النوع الأول (ما أوله الألف)
(انس) ﴿أنستم منهم رشدا﴾ (1) أي علمتم ووجدتم، و ﴿آنست نارا﴾ (2) أبصرتها والايناس الرؤية، والعلم، والاحساس بالشئ قال ابن عرفة: وبهذا سمي الانس لأنهم يؤنسون أي يرون بانسان العين، وقوله: ﴿حتى تستأنسوا﴾ (3) فيه وجهان: أحدهما إنه من الاستيناس خلاف الاستيحاش لأن الذي يطرق باب غيره لا يدرى يؤذن له أم لا فهو كالمستوحش لخفاء الحال عليه فإذا أذن له استأنس فالمعنى حتى يؤذن لكم فوضع الاستيناس موضع الاذن، والثاني: إنه استفعل من استأنست فلم أرى أحدا أي استعلمت وتعرفت، وفي الخبر عن رسول الله قيل يا رسول الله ما الاستيناس قال: يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة ويتنحنح ويؤذن أهل البيت، وغير مستأنسين حديث أهل البيت واستيناسه تسمعه، و ﴿إناسي﴾ (4) جمع إنسي وهو واحد الانس مثل: كرسي وكراسي، و ﴿الإنس﴾ (5) جمع الجنس يكون بطرح تاء النسبة مثل، رومي وروم، ويجوز أن يكون ﴿أنساي﴾ (6) جمع إنسان فتكون الياء بدلا من النون لأن الأصل أناسين بالنون مثل: سراحين جمع سرحان فلما ألقيت النون من آخره عوضت النون بالياء، قال ابن عباس: إنما سمي إنسانا لأنه عهد إليه فنسي، قال أبو منصور (7) دليله قوله اينسان في تصغيره فكان أصله إنسان إفعلان (8).
1. الفرقان: 49.
2. أبو منصور: عبد الملك بن محمد ابن إسماعيل النيسابوري الثعالبي المتوفى في حدود سنة 429 للهجرة.
3. والانسان من الناس اسم جنس يقع على الذكر والأنثى والواحد والجمع واختلف في اشتقاقه مع اتفاقهم على زيادة النون الأخيرة، فقال البصريون: من الانس لهمزة أصلية ووزنه فعلان وقال الكوفيون: مشتق من النسيان فالهمزة زائدة ووزنه افعان على النقص والأصل انسيان على افعلان ولهذا يرد إلى أصله مع التصغير فيقال: اينسيان.
4. الحج: 28.
5. البقرة: 177.
6. هود: 36، يوسف: 69.
7. الأعراف: 164.
8. الأعراف: 164.