النوع السابع عشر (ما أوله العين)

(عبر) ﴿تعبرون﴾ (1) الرؤيا تفسرون الرؤيا، يقال: عبرت الرؤيا خبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها، قال تعالى: ﴿إن كنتم للرؤيا تعبرون﴾ (2) و ﴿لعبرة لأولي الابصار﴾ (3) و ﴿عبرة لأولي الألباب﴾ (4) أي اعتبار وموعظة لذوي العقول والبصر والعابر: الناظر، واعتبرت منه.

(عبقر) ﴿عبقري﴾ (5) طنافس ثخان، يقول العرب لكل شئ من البسط: عبقري، ويقال عبقر أرض يعمل فيها الوشئ ينسب إليها كل شئ جيد، ويقال: العبقري الممدوح الموصوف من الرجال والفرش.

(عثر) ﴿أعثرنا عليهم﴾ (6) أطلعنا عليهم، و ﴿فإن عثر على أنهما استحقا إثما﴾ (7) أي اطلع.

(عذر) ﴿عذرا أو نذرا﴾ (8) حجة وتخويفا أو أعذارا وأنذارا أي تخويفا ووعيدا، و ﴿قالوا معذرة إلى ربكم﴾ (9) أي موعظتنا معذرة أو اعتذرنا معذرة والاعتذار: إظهار ما يقتضي العذر، و ﴿معاذيره﴾ (10) ما اعتذر به، ويقال المعاذير: الستور واحدها معذار ومعذور، و ﴿المعذورون﴾ (11) المقصرون الذين يعذرون أي يوهمون ان لهم عذرا ولا عذر لهم ومعذرون أيضا يعتذرون أدغمت التاء في الذال، والاعتذار: لن يكون بحق ويكون بباطل.

(عرر) ﴿معرة﴾ (12) هي مفعلة من عره يعره إذا دعاه ما يكرهه ويشق عليه بغير علم ويقال: ﴿فتصيبكم منهم معرة﴾ (13) تلزمكم الديات (14)، و ﴿المعتر﴾ (15) الذي يعتريك أي يلم بك لتعطيه ولا يسأل.

(عزر) ﴿عزرتموهم﴾ (16) عظمتوهم، ويقال: نصرتموهم وأغنيتموهم و ﴿تعزروه﴾ (17) تعظموه وفي غير هذا الموضع تمنعوه من عزرته منعته، و ﴿تعزروه﴾ (18) تنصروه مرة بعد أخرى، وفي التفسير: تنصروه بالسيف، والعزير ابن شرحيا كان من علماء بني إسرائيل وهو اسم أعجمي ولعجمته وتعريفه منع من الصرف (19) ومن نونه جعله عربيا (عسر) ﴿تعاسرتم﴾ (20) تضايفتم، و ﴿في ساعة العسرة﴾ (21) أي في وقتها إشارة إلى غزوة تبوك، قيل: كان يعقب العشرة على بعير واحد وكان زادهم الشعير المسوس والتمر المدود وبلغت الشدة بهم إلى أن اقتسم التمرة اثنان وربما مصوها الجماعة ليشربوا عليها الماء وإنما ضرب المثل بجيش العسرة لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يغز قبله في عدد مثله لأن أصحابه يوم بدر كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، ويوم أحد سبعمائة ويوم حنين ألفا وخمسمائة، ويوم الفتح عشرة آلاف، ويوم خيبر اثنى عشر ألفا، ويوم تبوك ثلاثين ألفا وهي آخر مغازيه، وعن ابن عرفة سمي الجيش العسرة لأن الناس عسر عليهم الخروج في حرارة القيظ وأبان إيناع الثمرة، و ﴿العسر﴾ (22) ضد ﴿اليسر﴾ (23) لما نزل قوله: ﴿فإن مع العسر يسرا﴾ (24) ﴿إن مع العسر يسرا﴾ (25) خرج النبي صلى الله عليه وآله وهو يضحك ويقول: لم يغلب عسر يسرين، قال الفراء: وذلك إن العرب إذا ذكرت نكرة ثم أعادتها نكرة فهي هي تقول: إذا كسبت درهما فانفق درهما، فالثاني غير الأول، ولو قلت: فأنفقت الدرهم فالثاني هو الأول وكذلك هنا.

(عشر) ﴿عاشروهن بالمعروف﴾ (26) صاحبوهن، وعشير: خليط، و ﴿لبئس العشير﴾ (27) أي الصاحب كقوله: ﴿فبئس القرين﴾ (28) وقوله: ﴿وإذا العشار عطلت﴾ (29) أراد الحوامل من الإبل واحدتها عشراء (30) وهي التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعدما تضع وهي من أنفس الإبل عندهم و ﴿عطلت﴾ (31) تركت مسيبة مهملة لاشتغال أهلها بنفوسهم، و ﴿أنذر عشيرتك الأقربين﴾ (32) أمر بانذار الأقرب فالأقرب من قومه، و ﴿ليال عشر﴾ (33) هي عشر الأضحى (34) و ﴿معشار﴾ (35) عشر.

(عصر) ﴿يعصرون﴾ (36) قيل: يعصرون العنب والزيتون، وقيل: يحلبون الضروع، و ﴿إعصار﴾ (37) ريح عاصف ترفع ترابا إلى السماء كأنه عمود من نار، و ﴿أعصر خمرا﴾ (38) أي أعصر عنبا أستخرج منه الخمر لأن العنب إذا عصر فإنما يستخرج به الخمر، ويقال: الخمر: العنب بعينه، حكى الأصمعي عن معمر بن سليمان قال: لقيت أعرابيا ومعه عنب فقلت: ما معك؟فقال: خمر، و ﴿أنزلنا من المعصرات﴾ (39) أي السحائب التي قد حان لها أن تمطر، وعن ابن عباس: هي الرياح فتكون من بمعنى الباء أي أنزلنا بالمعصرات، وعصر: دهر، قال تعالى: ﴿والعصر﴾ (40) ﴿إن الانسان لفي خسر﴾ (41) وهو قسم أقسم الله به.

(عفر) ﴿عفريت من الجن﴾ (42) العفريت: من الجن والإنس والشياطين الفائق المبالغ الرئيس، ويقال: العفريت: الناقد القوي من خبث ودهاء.

(عمر) ﴿استعمركم فيها﴾ (43) جعلكم عمارها، و ﴿البيت المعمور﴾ (44) بيت في السماء حيال الكعبة يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون إليه، و ﴿المعمور﴾ (45) المأهول وعمر وعمر بمعنى واحد ولا يكون في القسم إلا مفتوحا ومعناهما الحياة، و ﴿لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون﴾ (46) أي وحياتك يا محمد ومدة بقائك، وعن المبرد: هو دعاء معناه أسأل الله عمرك وتقديره لعمرك بما أقسم به ﴿إنهم لفي سكرتهم﴾ (47) أي في غوايتهم التي أذهبت عقولهم يتحيرون، وقوله ﴿أولم نعمركم﴾ (48) قيل: إنه ستون سنة، وقيل: أربعون سنة، وقيل: ثماني عشر سنة وهو مما احتج الله عليهم به، و ﴿اعتمر﴾ (49) زار البيت، والمعتمر: الزائر، ومن هذا سميت العمرة لأنها زيارة البيت، ويقال: ﴿اعتمر﴾ (50) أي قصد.

(عور) ﴿ثلث عورات لكم﴾ (51) أي ثلاث أوقات لكم من أوقات العورة قرئ ثلاث عورات بالنصب على البدل من ثلاث مرات أي أوقات ثلاث عورات، وبالرفع على معنى هذه ثلاث عورات مخصوصة بالاستيذان وسمي كل وقت من هذه الأوقات عورة لأن الناس يختل تحفظهم وتسترهم فيها والعورة الخلل، يقال أعور الفارس إذا بدا فيه موضع خلل للطعن والضرب (52).

(عير) ﴿العير﴾ (53) القافلة وهو في الأصل اسم الإبل التي عليها الأحمال لأنها تعير أي تردد فقيل لأصحابها كقولهم: يا خيل الله اركبي.


1. يوسف: 111.

2. الرحمن: 76.

3. الكهف: 21.

4. المائدة: 110.

5. المرسلات: 6.

6. الأعراف 163.

7. القيامة: 15.

8. التوبة: 91.

9. الفتح: 25.

10. الفتح: 25.

11. والمعرة الإثم أيضا.

12. الحج: 39.

13. المائدة: 13.

14. الفتح: 9.

15. الفتح: 9.

16. وقيل: ينصرف لخفته وإن كان أعجميا مثل نوح ولوط لأنه تصغير عزير، وتؤيده قراءة السبعة بالصرف.

17. الطلاق: 6.

18. التوبة: 118.

19. البقرة: 185، الانشراح 5.

20. البقرة: 185، الانشراح 5.

21. الانشراح: 5.

22. الانشراح: 6.

23. النساء: 18.

24. الحج: 13.

25. الزخرف: 38.

26. كورت: 4.

27. بالضم وفتح الشين والمد.

28. كورت: 4.

29. الشعراء: 214.

30. الفجر: 2.

31. أو العشر الأواخر من شهر رمضان.

32. سبأ: 45.

33. يوسف: 49.

34. البقرة: 266.

35. يوسف: 36.

36. النبأ: 14.

37. العصر: 1.

38. العصر: 2.

39. النمل: 39.

40. هود: 61.

41. الطور: 4.

42. الطور: 4.

43. الحجر: 72.

44. الحجر: 72.

45. الفاطر: 37.

46. البقرة: 158.

47. البقرة: 158.

48. النور 58.

49. وقرئ أيضا بالتحريك.

50. يوسف: 70، 82، 94.

51. الشعراء: 171، الصافات: 135.

52. عبس: 40.

53. الكهف: 48.