النوع السابع عشر (ما أوله الميم)
(مجس) المجوسية: نحلة، والمجوسي منسوب إليها، والجمع: المجوس، قال أبو علي النحوي (1) المجوس واليهود وإنما عرف على حد يهودي ويهود ومجوسي ومجوس فجمع على قياس شعيرة وشعير ثم عرف الجمع بالألف واللام ولولا ذلك لم يجز دخول الألف واللام عليهما لأنهما معرفتان قال وهما مؤنثان فجريا في كلامهما مجرى القبيلتين كذا قال في الصحاح (2)، ونقل: ان ﴿المجوس﴾ (3) نحلة يعبدون الشمس والقمر.
(مسس) ﴿يتماسا﴾ (4) كناية عن الجماع، ورجل ممسوس: أي مجنون، ويتخبطه الشيطان من المس، قال: بعض العلماء هو الذي ينال الانسان من الجنون، وهو فعل الله تعالى بما يحدثه من غلبة السوداء، والبلغم، فيصرعه فنسبه الله تعالى إلى الشيطان وذلك بتمكين الله تعالى من ذلك، والمعنى ان الذين يأكلون الربى (5) يقومون يوم القيامة مخبلين كالمصروعين يعرفون بتلك السيماء عند أهل المحشر، و ﴿مساس﴾ (6) مماسة وقوله: ﴿لامساس﴾ (7) أي لا مماس ولا مخالطة (8)، عوقب السامري في الدنيا بأن منع من مخالطة الناس منعا كليا، وحرم عليهم مكالمته، ومبايعته، ومجالسته، ومؤاكلته، فإذا اتفق أن يماس أحدا رجلا كان أو امرأة حم الماس، والمماس، فكان يهيم في البرية مع الوحش، وإذا لقى أحدا قال: ﴿لا مساس﴾ (9) أي لا تقربني ولا تمسني، وقيل: ان ذلك بقي في ولده إلى اليوم ان مس واحد من غيرهم واحدا منهم حم كلاهما في الوقت، و ﴿ذوقوا مس سقر﴾ (10) هو مثل قولهم: وجد مس الحمى، وذاق طعم الضرب لأن النار إذا أصابتهم بحرها وبشدتها فكأنها مستهم مسا كما يمس الحيوان ما يؤذي ويؤلم.
1. طه: 97.
2. طه: 97.
3. ولا أمس ولا أمس.
4. طه: 97.
5. القمر: 48.
6. التوبة: 29.
7. فصلت: 16.
8. القمر: 19.
9. الرحمن: 35.
10. المائدة: 119.