حب الدنيا هو السبب

والذي مهّد لذلك هو: أن السبب في دعّ اليتيم، وعدم الحضّ على طعام المسكين، هو حب الدنيا، وسيطرة الشهوات، والأهواء عليه، وضعف أو عدم إيمانه بالدين والجزاء. فيسّر له ذلك التظاهر بالصلاة، لكن لا ليتقرّب بها إلى الله لضعف الدافع لديه إلى ذلك، بسبب فقده الإيمان بالجزاء حتى لو اعتقد بالله، فأنه اعتقاد لا أثر له إذا كان لا يخاف من حسابه ولا من عقابه، بل هو حتى إذا تظاهر بأنه أراد الله يعمل من أعماله، فإنما يريده كأداة توصله إلى شهوات الحياة الدنيا.

وعلى هذا الأساس فإن دعّه لليتيم، وغير ذلك مما يشبهه، سوف ينشأ عنه الغفلة والسهو عن الصلاة، التي يريد أن يسيء بها إلى الآخرين، ويستخدمها وسيلة للوصول إلى مآربه، حسبما ألمحنا إليه فيما تقدّم.