1 - الحمل على التفسير

وقد حمل بعضهم عليه عدداً من الأحاديث، من ذلك ما ورد حول ما أسميناه بآية الجهاد فقال: يحمل على التفسير. والمراد من " أسقط من القرآن " أي: أسقط من لفظه فلم تنزل الآية بهذا اللفظ، لا أنّها كانت منزلة ثمّ اسقطت، وإلاّ فما منع عمر وعبد الرحمن من الشهادة على أنّ الآية من القرآن وإثباتها فيه؟!(1).

ومن ذلك: ما ورد حول آية المحافظة على الصلوات عن عائشة وحفصة من إلحاق كلمة " وصلاة العصر " بقوله تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) بأنّ الكلمة ادرجت على سبيل التفسير والإيضاح(2).

ومن ذلك: ما ورد عن أبي موسى الأشعري حول سورة كانوا يشبّهونها في الطول والشدّة بسورة براءة، فقد ذكر بعضهم له وجوهاً منها: أنّه يجوز أن يكون تفسيراً، وحفظ منها أي من تفسيرها ومعناها(3).

ومن ذلك: ما ورد عن زرّ بن حبيش، عن اُبيّ بن كعب، أنّه قال له: " كم تقرأ سورة الأعراف(4)؟ قلت: ثلاثاً وسبعين آية... ": فقد قيل: " يحمل إن صحّ - لأنّ أهل النقل صعّفوا سنده - على أنّ تفسيرها كان يوازي سورة البقرة، وأنّ في تفسيرها ذكر الرجم الذي وردت به السنّة "(5).


1- مقدّمتان في علوم القرآن: 100.

2- البرهان في علوم القرآن 1: 215، مباحث في علوم القرآن: 112، الناسخ والمنسوخ: 15.

3- مقدّمتان في علوم القرآن: 97.

4- كذا، والذي نقلناه سابقاً عن الدرّ المنثور عن طائفة من أهمّ مصادرهم: « الأحزاب ».

5- مقدّمتان في علوم القرآن: 83.