النوع الأول (ما أوله الباء)

(بسط) ﴿بسطة﴾ (1) أي طولا وتماما، يقال: كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعا (2) و ﴿الله يبسط الرزق﴾ (3) أي يقدره دون غيره، وبسط اليد يستعار للجود كما إن غل اليد يستعار للبخل، وقوله: ﴿بل يداه مبسوطتان﴾ (4) كناية على الجود وتثنية اليد مبالغة في الرد، ونفي البخل عنه، وإثبات لغاية الجود فان غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطيه بيديه جميعا، ولا يريد حقيقة اليد، والجارحة تعالى الله عن ذلك، وبسط اليد مدها إلى المبطوش به، قال تعالى: ﴿لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك﴾ (5) قيل: كان هابيل أقوى منه ولكن تحرج عن قتله واستسلم خوفا من الله لأن الدفع لم يبح بعد أو تحريا لما هو الأفضل، وقوله: ﴿والملائكة باسطوا أيديهم﴾ (6) أي لقبض أرواحهم كالمتقاضي المسلط وهذا عبارة عن العنف في السياق والتغليظ والإرهاق في الإزهاق فعل الغريم الملح يبسط يده إلى من عليه الحق، ويقول: أخرج إلى مالي عليك أو بالعذاب أخرجوا أنفسكم: خلصوها من الدنيا، أو لا تقدرون على الخلاص.


1. الأنعام: 93.

2. التوبة: 47.

3. الأعراف: 146، المائدة: 56، البقرة: 217، التوبة: 18، 70.

4. الأحزاب: 19.

5. البقرة: 58، الأعراف: 160.

6. البقرة: 58، الأعراف: 160.