النوع الحادي عشر (ما أوله الميم)

(مسك) ﴿والذين يمسكون بالكتاب﴾ (1) مرفوع بالابتداء وخبره ﴿إنا لا نضيع أجر المصلحين﴾ (2) والمعنى لا يضيع أجرهم وضع الظاهر موضع المضمر لأن المصلحين في معنى الذين يمسكون بالكتاب، ويجوز أن يكون مجرورا عطفا على الذين ينفقون، ويكون قوله: ﴿إنا لا نضيع﴾ (3) اعتراضا، يقال: أمسكت بالشئ وتمسكت به أي اعتصمت به، وقرئ ﴿ولا تمسكوا بعصم الكوافر﴾ (4) وأمسكت عن الكلام: سكت، والامساك بالمعروف (5).

هو الامساك بما يجب لهن من النفقة والسكنى (مكك) ﴿مكة﴾ (6) اسم بلد الكعبة شرفها الله تعالى، وسميت بذلك لاجتذابها الناس من كل أفق، يقال: امنك الفصيل ما في ضرع الناقة إذا استقصى فلا يدع فيه شيئا.

(ملك) ﴿ملكوت﴾ (7) أي ملك (8) والواو والتاء فيه زائدتان مثل: رحموت ورهبوت من الرحمة والرهبة، و ﴿بملكنا﴾ (9) أي قدرتنا، وطاقتنا، وقرئ بالحركات الثلاث، و ﴿على ملك سليمان﴾ (10) أي على عهد سليمان، و ﴿اتيناهم ملكا عظيما﴾ (11) أي آل إبراهيم وذلك إنه كان ليوسف ملك مصر، ولداود ملكا عظيما، وكان تحته مائة امرأة، وسليمان بن داود ملكا أعظم، وكان تحته ثلاثمائة امرأة مهرة بالنكاح الشرعي، وسبعمائة سرية، وقوله ﴿أو ما ملكت أيمانهن﴾ (12) أي من الايماء، وقيل: ﴿ما ملكت أيمانهن﴾ (13) هم الذكور والإناث جميعا، و ﴿مالك يوم الدين﴾ (14) أي مالك الأمر كله في يوم الدين وهو يوم الجزاء وقرئ ملك وهو أعم من مالك وذلك لأن ما تحت حياطة الملك من حيث إنه ملك أكثر مما تحت حياطة الملك من حيث إنه مالك، وأيضا الملك أقدر على ما يريد في أكثر تصرفاته وأكثر تصرفا فيها، وسياسة لها، وأفوى استيلاء عليها من المالك، و ﴿الملك على أرجائها﴾ (15) أي والخلق الذي يقال له الملك على أرجائها أي جوانبها.


1. الممتحنة: 10.

2. في قوله تعالى: " فامساك بمعروف " البقرة: 229.

3. الفتح: 24.

4. المؤمنون: 89، يس: 83، الأعراف: 184، الأنعام: 75.

5. وعزة وسلطان.

6. طه: 87.

7. البقرة: 102.

8. النساء: 53.

9. النور: 31، الأحزاب: 55.

10. النور: 31، الأحزاب: 55.

11. الفاتحة: 1.

12. الحاقة: 17.

13. البقرة: 128.

14. البقرة: 196.

15. البقرة: 200.