾ (15) و ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾ (16) أي ما جعله الله علما لطاعته كالمواقف، والطواف، والسعي، وغيرها، وإحلال هذه الأشياء التهاون بحرمتها مثل الحرم لا تصادوا فيه، والشهر الحرام لا تقاتلوا فيه، والهدي وهو ما أهدي إلى البيت لا تستحلوه ﴿حتى يبلغ الهدي محله﴾ (17) أي منحره.

(حمل) ﴿حمولة وفرشا﴾ (18) الحمولة: الإبل التي تطيق أن يحمل عليها، والفرش التي لا تطيق أن يحمل عليها وهي الصغار من الإبل وقيل الحمولة: الإبل، والخيل، والبغال والحمير، وكل ما حمل عليه، والفرش: الغنم، ﴿والحمل﴾ (19) ما تحمل الإناث في بطونها والحمل (20): ما يحمل على ظهر أو رأس، و ﴿حمالة الحطب﴾ (21) امرأة أبي لهب كانت تمشي بالنميمة، وحمل الحطب كناية عن النمائم لأنها توقع بين الناس الشر وتشعل بينهم النيران كالحطب الذي يذكى به النار، ويقال: إنها كانت موسرة، وكانت لفرط بخلها تحمل الحطب على ظهرها فنبأ الله تعالى عليها هذا القبيح من فعلها، ويقال: إنها كانت تقطع الشوك وتطرحه في طريق رسول الله وأصحابه لتؤذيهم بذلك، والحطب: يعني به الشوك، وقوله تعالى: ﴿فأبين أن يحملنها﴾ (22) عن الزجاج (23).

كل من خان الأمانة فقد حملها، وكل من أثم فقد حمل الاثم وحملها الإنسان (24) يعني الكافر والمنافق، وسيأتي للكلام تمام.

(حول) الحول: العام، قال تعالى: ﴿حولين كاملين﴾ (25) وحوله، وحواليه بمعنى قال تعالى: ﴿حافين من حول العرش﴾ (26) والتحويل: تصيير الشئ في غير المكان الذي كان فيه، والتغيير: تصيير الشئ على خلاف ما كان عليه، و ﴿يحول بين المرء وقلبه﴾ (27) أي يملك على قلبه فيصرفه كيف يشاء، وقيل: يحول بينه وبين أن يخفي عليه الشئ من سره وجهره فصار أقرب إليه من الوريد، و ﴿حولا﴾ (28) أي تحويلا.


1. ق: 16.

2. النساء: 22.

3. البلد: 2.

4. أي محل بهذا البلد بمعنى: وأنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة.

5. الرعد: 33.

6. طه: 81.

7. هود: 39، الزمر: 30.

8. الأحزاب 52.

9. ابن دريد: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي القحطاني البصري الشاعر اللغوي النحوي المتوفى ببغداد في 18 شعبان سنة 321 للهجرة.

10. النساء 23.

11. التحريم: 2.

12. البقرة: 196.

13. المائدة: 3.

14. المائدة: 3.

15. البقرة: 196.

16. الأنعام: 142.

17. وقد تكرر ذكرهما في القرآن الكريم.

18. وقد تكرر ذكرهما في القرآن الكريم.

19. اللهب: 4.

20. الأحزاب: 72.

21. الزجاج: أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الأديب النحوي اللغوي المتوفى سنة 311 للهجرة.

22. الأحزاب: 72.

23. البقرة: 233.

24. الزمر: 75.

25. الأنفال: 24.

26. الكهف: 109.

27. آل عمران: 118، التوبة: 48.

28. لقمان: 18، الحديد: 23.