النوع التاسع عشر (ما أوله الفاء)

(فتر) ﴿فترة﴾ (1) سكون وانقطاع، و ﴿على فترة من الرسل﴾ (2) أي على انقطاع من الرسل لأن النبي صلى الله عليه وآله بعث بعد انقطاع الرسل لأن الرسل كانت إلى وقت رفع عيسى عليه السلام متواترة وقوله: ﴿لا يفتر عنهم﴾ (3) أي العذاب كأنه أراد لا يسكن ولا ينقطع عنهم العذاب ﴿وهم فيه مبلسون﴾ (4).

(فجر) ﴿فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا﴾ (5) أي انشقت عن ابن عرفة، وبه سمي الفجر لانشقاق الظلمة عن الضياء وأصله المفارقة، ومنه ﴿فتفجر الأنهار﴾ (6) وهو مفارقته أحد الجانبين للآخر، و ﴿يفجرونها تفجيرا﴾ (7) أي يجيرونها حيث يشاؤا في منازلهم تفجيرا سهلا لا يمتنع عليهم، و ﴿فاجرا﴾ (8) مائلا عن الحق، وأصل الفجور: الميل، فقيل للكاذب فاجر لأنه مال عن الحق، و ﴿ليفجر أمامه﴾ (9) قيل: ليكثر الذنوب ويؤخر التوبة، وقيل: يتمنى الخطيئة ويقول: سوف أتوب سوف أتوب.

(فخر) ﴿كالفخار﴾ (10) طين قد مسته النار، و ﴿لفرح فخور﴾ (11) أي بطر بالنعم مغتر بها فخور على الناس مشغول عن الشكر والقيام بحقها.

(فرر) ﴿الفرار﴾ (12) الهرب، يقال: فر يفر إذا هرب، و ﴿يفر المرء من أخيه﴾ (13) أي يهرب من أقرب الخلق إليه لاشتغاله بما هو مدفوع إليه، أو للحذر من مطالبتهم بالتبعات يقول الأخ لم تواسني بمالك، والأبوان قصرت في برنا: والصاحبة أطعمتني الحرام وفعلت وصنعت، والبنون لم ترشدنا ولم تعلمنا.

(فسر) ﴿أحسن تفسيرا﴾ (14) الفرق بين التفسير والتأويل هو ان التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل والتأويل رد أحد المحتملات لما يطابق الظاهر.

(فقر) ﴿فاقرة﴾ (15) داهية، ويقال: إنها من فقار الظهر كأنها تكسره تقول: فقرت الرجل إذا كسرت فقاره، كما تقول: رأسه إذا ضربت رأسه، و ﴿الفقراء﴾ (16) الذين لهم بلغة من العيش، و ﴿للفقراء الذين أحصروا﴾ (17) أهل الصفة، وعن ابن عرفة: الفقير عند العرب المحتاج، منه ﴿أنتم الفقراء إلى الله﴾ (18) والمسكين: من جهة الذلة فإن كان من جهة الفقر فهو فقير مسكين وحلت له الصدقة، وإن كان لغير الفقر فلا تحل له، وساتغ في اللغة: ضرب فلان المسكين، وهو من أهل الثروة واليسار.

(فطر) ﴿منفطر به﴾ (19) منشق باليوم، و ﴿إذا السماء انفطرت﴾ (20) انشقت، وال? ﴿فطور﴾ (21) الصدوع والشقوق، و ﴿فطرت الله التي فطر الناس عليها﴾ (22) أي خلقة الله التي خلق الناس عليها أي الزموا فطرة الله، أو عليكم فطرة الله، والمعنى إنه خلقهم قابلين للتوحيد ودين الاسلام غير نائين عنه، ولا منكرين له حتى لو تركوا لما اختاروا عليه دينا آخر، ومن غوى منهم فباغواء شياطين الجن والإنس، ومنه الحديث خلقت عبادي حنفا فاختالتهم الشياطين عن دينهم وأمروهم أن يشركوا بي غيري، وقال عليه السلام: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه اللذان يهودانه وينصرانه (فور) ﴿من فورهم هذا﴾ (23) من غضبهم الذي غضبوه ببدر وأصل الفور: الغليان والاضطراب، يقال: فارت القدر (24)، إذا غلت، استعير للسرعة.


1. الزخرف: 75.

2. البقرة: 60.

3. اسرى: 91.

4. الدهر: 6.

5. نوح: 27.

6. القيامة: 5.

7. الرحمن 14.

8. هود: 10.

9. الأحزاب: 16.

10. عبس: 34.

11. الفرقان: 33.

12. القيامة: 25.

13. الفاطر: 15، محمد: 38، البقرة: 271.

14. البقرة: 271.

15. الفاطر: 15.

16. المزمل: 18.

17. الانفطار: 1.

18. الملك: 3.

19. الروم: 30.

20. آل عمران: 125.

21. فورا وفورانا.

22. عبس: 21.

23. البقرة 236.

24. يونس: 26.