النوع الثاني عشر (ما أوله الشين)

(شجر) ﴿شجر بينهم﴾ (1) اختلط بينهم، وقال أبو عبيدة: الشجر الأمر المختلف وتشاجر القوم: اختلفوا، وعن الأزهري ﴿شجر بينهم﴾ (2) إذا وقع خلاف بينهم، وعن ابن عرفة: سمي الشجر: لاختلاف بعضه في بعض وتداخله، و ﴿الشجرة الملعونة في القرآن﴾ (3) شجرة الزقوم ولعنت حيث لعن طاعموها من الكفار فوصفت بلعن أصحابها على المجاز، ويقال: بنو أمية ﴿ونخوفهم﴾ (4) بمخاوف الدنيا والآخرة ﴿فما يزيدهم إلا طغيانا﴾ (5) و ﴿شجرة الخلد﴾ (6) من أكل منها لا يموت و ﴿شجرة مباركة﴾ (7) النبي صلى الله عليه وآله، و ﴿كشجرة طيبة﴾ (8) كالنخلة والتين والرمان وكل شجرة مثمرة طيبة، وعن ابن عباس: شجرة في الجنة، وعن الباقر عليه السلام: الشجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وفرعها علي وعنصر الشجرة فاطمة وثمرتها أولادها وأغصانها وأوراقها شيعتها، و ﴿كشجرة خبيثة﴾ (9) كل شجر لا يطيب ثمرها كشجر الحنظل والكشوت (10) وعن الباقر عليه السلام: بنو أمية، قال تعالى: ﴿مثلا كلمة طيبة﴾ (11) وهي كلمة التوحيد، وقيل: كل كلمة حسنة كالتسبيحة والتحميدة والاستغفار ﴿كشجرة طيبة﴾ (12) وقال تعالى: ﴿كلمة خبيثة﴾ (13) كالشرك أو كل كلمة قبيحة ﴿كشجرة خبيثة﴾ (14) وقوله: ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة﴾ (15) يقال: هي الثمرة وسميت البيعة بيعة الرضوان بهذه الآية حيث بايعوا النبي صلى الله عليه وآله بالحديبية وكان عددهم ألفا وخمسمائة أو ثلاثمائة (شرر) ﴿أنتم شر مكانا﴾ (16) أي أشر مكانا، والشر: خلاف الخير، والشرارة: واحدة الشرار وهو ما يتطاير من النار وكذلك الشرر قال تعالى: ﴿ترمي بشرر كالقصر كأنه جملت صفر﴾ (17).

(شطر) ﴿شطر المسجد الحرام﴾ (18) أي قصده ونحوه، وشطر الشئ نصفه.

(شعر) ﴿يشعركم﴾ (19) يدريكم، و ﴿يشعرون﴾ (20) يفطنون ويعلمون، و ﴿المشعر الحرام﴾ (21) هو مزدلفة، وهي جمع تسمى جمعا، ومزدلفة والمشعر لأنه معلم العبادة، ووصف بالحرام لحرمته أو لأنه من الحرم وجمعه مشاعر.

و ﴿شعائر الله﴾ (22) ما جعله الله علما لطاعته واحدتها شعيرة وهي العلامة كالمواقف، والطواف، والسعي، وغيرها، وإحلال هذه الأشياء التهاون بحرمتها، وسيأتي تفسيرها مفصلة في باب حلل وإشعار الهدى أن يقلد بنعل وغير ذلك ويجلل ويطعن في شق سنامه الأيمن بحديدة و ﴿الشعرى﴾ (23) كوكب معروف كان ناس في الجاهلية يعبدونها قال تعالى: ﴿وأنه هو رب الشعرى﴾ (24) فكيف يعبدونها و ﴿الشعراء﴾ (25) جمع شاعر وقوله ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون﴾ (26) أي الغاوون والسفهاء، وقيل: الشياطين أي لا يتبعهم على كذبهم وباطلهم وفضول قولهم وما هم عليه من الهجاء وتمزيق الأغراض ومدح من لا يستحق المدح إلا الغاوون، وقيل: هم شعراء المشركين عبد الله الزبعري وأبو سفيان، وأبو غرة، ونحوهم حيث قالوا: نحن نقول مثل ما قال محمد، وكانوا يهجونه ويجتمع إليهم الأعراب من قومهم يستمعون أشعارهم وأهاجيهم.

(شكر) ﴿شكور﴾ (27) مثيب، يقال: شكرت الرجل إذا جازيته على إحسانه أما بفعل وأما بثناء، والله تعالى شكورا أي مثيب عباده على أعمالهم، وعن ابن عرفة: غفور للسيئات شكور للحسنات، وقيل: يزكوا عنده القليق فيضاعف الجزاء، والشكر: هو الثناء باللسان، وقيل: هو معرفة الاحسان والتحدث به و ﴿الشكور﴾ (28) المتوفر على أداء الشكر الباذل وسعه فيه قد شغل به قلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافه وكدحا، و ﴿إنه كان عبدا شكورا﴾ (29) روي عن الباقر عليه السلام والصادق عليه السلام: إنه كان إذا أصبح وأمسى قال: اللهم إني أشهدك إن ما أصبح أو أمسى بي من نعمة في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد، ولك الشكر بها على حتى ترضى وبعد الرضى، فهذا كان شكره.

(شور) ﴿شاورهم في الأمر﴾ (30) استخرج آراءهم واستعلم ما عندهم، و ﴿شورى بينهم﴾ (31) يتشاورون.

(شهر) ﴿الشهر﴾ (32) مأخوذ من شهرة أمره لحاجة الناس إليه في معاملاتهم ومحل ديونهم وحجهم وصومهم وغير ذلك من المصالح المتعلقة بالشريعة، قال تعالى: ﴿إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا﴾ (33) وقال تعالى: ﴿فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾ (34) ويقال: أي المصر في الشهر، قال: الفارسي في الحجة (35).


1. النساء: 64.

2. النساء: 64.

3. النساء: 64.

4. النساء: 64.

5. طه: 120.

6. النور: 35.

7. إبراهيم: 24.

8. إبراهيم: 26.

9. الكشوت: نبت يتعلق بأغصان الشجر من غير أن يضرب بعرق في الأرض.

10. إبراهيم: 24.

11. إبراهيم: 24.

12. إبراهيم: 26.

13. إبراهيم: 26.

14. الفتح: 18.

15. يوسف 77.

16. المرسلات: 32.

17. البقرة: 144، 149، 150.

18. الأنعام: 109.

19. تكرر ذكرها.

20. البقرة: 198.

21. البقرة: 158، الحج: 32، 36، المائدة: 3.

22. النجم: 49.

23. النجم: 49.

24. الشعراء: 224.

25. الشعراء: 224.

26. الفاطر: 30، 34، الشورى: 23، 33، التغابن: 17، إبراهيم: 5، لقمان: 31، سبأ: 19.

27. سبأ: 13.

28. اسرى: 3.

29. آل عمران: 159.

30. الشورى: 38.

31. البقرة: 185، 217، المائدة: 3، 100.

32. التوبة: 27.

33. البقرة: 185.

34. أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي ولد بمدينة فسا سنة 288 للهجرة وقدم بغداد واشتغل بها سنة 207 وقدم حلب سنة 341 وتوفي سنة 377 له مصنفات جليلة منها كتاب الحجة في علل القراءات.

35. البقرة: 155.