النوع الرابع (ما أوله الخاء)
(خدع) ﴿يخادعون الله﴾ (1) بمعنى يخدعون الله أي يظهرون غير ما في أنفسهم، والخداع منهم: يقع بالاحتيال، والمكر، والخداع من الله تعالى (2): أن يتم عليهم النعم في الدنيا، ويستر عنهم ما أعد لهم من عذاب الآخرة، فجمع الفعلان لتشابههما من هذه الجهة، وقيل: معنى الخدع في كلام العرب الفساد، فمعنى ﴿يخادعون الله﴾ (3) يفسدون ما يظهرون من الايمان بما يضمرون من الكفر كما أفسد الله عليهم نعيمهم في الدنيا بما صار إليهم من عذاب الآخرة.
(خشع) ﴿خاشعين﴾ (4) متواضعين، و ﴿خشعت الأصوات للرحمن﴾ (5) أي خضعت من شدة الفزع وخفيت فلا تسمع إلا همسا وهو الذكر الخفي، والخشوع أعم من الخضوع، قال تعالى: ﴿الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾ (6) وقال: ﴿خاشعة أبصارهم﴾ (7) و ﴿خشعة الأصوات للرحمن﴾ (8) و ﴿خاشعة أبصارهم﴾ (9) لا يستطيعون النظر من هول ذلك اليوم، والخشوع في الصلاة: خشية القلب والتواضع، وقيل: الخشوع في الصلاة أن ينظر موضع سجوده، قال تعالى: ﴿والذين هم في صلاتهم خاشعون﴾ (10) قيل: كان النبي صلى الله عليه وآله يرفع بصره إلى السماء فلما نزلت هذه الآية طأطأ رأسه ونظر إلى مصلاه، وقوله: ﴿ترى الأرض خاشعة﴾ (11) أي ساكنة مطمئنة.
(خلع) ﴿فاخلع نعليك﴾ (12) قيل: أمر بخلع نعليه ليباشر الوادي بقدميه متبركا واحتراما له.
(خضع) ﴿خاضعين﴾ (13) منقادين، وهو لازم ومتعد، وخضع له: أي ذل، والخشوع أعم من الخضوع لأنه في البدن، والبصر، والصوت.
1. طه: 108.
2. المؤمنون: 2.
3. القلم: 43، المعارج: 44.
4. طه: 108.
5. القلم: 43، المعارج: 44.
6. المؤمنون: 2.
7. السجدة: 39.
8. طه: 12.
9. الشعراء: 4.
10. الماعون: 2.
11. الطور: 13.
12. الطور: 13.
13. البقرة: 251، الحج: 40.